53 عاما على احتجاز طائرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فوق بنغازي
فى مثل هذا اليوم 20 ديسمبر 1969 التقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالرئيس الراحل معمر القذافى والرئيس السودانى جعفر النميرى وياسر عرفات والملك حسين في مؤتمر القمة العربى في الرباط بالمغرب.
وكما يحكى الدكتور الصاوى حبيب الطبيب المعالج للرئيس جمال عبد الناصر والمرافق له مع الدكتور منصور فايز في كتابه " مذكرات الدكتور الصاوى " يقول: انه وبعد انتهاء المؤتمر وفى طريق العودة بدأ الرئيس عبد الناصر زيارة رسمية الى ليبيا استقل عبد الناصر والنميرى الطائرة وقد سبقهم الرئيس القذافى لاستقبالهم في طرابلس، الا انه فجأة ولسبب اضطرارى بدلا من نزول الطائرة في طرابلس نزلت في بنغازى لعطل في الطائرة.
وفى مطار بنغازى لم يستطع طاقم الطائرة انزال العجل وحضرت المطافى وعربات الإسعاف المتعددة الى المطار في انتظار ما سيحدث في الطائرة المقلة للرئيسين التي ظلت تدور في السماء حوالى الساعتين فوق مطار بنغازى، مما أصاب الخوف جميع الركاب الخوف وارتبك المطار والدولة كلها،الا الرئيس عبد الناصر الذى لم يبالى وقضى الوقت في مباحثات مع ضيوف البلد القادمين من الرباط.
وأضاف الدكتور الصاوى حبيب: بعد حوالى الساعة جاءتنا البشرى بنجاح مهندسى الطائرة في انزال العجلات ونزلت الطائرة بسلام، وكانت هناك المفاجأة الكبرى وهى وجود حشود من الليبيين في المطار تهتف ناصر ناصر وبمجرد نزول الرئيسين من الطائرة تعالت الاصوات بالهتاف للرئيس جمال عبد الناصر واحاطت الحشود بالرئيس في كل مكان وانفصلت عربة الرئيس عن باقى الركب بسبب الزحام والطوفان الشديد من البشر.
استقبالا اسطوريا
كان استقبالا اسطوريا للرئيس جمال عبد الناصر على طول الطريق الى قصر الضيافة في مسافة ثلاثة كيلو مترات سارها سيارة الرئيس في ساعتان ونصف، والرئيس لم يبدو عليه التعب من حرارة الاستقبال بالرغم من انه لم يكن قد مر ثلاثة شهور على إصابته الشريان التاجى وعودته من رحلة علاجه في روسيا، وكل ما فعله الرئيس هو تناول أقراص جلوكوز كورامين دواء السكر للتأخير ثلاث ساعات عن ميعاد الغداء الذى كان مفترضا في الثانية عصرا، فقد تحمل الرئيس ذلك اليوم هدا يفوق طاقته واحتماله بكل صبر وبهجة بحماس الجماهير وفرحها باستقباله.
وبدأت اجتماعات طرابلس الثلاثية يوم 25 ديسمبر 1969.وأعلن ميثاق طرابلس بين مصر وليبيا والسودان فى 27 ديسمبر 1969، وكان الميثاق أقل مما كان منتظرًا، ولكن السودان كان مقيدًا بظروف خاصة شرحها جعفر نميرى بأمانة وإخلا ص وهى خاصة بمعارك الانفصال في الجنوب بتحريض من إسرائيل..
وكانت الحجة الظاهرة للانفصاليين فى جنوب السودان..أن الشمال السودانى عربى، ومكانه هناك بين العرب، وأما الجنوب فأفريقى خالص ووضعه الطبيعى أن يكون دولة مستقلة ضمن مجموعة دول شرق ووسط أفريقيا.. كينيا وأوغندا والكونجو إلى آخره، وكان جمال عبد الناصر شديد التقدير لظروف السودان، مبالغًا فى حرصه على ثورته وقياداتها وكان معمر القذافى يشارك عبد الناصر تقديره وحرصه، ولكن أمل الوحدة كان لديه هو الهدف الغلاب.
اعلان ميثاق طرابلس
وطلب القذافى اعلان ميثاق طرابلس للوحدة بين مصر وليبيا وأن يرجأ انضمام السودان لحين تسوية مشاكله، وأيد النميرى ورحب بذلك، ووافق الرئيس عبد الناصر قائلا: - إننى على استعداد لأن أفعل كل شىء من أجل ليبيا ومن أجل القذافى ورفاقه فهم شباب الطليعة فى العالم العربى... وأعتقد أننى بذلك أخدم الأمة العربية ومعركتها ومستقبلها.