بوعجيلة مسعود، الدبيبة في مرمى نيران عائلة المتهم الليبي فى تفجير لوكربي
وجهت عائلة المتهم فى تفجير لوكيربي الليبي بوعجيلة مسعود المريمي، اتهامات لمسؤولين في "حكومة الوحدة الوطنية" الليبية المنتهية ولايتها والتي يترأسها عبدالحميد الدبيبة، بالتورط في خطف واحتجاز بو عجيلة، وتوعدت بملاحقتهما.
عائلة بوعجيلة مسعود تتهم الدبيبة
ووجهت عائلة بوعجيلة مسعود الاتهامات لكل من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ووزيرة الخارجية فيها نجلاء المنقوش، وآمر القوة المشتركة مصراتة، بخطف المريمي واحتجازه لمدة تقارب الشهر في مركز اعتقال غير شرعي دون أي تهمة.
وتوعدت عائلة بو عجيلة مسعود، في بيان لها، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والمستعجلة ضد الثلاثة، والكشف -عبر القضاء والقانون- عن كل من أسهم في خطفه وتسليمه لدولة أجنبية الولايات المتحدة الأمريكية.
اختطاف بوعجيلة مسعود من ليبيا
وأشار البيان إلى أن الدبيبة "قام بتلفيق التهم"، ونسب ارتكابها للمواطن الليبي المخطوف أبوعجيلة مسعود المريمي، وحاول تجريده من جنسيته الليبية بادعائه زورا أنه يحمل الجنسية التونسية.
وأوضح بيان العائلة أن أبوعجيلة خُطف من بيته على مرأى من أفراد أسرته من دون أي أمر فضائي صادر عن السلطة القضائية المختصة، مشيرا إلى أن "واقعة الخطف صاحبها ترهيب لعائلة آمنة بعد جريمة مكتملة الأركان تستوجب تدخل القضاء الليبي وإيقاع العقوبات القانونية على مرتكبيها".
واعتبر البيان اتهام الدبيبة للمريمي بالتخطيط لعملية لوكيربي بأنه "جريمة"، تخالف القاعدة القانونية التي تفيد بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ووصفت العائلة رواية الدبيبة بشأن الواقعة بأنها "كاذبة"، وتنطوي على "تهم مختلقة" نسبها إلى أبوعجيلة، وإدانته من دون أن يمثل أمام سلطات التحقيق في ليبيا.
ودعت عائلة أبو عجيلة مسعود، في بيانها الدبيبة إلى مراجعة بيان وزيرة العدل في حكومته الذي أصدرته الشهر الماضي، وذكرت فيه أن "ملف قضية لوكيربي قد أقفل سياسيا وقانونيا"، كذلك طالب البيان الدبيبة بـ "مراجعة تصريحات النائب العام، الذي أكد أن عملية تسليم أبوعجيلة المريمي جرت دون اتباع الإجراءات القانونية ودون أمر من السلطات القضائية الليبية".
وطالبت العائلة في بيانها القضاء الليبي بـ "ضرورة تحمل المسؤولية وسرعة التحرك والقيام بالتحقيق مع كل من خطط ورتب ونفذ هذا العمل المخالف للقوانين وللقيم الوطنية والإنسانية".
عبدالحميد الدبيبة
وكان الدبيبة قال في تسجيل مصور مساء الخميس الماضي إن أبو عجيلة متهم بتصنيع المتفجرات التي "أودت بحياة أكثر من 200 روح بريئة"، وأضاف أنه "المسؤول عن عملية صناعة المفخخات التي تستخدم في العملية"، في إشارة إلى حادثة طائرة "لوكيربي".
وأشار الدبيبة إلى أنه أوفد فريقا حكوميا للاطلاع على حالة أبو عجيلة مسعود، واستدرك: "لن أقبل بتحميل ليبيا تبعات عمليات إرهابية مرة أخرى، بسبب وجود متهمين بالإرهاب على أرضها"، ولم يتطرق الدبيبة إلى مسألة تسليم أبو عجيلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
في نفس السياق، بدأ النائب العام الليبي الأربعاء الماضي التحقيق في واقعة تسليم المواطن الليبي المتهم بصنع القنبلة المستخدمة في تفجير لوكيربي إلي سلطات الولايات المتحدة الأمريكية.
أبوعجيلة مسعود
بو عجيلة محمد مسعود، هو مسؤول مخابرات ليبي سابق، أدين بتهم لا علاقة لها بحادث "لوكربي"، لكن وُجهت إليه تهم في الولايات المتحدة بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، ويزعم المسؤولون الأمريكيون أنه ساعد في صنع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق بلدة لوكربي.
ووجهت الولايات المتحدة الاتهام لأبو عجيلة محمد مسعود قبل عامين على خلفية قضية لوكربي، وكان قد احتُجز سابقا في ليبيا لتورطه المفترض في هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلين.
وعُرف مسعود بأنه صانع قنابل لصالح نظام معمر القذافي، ووفق لائحة الاتهام الأمريكية، قام بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت طائرة بان أمريكان.
يشار إلي أن التحقيق في القضية عاد عام 2016 عندما علم القضاء الأمريكي بتوقيف مسعود بعد سقوط نظام القذافي وأنه قدم اعترافًا مفترضا لاستخبارات النظام الليبي الجديد عام 2012.
كواليس تفجير لوكيربي
وبعد اندلاع الثورة في ليبيا 2011، قال السفير الليبى فى لندن محمود الناكوع "إن بلاده تحضر لكشف جميع الملفات المتعلقة بتفجير لوكربى، الذى أودى بحياة 270 شخصا".
وأوضح أن هذا الأمر يتطلب عاما كاملا حتى يتسنى للحكومة توفير جميع المعلومات المتعلقة بالقضية، مهما كانت طبيعتها.
وأضاف الناكوع، فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، فى الذكرى الـ 24 لسقوط الطائرة ومقتل ركابها فوق بلدة لوكربى فى أسكتلندا ـ "أنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق رسمى باستثناء أن تكشف ليبيا عن الملفات التى تملكها بشأن القضية"،مشيرا الى أن ذلك سيتم عندما تبسط الحكومة الأمن والاستقرار التام فى البلاد.
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة قد مارستا ضغوطا على القادة الليبيين الجدد للتعاون بهدف إجراء تحقيقات أكثر عمقا فى حادث التفجير، فيما أصرت أسر الضحايا على ضرورة استمرار تلك الجهود حتى بعد مقتل العقيد الراحل معمر القذافى.