بعد رفع أسعار الفائدة.. مخاوف من آثار الركود العالمي وتوقعات 2023
كشفت البنوك المركزية العالمية، عن توجهاتها خلال الفترة المقبلة، بعد الإعلان عن رفع أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5%، مؤكدة أن هناك تحديات كبيرة أمامها خلال العام المقبل لمواجهة الركود العالمي، ومحاولة كبح جماح التضخم.
استمرار رفع أسعار الفائدة خلال 2023
وأكد رؤساء البنوك المركزية الكبرى، على استمرار رفع أسعار الفائدة خلال 2023 لمواجهة موجات التضخم ومحاولة إنعاش اقتصاداتهم بعد تعرضها لتراجع مؤشراتها خلال 2022.
مخاطر الركود العالمي
وبالرغم من ذلك فإن هناك مخاطر متزايدة بسبب التشديدات المستمرة في السياسة النقدية، والتي يندرج تحتها تقويض الطلب والتوظيف، تدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود خلال العام المقبل، بعد التعرض لحالة من الانكماش إستمرت على مدار العامين الماضيين.
وأكد إيثان هاريس رئيس أبحاث الاقتصاد العالمي في بنك أوف أميركا، أن العالم على حافة ركود عالمي، مضيفًا أن هناك شعور متزايد بين البنوك المركزية بأنها تفضل المخاطرة عن طريق عمل الكثير، مشيرًا إلى أنها لا تريد خفض الفائدة لتعود وتجد نفسها لاحقًا مضطرة إلى رفعها الفائدة مرة أخرى.
تراجع الاقتصادات وارتفاع معدلات البطالة
وأصر محافظو البنوك المركزية، على الإستمرار في رفع معدلات الفائدة، حتى في مواجهة انكماش الاقتصادات، في محاولة منهم لكبح جماح التضخم، وسط توقعات بأن هذا الوضع لن يستمر مع تراجع الاقتصادات وارتفاع معدلات البطالة.
وأوضح هاريس، أن الجميع يسعون لمواصلة معركتهم ضد التضخم، بالرغم من ارتفاع الأسعار وتباطؤ الاقتصادات، وانتهاء أزمات سلاسل التوريد.
وأشار إلى أنه ما يزال مسؤولو البنوك المركزية قلقون بشكل خاص إزاء تصاعد توقعات الأسعار والضغوط المتزايدة التي أصبحت متأصلة في اقتصادات بلدانهم، كما حدث في السبعينيات من القرن الماضي.
ترسخ توقعات ارتفاع التضخم
وكان جيروم باول، قال يوم الأربعاء الماضي: "كلما استمرت الموجة الحالية من التضخم المرتفع، زادت فرصة ترسخ توقعات ارتفاع التضخم".
ومن جانبه أعلنت الرئيسة كريستين لاجارد يوم الخميس الماضي أن البنك المركزي الأوروبي سيمضي قدمًا في رفع أسعار الفائدة "لفترة طويلة".
أشارت لاجارد إلى احتمال رفع الفائدة بمقدار نصف نقطة مرتين، كما أعلنت عن خطط للبدء في خفض مخزون السندات البالغة نحو 5 تريليونات يورو (5.3 تريليون دولار).
وكتب جو ليتل، كبير الاستراتيجيين العالميين لدى "اتش اس بي سي آسيت مانجمنت" في تقرير: "إذا كان 2022 هو عام ارتفاع التضخم ورفع أسعار الفائدة وانخفاض مضاعفات سوق الأسهم؛ فإن 2023 سيكون عامًا يتعلق بدورة الاقتصاد الكلي.. من المحتمل أنَّنا وصلنا إلى ذروة تشديد البنوك المركزية لسياساتها النقدية، حيث بدأت معدلات التضخم الرئيسية في التراجع".
وفي نفس السياق، يرى مسؤولو بنك إنجلترا علانية، أن المملكة المتحدة في حالة ركود بالفعل، ويفترض المسؤولون في البنك المركزي الأوروبي أنَّ منطقة اليورو قد دخلت في الركود خلال الربع الجاري، تضرر الاقتصاد في كل من المملكة المتحدة ومنطقة اليورو جراء ارتفاع تكاليف الطاقة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتستعد البنوك المركزية الثلاثة لمواصلة رفع أسعار الفائدة في عام 2023، فإنه من غير المرجح أن تظل زيادات معدلات الفائدة بنفس مقدار زيادة الأسبوع الماضي.