علي جمعة: للمرأة الحق في تطليق نفسها والحصول على جميع حقوقها
حق المرأة في الإسلام، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن الإسلام أعطى المرأة الحق في تطليق نفسها وقتما تشاء، وتستحق جميع حقوقها، وكأن الزوج هو الذي طلقها.
حق المرأة تطليق نفسها في الإسلام
وأضاف علي جمعة أن حق المرأة في الإسلام أقره المشرع في أشكال عدة، وخاصة في الطلاق، فمن حقها طلب الطلاق من زوجها للضرر وتأخذ جميع حقوقها.
وكتب الدكتور علي جمعة، عبر تدوينة له على الفيس بوك، عن حق المرأة في الإسلام قائلًا: "أعطى الإسلام المرأة الحق في اختيار زوجها وأعطاها الخيار في البقاء معه أو فراقه عندما تسوء العشرة بينهما، ولا يمكن التوفيق والصلح، ولهذا شرع الطلاق لمصلحة المرأة والرجل على السواء."
حق تطليق المرأة في الإسلام
وأكد علي جمعة أن الزوجة تملك الحق في تطليق نفسها كما منحه للرجل، وذلك ما يؤكد حق المرأة في الإسلام، حيث قال: "من المفاهيم الشائعة عن الإسلام ونظامه في الأسرة أن الرجل وحده هو الذي يملك حق إنهاء العلاقة الزوجية، وهو وحده صاحب قرار الطلاق، وأن المرأة لا تملك هذا الحق".
وتابع علي جمعة تفسيره عن حق المرأة في الإسلام في تطليق نفسها فقال: "الحقيقة غير ذلك تمامًا، فإن التشريع الإسلامي في نظامه الفريد أعطى المرأة حق إنهاء العلاقة الزوجية، كما أعطى للرجل ذلك، وجعل لإنهاء العلاقة الزوجية من قبل المرأة عدة أشكال".
العصمة في يد المرأة
وقال علي جمعة: "للمرأة الحق في أن تشترط على زوجها أن تكون العصمة بيدها- بمعنى أن أمر الطلاق لها فتطلق نفسها وقتما تشاء- وفي هذه الحالة تطلق المرأة نفسها وتستحق جميع حقوقها، وكأن الزوج هو الذي طلقها، فلا ينقص من حقها شيء".
وأكد حق المرأة في طلب الطلاق للضرر ونيل حقوقها، فقال: "ولها كذلك أن تطلب التفريق بينها وبين زوجها للضرر، إذا لحقها منه ضرر بالغ فيفرق بينهما القاضي، وتستحق كذلك جميع حقوقها دون أي نقصان، ولها كذلك أن تختلع، وفي هذه الحالة فقط تنفصل المرأة عن الرجل، ولكنها تتنازل عن حقوقها لعدم وجود سبب لإنهاء العلاقة الزوجية، فليس من العدل حينئذ تغريم الرجل بالمستحقات، وهو متمسك بالعشرة بينهما."
حرية المرأة في ظل حضارة الإسلام
وأكد علي جمعة أن هناك صور ونصوص كثيرة تخير المرأة في قرار الانفصال، منها ما روي عن ابن عباس، أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له مغيث: "كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكى ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: «يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثًا؟»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أرجعته؟»، قالت: يا رسول الله أتأمرني؟ قال: «إنما أنا أشفع» قالت: فلا حاجة لي فيه. «البخاري»، وذلك لما علمت أن كلامه ليس أمرًا، وإنما هو مشورة تخيرت تركه، حيث كان من حقها تركه بعد أن أصبحت حرة.
وقال علي جمعة: "وجاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا أنى لا أحبه، فقال صلى الله عليه وسلم: «فتردين عليه حديقته؟»، فقالت: نعم، فردت عليه حديقته، وأمره ففارقها. «البخاري».
واختتم علي جمعة حديثه عن حق المرأة في الطلاق في الإسلام فقال: "هذا إيضاح موجز لحرية المرأة في ظل حضارة الإسلام باحترام حقها في اختيار زوجها واحترام إرادتها إذا أرادت فراق زوجها."