مشاهد من كأس العالم
ينادي المؤذن بصوته العذب معلنًا دخول وقت الصلاة.. فينتبه الآلاف من جنسيات وديانات مختلفة، ثم تتوجه أنظارهم تجاه المساجد، ويدفعهم الفضول للوقوف على أبوابها لمعرفة ما يدور بالداخل، رجال اصطفوا للصلاة خلف الإمام في هدوء وسكينة، تنتهي الصلاة فيخرج الجميع من المسجد مبتسمين، بعضهم يقدم الورود لمن اكتفوا بالفرجة، والبعض الآخر يقدم الحلوى والهدايا التذكارية..
ثم ينصهر الجميع (المصلون والمتفرجون) في حفل غنائي، أو سوق أو معرض، أو في مدرج واحد لمتابعة إحدى المباريات، هذا المشهد كان واحدًا من مشاهد كثيرة رصدناها أثناء مونديال كأس العالم الذي إنتهت فعالياته أمس، وإلقاء الضوء عليه ليس من قبيل الدروشة أو التدين الذي يزعج البعض، لكنه يوضح مفاهيم مغلوطة عن الإسلام، حاول الغرب ترويجها في السنوات الماضية.
أما المشهد الذي سيظل عالقًا في ذاكرة مئات الملايين فكان ل أحسن لاعب في العالم، وهو الأرجنتيني ميسي، الذي ارتدى العباءة الخليجية وهو يرفع كأس العالم، الذي إنتظره ليختم به مسيرته التي امتدت طوال عشرين عامًا.
هذا المشهد يرتبط بمشهد آخر.. وهو الذي جمع بعض نجوم الكرة السابقين في مطعم أحد الفنادق، وقد تعاملوا مع فناجين القهوة على أنها كؤوس خمر، في إشارة منهم للخمور التي تمسكت قطر بمنعها في المونديال.
أما المشهد الثالث المكمل للمشهدين السابقين فكان للعقال العربي الذي وضعه ضيوف المونديال على رؤوسهم، والمشاهد الثلاثة تؤكد أن إدارة المونديال نجحت في إقناع الملايين من الحضور باحترام سلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
يبقى مشهد الفائزين في هذا المونديال، فإذا كانت الأرجنتين هي من نجحت في الفوز بكأس العالم.. فالمغرب فازت بما لم تفز به دولة عربية من قبل، حيث وصلت إلى نصف النهائي، أما قطر فقد شهد الجميع أنها نجحت في تنظيم أفضل دورة على مدار تاريخ كأس العالم.
أتمنى أن نكون فاعلين في الدورات المقبلة، وأن نكون مشاركين لا متفرجين.
besheerhassan7@gmail.com