أمين مجمع اللغة العربية: لغتنا هويتنا وتحتاج منا إلى جهد كبير في الدفاع عنها
قال الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، إن اللغة العربية لا يصح أن نقتصر في الاحتفال بها على يوم كل عام؛ بل يجب أن نحملها في قلوبنا، وأن نجعلها على ألسنتنا، وأن نسكنها عقولنا وذاكرتنا، ونستحضرها في كل مقام، تعبيرًا عن مشاعرنا وتسجيلًا لخواطرنا، وبيانًا لعلومنا ومعارفنا التي نكتبها، موضحا أن اللغة العربية شرف الله بها العالم أجمع وشرف نبيه بنزول القرآن الكريم بلسان عربي مبين.
ملتقى هيئة كبار العلماء
وأوضح الدكتور مدكور، خلال كلمته بالملتقى العلمي الرابع عشر الذي عقدته الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء اليوم الأحد، بالجامع الأزهر تحت عنوان: "اللغة العربية..لغة كتاب وهوية أمة"، أن اللغة العربية تحتاج منا إلى جهد كبير في الدفاع عنها، وصبر وتحمل لكل ما يقال عنها على غير الحقيقة، وتتهم به بغير عدل.
موضحًا أننا إذا حملناها وأحسنا حملها؛ فإننا سنرفع مقامنا برفعة مقامها، ونعلوا إلى الآفاق بعلوها، ونرتق آفاق عليا في كل مجال بلسانها وفصاحتها وبلاغتها، ونقدح من بحرها العميق الذي ليس له نظير في اللغات؛ زيادة في مفرداته وجودة تراكيب، وانتظام قواعده، وتفكر في البيان والجمال الذي يعرفه من أحس حلاوة هذه اللغة وذاق طعمها، وارتقى بمقامها بما يجيده منها وبما يحسن به التعلم منها.
اليوم العالمي للغة العربية
وأشار الأمين العام لمجمع اللغة العربية، إلى أن كل التراث الإنساني تُرجم إلى اللغة العربية، ووسعته تلك اللغة وعبرت عن كل علومه، فهي المفتاح الذي تُدرس به سائر العلوم التي عرفتها البشرية.
موضحًا أن اللغة العربية التي تربت على القرآن الكريم وسنة نبيه العظيم تفتقت على علوم ما كان للناس عهد بها قبل أن يُنزَّل القرآن الكريم، فهي تعبر عن سياق ثقافي وعلمي وإبداعي يجب أن يكون الناس عليه، مؤكدًا أن اللغة العربية لغة فخر ومجد وعراقة وإبداع، يجب علينا أن نعود إلى أصلنا العربي، وإلى هذه الدرة الغالية التي حملناها من أجدادنا؛ لتتكون هي المجد للإسلام وللعروبة كلها.
خصائص اللغة العربية
حرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على توضيح أهم خصائص لغة القرآن الكريم، بمناسبة اليوم العالمي الموافق 18 ديسمبر الجاري، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” والتي جاءت كالتالي:
▪ اللغة العربية واحدة من أهم لغات العالم، ومن أكثرها ذيوعًا وانتشارًا.
▪ شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم، ولسان شرائعه وأحكامه، وتبيان حلاله وحرامه، وخزانة كنوزه وأسراه؛ قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. [يوسف: 2]
▪ أكثر ما يميز اللغة العربية امتلاكها لأسباب حياتها، ومقومات بقائها، وقدرتها على الاحتفاظ بأصالتها، مهما تباعد الزمان، وتداخلت اللغات.
▪ التعبير بفصاحة وبيان مما تتميز به اللغة العربية؛ حيث يستطيع المتكلم بها أن يصيغ عبارة دالة على الواقع وفق مقتضى الحال في سهولة ويسر؛ بعيدًا عن التنافرات الكلامية، والتعقيدات اللفظية.