أعاصير "تمرد" تضرب إخوان تونس.. حرق المقار وجمع مليون توقيع للإطاحة بحكومة الغنوشي على الطريقة المصرية.. والقلق يجتاح التيار الإسلامي وقائمة بالاغتيالات تبدأ بمقتل البراهمي
استيقظت تونس اليوم "الخميس"، على حادث اغتيال مروع للمعارض التونسي محمد البراهمي، عضو المجلس الوطني التأسيسي، ومنسق التيار الشعبي التونسي، وأحد أبرز داعمي حركة تمرد التونسية بـ11 طلقة نارية، حتى أن الكاتب التونسي محمد مالك قال في تغريدة له على تويتر: "اغتيال النائب والمعارض محمد البراهمي إثر تعرضه لإطلاق نار والحادثة لها تأثيرها السلبي في الوضع خاصة مع حراك التمرد على طريقة مصر!"
تيار الإسلام السياسي في تونس وخاصة حزب النهضة- الإخواني- الذي يرأسه الغنوشي بدأ يستشعر القلق من تطبيق سيناريو 30-6 المصري، والذي بدأت خطواته في تونس ومن هنا بدأت حركة الاغتيالات مبكرًا خوفًا من الإطاحة بالإخوان في تونس أيضًا وتم اغتيال المعارض الليبرالي البراهمي.
وهدد تيار الإسلام السياسي المعارضة في تونس بحمامات دم، ولكن التونسيون قالوا: "كله سيصب في صالح تمرد"، ويبدو أن سيناريو أحداث الثورة المصرية يتكرر بالكربون في تونس وبدأت حركات المعارضة في حرق مقار الإخوان؛ اعتراضًا على سياستهم الفاشلة في إدارة البلاد.
الصحفي كمال بن يونس ذكر أن النائب البراهمي، تعرض لإطلاق ما لا يقل عن 11 رصاصة أطلقها عليه عدة أشخاص أمام منزله بحي الغزالة بتونس، ويعرف حي الغزالة بأنه معقل السلفيين في تونس، وكان من بين المتهمين بتفجير قطار مدريد قبل عدة سنوات تونسيون من هذا الحي.
بن يونس قال: "إن البراهمي شخص معروف بانتقاداته العنيفة للحزب الحاكم وتيار الإسلام السياسي، وكان البراهمي قد أعلن قبل أيام انسحابه من حركة الشعب؛ "لأنها تسير في اتجاه قريب من السلطة"، وأكد التليفزيون الرسمي التونسي أن البراهمي قتل بـ "11 طلقة نارية في بيته".
وجاء اغتيال النائب والمعارض التونسي، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه السلطات التونسية التعرف على مدبري اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي قتل في السادس من فبراير الماضي بتونس، ومحمد البراهمي يبلغ من العمر 57 عامًا وهو نائب المجلس الوطني التأسيسي والأمين العام السابق للتيار الشعبي والقيادي بالجبهة الشعبية اليسارية.
استقال البراهمي و4 أعضاء من المكتب السياسي والعديد من منسقي المكاتب الجهورية والعشرات من المنخرطين في حركة الشعب في 7 يوليو، ودعا البراهمي خلال الأيام الماضية إلى إسقاط الحكومة، ورجحت التقارير قيام المستقيلين من الحزب بتأسيس حزب قومي جديد يحمل اسم "التيار الشعبي".
ينتمي البراهمي إلى ولاية "بوزيد" التي انطلقت منها الثورة التونسية، وكان هناك انقسام في التيار الشعبي الذي ينتمي إليه البراهمي، فمنهم من كان يطلب التقارب مع حركة النهضة الإسلامية الحاكمة- التي تنتمي للتنظيم الدولي للإخوان- أما القسم الآخر الذي ضم البراهمي، فسعى للتعاون مع الجبهة الشعبية اليسارية.
المتحدث باسم حركة "نداء تونس" لزمي العكرمي- ذكر في اتصال له بالعربية- أن الثورة لم تنشب لقتل المعارضين، لكنَّ هناك مخططًا يجرى تنفيذه بعد اغتيال القيادي شكري بلعيد، مؤكدًا أن تونس لم تعرف قتل النشطاء باسم الدين منذ الخمسينيات، وأن هناك رابطًا بين اغتيال بلعيد والبراهمي.
وكشف العكرمي أن المجموعات المتطرفة تخطط لاغتيال أكثر من 60 شخصية معارضة للنظام القائم، مؤكدًا أن السلطة والحكومة خرجوا من قلوب المواطنين وعقولهم، ويهدد بعض قيادات الحكومة من يريدون التغيير بالعنف"، كما ذكر العكرمي أن حركة "تمرد" التونسية حصلت على أكثر من مليون توقيع، ولا نستطيع توقع مستقبلها السياسي.