رئيس التحرير
عصام كامل

الاعتداء على الأطفال.. حضانات‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬وعناصر‭ ‬ليست‭ ‬مدربة‭ ‬وعنف‭ ‬يخلق‭ ‬جيلا‭ ‬مشوها‭.. ‬ و«التضامن‮»‬‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬يعلم‭

أرشيفية.. فيتو
أرشيفية.. فيتو

لم‭ ‬يُكملوا‭ ‬إلا‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬حتى‭ ‬تلقوا‭ ‬الضرب‭ ‬والتعذيب،‭ ‬أي‭ ‬قلوب‭ ‬تلك،‭ ‬وأى‭ ‬عدم‭ ‬إنسانية‭ ‬يتمتعون‭ ‬بها،‭ ‬أسئلة‭ ‬دارت‭ ‬فى‭ ‬عقول‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬حين‭ ‬تعرض‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الحضانات‭ ‬بمنطقة‭ ‬السلطان‭ ‬حسين‭ ‬بمحافظة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬للضرب‭ ‬والتعذيب‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المصروفات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬3500‭ ‬جنيه‭ ‬شهريا،‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬غاضبة،‭ ‬وسط‭ ‬مطالب‭ ‬بضرورة‭ ‬تحرك‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الإجتماعى‭ ‬لبسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬الحضانات‭ ‬لمنع‭ ‬تلك‭ ‬التجاوزات،‭ ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬كوارث‭ ‬أخرى‭ ‬مشابهة.

‬هذه‭ ‬التجاوزات‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير،‭ ‬تستلزم‭ ‬تحركا‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى،‭ ‬وضرورة‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬حضانات‭ ‬الأطفال،‭ ‬والخدمات‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنهم‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬للتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭. ‬وتناولت‭ ‬المطالب‭ ‬كذلك‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تدريسها‭ ‬للأطفال،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بالتفتيش‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسئولى‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المحافظات،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬التكوين‭ ‬العقلى‭ ‬والبدنى‭ ‬للأطفال،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬شخصيات‭ ‬مؤهلة،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬حضانات‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬أضحت‭ ‬كالأوكار،‭ ‬بات‭ ‬يتحكّم‭ ‬فى‭ ‬أحباب‭ ‬الرحمن‭ ‬شخصيات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬للكشف‭ ‬النفسي‭.. ‬ والمزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬عن‭ ‬حضانات‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭..‬


تصريحات‭ ‬وردية
فارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يطلقه‭ ‬المسؤولون‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬وردية‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬وزيرة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الدكتورة‭ ‬نيفين‭ ‬القباج‭ ‬طالما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬الوزارة‭ ‬بالحضانات‭ ‬وتطويرها‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬توجيهات‭ ‬رئاسية‭ ‬ولكن‭ ‬الواقع‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬عدم‭ ‬جدية‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مؤخرا‭ ‬الأسكندرية‭ ‬وما‭ ‬سبقها‭ ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬مشابهة‭.. ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬القوس‭ ‬مفتوحًا‭. ‬

كانت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬شاملة‭ ‬لخدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬والتنشئة‭ ‬السليمة‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬الحضانات‭ ‬القائمة‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬حضانات‭ ‬جديدة‭ ‬لتقليص‭ ‬الفجوة‭ ‬الحالية‭ ‬وإنشاء‭ ‬حضانات‭ ‬اضافية،‭ ‬وقدرت‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬الحالية‭ ‬بـ25‭ ‬ألف‭ ‬دور‭ ‬حضانة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مرخصة‭ ‬وغير‭ ‬مرخصة،‭ ‬منوهة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‮  ‬إنشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬متكاملة‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬الحضانات‭ ‬والبدء‭ ‬فى‭ ‬ميكنتها‭ ‬ومساعدتها‭ ‬على‭ ‬المواءمة‭ ‬مع‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬التى‭ ‬قامت‭ ‬الوزارة‭ ‬باعتمادها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬القومية‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬التعليم،‭ ‬ويجرى‭ ‬تطوير‭ ‬منهج‭ ‬للطفولة‭ ‬المبكرة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬العالى‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬المنهج‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬تطويره‭ ‬للمرحلة‭ ‬العمرية‭ ‬4‭-‬6‭ ‬والتعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث.

‬كما‭ ‬شددت‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تولى‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بمرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بعدة‭ ‬جوانب‭ ‬حتى‭ ‬تضمن‭ ‬حصول‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬حقوقهم‭ ‬المتكاملة‭ ‬فى‭ ‬التنشئة‭ ‬السليمة‭ ‬وتكوين‭ ‬الشخصية‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬والاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬مشكلات‭ ‬سلوكية‭ ‬والاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الإعاقة،‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهته‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬لتوجيه‭ ‬الأسر‭ ‬بسبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الإعاقات‭ ‬المتنوعة،‭ ‬ولكن‭ ‬الوقائع‭ ‬المتتالية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الحضانة‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬واهتمام‭ ‬الوزارة‭.‬


قواعد‭ ‬التربية‭ ‬الصحيحة
‭ ‬يقول‭ ‬طه‭ ‬أبو‭ ‬حسين،‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بجامعة‭ ‬عيد‭ ‬شمس،‭ ‬إنه‭ ‬وفقا‭ ‬لقواعد‭ ‬التربية‭ ‬الصحيحة‭ ‬فإن‭ ‬إلحاق‭ ‬الأطفال‭ ‬بالحضانات‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة‭ ‬أحد‭ ‬السلبيات،‭ ‬فلا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬كنف‭ ‬والديه‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬الـ6‭ ‬أعوام‭ ‬بدخوله‭ ‬للمدرسة،‭ ‬ولكن‭ ‬ذهاب‭ ‬الأطفال‭ ‬للحضانات‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة‭ ‬أصبح‭ ‬واقعا‭ ‬تفرضه‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬وإلزامية‭ ‬ذهاب‭ ‬الأم‭ ‬للعمل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المادة،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذهاب‭ ‬الطفل‭ ‬للحضانة‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬ومعايير‭ ‬صحيحة‭ ‬ومحددة‭.‬


وتابع‭ ‬بأن‭ ‬ذهاب‭ ‬الأطفال‭ ‬للحضانة‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬محددة‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬إحضار‭ ‬طعام‭ ‬وشراب‭ ‬الطفل‭ ‬معه‭ ‬وارتدائه‭ ‬ملابس‭ ‬جيدة،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تسهيل‭ ‬وتيسير‭ ‬إعطاء‭ ‬المواطنين‭ ‬التراخيص‭ ‬لإخضاعهم‭ ‬للرقابة‭ ‬والردع‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬القانون،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬سبل‭ ‬الأمان‭ ‬فى‭ ‬الحضانة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬التراخيص‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تأهيل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحضانات‭ ‬من‭ ‬مديرين‭ ‬ومديرات‭ ‬ومدرسين‭ ‬ومدرسات‭ ‬ومربيات‭ ‬بدورات‭ ‬تدريبية‭ ‬تابعة‭ ‬للجامعات‭ ‬لتعليمهم‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬السن‭ ‬الصغير،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬تدريب‭ ‬مستمر‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬التحديثات‭ ‬الجديدة‭ ‬لتربية‭ ‬الأطفال‭ ‬بتوفير‭ ‬دورة‭ ‬تدريبة‭ ‬لهم‭ ‬أسبوعين‭ ‬كل‭ ‬3‭ ‬شهور،‭ ‬لأن‭ ‬تربية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬يختزن‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬اختزان‭ ‬نمطيا‭.‬


وأوضح‭ ‬“حسين”‭ ‬أن‭ ‬الحضانات‭ ‬تتفادى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمتخصصين‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطفولة‭ ‬أو‭ ‬خريجى‭ ‬كليات‭ ‬التربية‭ ‬النوعية‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال،‭ ‬لأن‭ ‬تعيينهم‭ ‬سيكون‭ ‬مكلفا‭ ‬جدا‭ ‬للحضانة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تستعين‭ ‬بغير‭ ‬متخصصين‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتأهيل‭ ‬التربوى‭ ‬لهؤلاء‭ ‬العاملين،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إخضاع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المربيات‭ ‬للفحوص‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية،‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تصرفهم‭ ‬نفسيا‭ ‬غير‭ ‬سوى‭ ‬ومتهورا‭.‬


حضانات‭ ‬غير‭ ‬مرخصة
أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إجراء‭ ‬حصر‭ ‬لكل‭ ‬الحضانات‭ ‬الخاصة‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬وتقنين‭ ‬أوضاعهم،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬شروط‭ ‬التراخيص‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬مقابل‭ ‬حضور‭ ‬تلك‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬لتفادى‭ ‬إسقاطهم‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬القانون‭.‬


ووصف‭ ‬أبو‭ ‬حسين‭ ‬الحضانات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬بأنها‭ ‬سبوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬لأهالى‭ ‬يتاجرون‭ ‬فى‭ ‬فلذات‭ ‬أكباد‭ ‬مصر،‭ ‬فأى‭ ‬شخص‭ ‬يمتلك‭ ‬شقة‭ ‬يحولها‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬حضانة،‭ ‬وتدريس‭ ‬أفكار‭ ‬ومناهج‭ ‬أو‭ ‬معتقدات‭ ‬مغايرة‭ ‬لاعتبارات‭ ‬الدولة،‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬لمصر،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬منهج‭ ‬ثابت‭ ‬لهم،‭ ‬كل‭ ‬حضانة‭ ‬تضع‭ ‬منهج‭ ‬خاص‭ ‬بها‭.‬


واختتم‭ ‬قائلا‭: ‬قضية‭ ‬إنشاء‭ ‬الحضانة‭ ‬والرقابة‭ ‬عليها‭ ‬مسألة‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬لمصر،‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتسرب‭ ‬أفكار‭ ‬خاطئة‭ ‬للأطفال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬تخلق‭ ‬جيلا‭ ‬مشوها‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬دوره‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬كارها‭ ‬للبلد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬التحرش‭.‬


حضانتي
فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬كمال،‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬وعلم‭ ‬الأخلاق‭ ‬بجامعة‭ ‬بنى‭ ‬سويف،‭ ‬وفقًا‭ ‬لإحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالى‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬المرخصة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬16‭.‬088‭ ‬حضانة‭ ‬فقط،‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬750‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭.‬


وقدّم‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬والأخلاق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحلول،‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬لترخيص‭ ‬الحضانات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭ ‬بالمدارس‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬برسوم‭ ‬بسيطة،‭ ‬لمنع‭ ‬الأهالى‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬للحضانات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬وإنشاء‭ ‬دعوة‭ ‬لعدم‭ ‬إرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬للحضانات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬بتيسير‭ ‬إعطاء‭ ‬الأم‭ ‬المعيلة‭ ‬إجازة‭ ‬رعاية‭ ‬طفل‭ ‬فى‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬المجتمع‭ ‬كله‭ ‬للسماح‭ ‬للأم‭ ‬العاملة‭ ‬بالقيام‭ ‬بدورها‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬أبنائها،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬القومى‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬يطالب‭ ‬الهيئات‭ ‬والجهات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمنح‭ ‬الأمهات‭ ‬إجازة‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بنصف‭ ‬أجر‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تشجيع‭ ‬الأهالى‭ ‬على‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الحضانات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬المقامة‭ ‬فى‭ ‬المنازل‭ ‬والشقق‭ ‬فى‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬والراقية‭.‬


واقترح‭ ‬“كمال”‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬حضانتي‮»‬‭ ‬بتوفير‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬لإنشاء‭ ‬حضانات‭ ‬وتأجيرها‭ ‬للراغبين‭ ‬فى‭ ‬فتح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬مع‭ ‬إلزامية‭ ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬التراخيص‭ ‬للمديرين‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬اجتياز‭ ‬الاختبارات‭ ‬التى‭ ‬تثبت‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مع‭ ‬عقد‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬لهم‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬وإلزامهم‭ ‬بتشغيل‭ ‬خريجي‭ ‬الكليات‭ ‬التربوية‭ ‬فقط،‭ ‬وإجراء‭ ‬اختبارات‭ ‬للتربويين‭ ‬الراغبين‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬ملف‭ ‬كامل‭ ‬لكل‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬وشهادات‭ ‬إثبات‭ ‬تخرجهم‭ ‬من‭ ‬الكليات‭ ‬التربوية‭ ‬واجتيازهم‭ ‬لاختبارات‭ ‬القبول‭.‬


بزنس‭ ‬كبير
يقول‭ ‬أحمد‭ ‬الباسوسى،‭ ‬استشارى‭ ‬الطب‭ ‬النفسى،‭ ‬قديما‭ ‬كان‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الحضانات‭ ‬ضعيفا،‭ ‬وبالتالى‭ ‬كانت‭ ‬معظم‭ ‬الحضانات‭ ‬مرخصة،‭ ‬زاد‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الحضانات‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬خروج‭ ‬المرأة‭ ‬للعمل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المادة،‭ ‬ومع‭ ‬تأزم‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أصبحت‭ ‬الحضانات‭ ‬مشروع‭ ‬وبيزنس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬مركزا‭ ‬تربويا‭.‬


وأوضح‭ ‬الباسوسى،‭ ‬العامل‭ ‬الاقتصادى‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فى‭ ‬انتشار‭ ‬تلك‭ ‬الحضانات‭ ‬كمشروع‭ ‬تجارى،‭ ‬لذلك‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬هدفهم‭ ‬الربح‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بمربيات‭ ‬ذات‭ ‬خبرة‭ ‬ومؤهلات‭ ‬لتربية‭ ‬الأطفال،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬لديه‭ ‬أمانة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬اجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬للعاملين‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬ومدى‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬السن‭ ‬الصغير‭.‬


أما‭ ‬عن‭ ‬الحلول،‭ ‬قال‭ ‬استشارى‭ ‬الطب‭ ‬النفسى‭: ‬يجب‭ ‬تنظيم‭ ‬تلك‭ ‬الإشكالية‭ ‬والتدخل‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬صارم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬رسوم‭ ‬لاستخراج‭ ‬التراخيص،‭ ‬لتشجيع‭ ‬الحضانات‭ ‬على‭ ‬الترخيص،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تقليل‭ ‬مصاريف‭ ‬الحضانات‭ ‬المرخصة‭ ‬بما‭ ‬يشجع‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬هجر‭ ‬الحضانة‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬واللجوء‭ ‬للحضانات‭ ‬المرخصة‭.‬


الضوابط‭ ‬والمعايير
بدوره،‭ ‬أوضح‭ ‬محمود‭ ‬أحمد‭ ‬محمود،‭ ‬أستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬وثقافة‭ ‬الطفل‭ ‬بكلية‭ ‬التربية‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ضوابط‭ ‬ومعايير‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬اختيار‭ ‬الحضانة‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬ترك‭ ‬الأطفال‭ ‬فيها،‭ ‬وأهمها،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرخصة،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬المديرة‭ ‬وحتى‭ ‬‮«‬الدادة‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تهتم‭ ‬بنظافة‭ ‬الأطفال‭ ‬وإدخالهم‭ ‬إلى‭ ‬المرحاض‭ ‬وتغيير‭ ‬الحفاض‭ ‬لهم،‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والخبرة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مديرة‭ ‬الحضانة‭ ‬خاضعة‭ ‬للتعليم‭ ‬التربوى‭ ‬الذى‭ ‬يهيئة‭ ‬ا‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬عمره‭.‬


كما‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المعلمات‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحضانة‭ ‬تربويات‭ ‬أيضًا‭ ‬وذوات‭ ‬خبرات‭ ‬عالية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬أما‭ ‬السيدة‭ ‬التى‭ ‬ترعى‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬الحضانة‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الطعام‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬الحفاض،‭ ‬فهى‭ ‬بالأخص‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مدربة‭ ‬جيدا‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬الصحيح‭ ‬مع‭ ‬الطفل،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة،‭ ‬فهى‭ ‬تسمى‭ ‬بالأم‭ ‬البديلة،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مؤهلة‭ ‬لذلك‭.‬


وتابع،‭ ‬ذلك‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الحضانة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المرافق‭ ‬ومستوى‭ ‬الأمان‭ ‬بها،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬يجب‭ ‬التأكد‭ ‬منها‭ ‬قبل‭ ‬ترك‭ ‬الطفل‭ ‬داخل‭ ‬الحضانة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحضانة‭ ‬باشتراك‭ ‬شهرى‭ ‬مناسب‭ ‬لأنه‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬اشتراكها‭ ‬مرتفع‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬والتعلم‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬وللأسف‭ ‬أمهات‭ ‬كثيرة‭ ‬تهمل‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬الحضانات‭ ‬بسيطة‭ ‬الاشتراك‭ ‬‮«‬بتسترخص‮»‬،‭ ‬‮«‬فكل‭ ‬واحدة‭ ‬معاها‭ ‬فلوس‭ ‬تاخد‭ ‬أوضة‭ ‬وصالة‭ ‬وتفتحهم‭ ‬حضانة‮»‬،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الحضانات‭ ‬خطر‭ ‬صحيا‭ ‬ونفسيا‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الطفل‭ ‬أولا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أى‭ ‬دراية‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭.‬


غياب‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعي
ومن‭ ‬جانبها‭ ‬قالت‭ ‬منى‭ ‬سامح‭ ‬أبو‭ ‬هشيمة،‭ ‬أستاذ‭ ‬برامج‭ ‬التربية‭ ‬الحركية‭ ‬للطفل‭ ‬بقسم‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬أن‭ ‬الحضانات‭ ‬الوحيدة‭ ‬المسموح‭ ‬ترك‭ ‬الطفل‭ ‬بها‭ ‬هى‭ ‬الحضانات‭ ‬التى‭ ‬تخضع‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬‮«‬حضانات‭ ‬التضامن‮»‬،‭ ‬فهى‭ ‬مؤهلة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الطفل‭ ‬ومؤمنة،‭ ‬وعليها‭ ‬رقابة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوزارة‭.‬


كما‭ ‬أوضحت‭ ‬نفرتيتى‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ،‭ ‬خبير‭ ‬تربوى،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬ترك‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬الحضانات‭ ‬المنزلية‭ ‬التى‭ ‬تقام‭ ‬فى‭ ‬الشقق،‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬ويحدث‭ ‬بها‭ ‬مهازل،‭ ‬وأتت‭ ‬إلينا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشكاوى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحضانات‭ ‬غير‭ ‬المؤهلة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الطفل‭ ‬لأن‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬صاحبتها‭ ‬والمعلمات‭ ‬وعاملات‭ ‬النظافة‭ ‬ليسوا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬والخبرة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل،‭ ‬وجميعهن‭ ‬مؤهلاتهن‭ ‬التعليمية‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الدبلوم،‭ ‬وأقل‭ ‬أيضًا‭ ‬وبالتالى‭ ‬لا‭ ‬يستطعن‭ ‬التعامل‭ ‬الصحيح‭ ‬مع‭ ‬الطفل،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحضانات‭.‬


وعن‭ ‬السن‭ ‬المناسب‭ ‬لترك‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬حضانة،‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬نفرتيتي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬سن‭ ‬هو‭ ‬سن‭ ‬العامين،‭ ‬لأنه‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬السن‭ ‬يكون‭ ‬الطفل‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬الحفاض‭ ‬ويستطيع‭ ‬طلب‭ ‬دخول‭ ‬المرحاض،‭ ‬كما‭ ‬يستطيع‭ ‬التعبير‭ ‬عما‭ ‬يريده،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يشاهده،‭ ‬ومسألة‭ ‬ترك‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬حضانة‭ ‬بعد‭ ‬خلع‭ ‬الحفاظ‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬شكاوى‭ ‬عديدة‭ ‬بأن‭ ‬بعض‭ ‬الحضانات‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بتغيير‭ ‬الحفاظ‭ ‬للطفل‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬له‭ ‬مشكلات‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭ ‬الالتهابات‭ ‬الجلدية‭ ‬وغيرها،‭ ‬لذا‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬العاملة‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬إجازة‭ ‬من‭ ‬عملها‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الطفل‭ ‬ثم‭ ‬تدربه‭ ‬على‭ ‬خلع‭ ‬الحفاض‭ ‬وبعدها‭ ‬تتركه‭ ‬فى‭ ‬حضانة‭ ‬مؤهلة‭ ‬طبقا‭ ‬للمعايير‭ ‬التى‭ ‬ذكرناها‭ ‬بالأعلى‭.‬


طلبات‭ ‬إحاطة
وبرلمانيًا‭.. ‬تلقى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬الإحاطة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬للتحقيق‭ ‬فى‭ ‬الواقعة‭ ‬التى‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬بين‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬التخوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬أبندائهم‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال،‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأزمات‭ ‬النفسية‭.‬


طلبات‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬تركزت‭ ‬فى‭ ‬ضرورة‭ ‬كشف‭ ‬نتائج‭ ‬التحقيقات‭ ‬كاملة‭ ‬وإعلانها‭ ‬أمام‭ ‬الرأى‭ ‬العام،‭ ‬واتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحقيق‭ ‬الردع‭ ‬العام،‭ ‬لمواجهة‭ ‬أى‭ ‬تجاوزات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لديها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬التى‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬فى‭ ‬الرقابة‭ ‬ومنع‭ ‬أى‭ ‬انتهاكات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوانين‭ ‬الموجودة‭ ‬بالفعل‭.‬


النائبة‭ ‬سوسن‭ ‬حسنى‭ ‬حافظ،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬شددت‭ ‬فى‭ ‬طلب‭ ‬إحاطة‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬للمستشار‭ ‬الدكتور‭ ‬حنفى‭ ‬جبالى،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس،‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬التحقيق‭ ‬فى‭ ‬واقعة‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬حرر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬محضرًا‭ ‬بواقعة‭ ‬الضرب‭ ‬بقسم‭ ‬شرطة‭ ‬باب‭ ‬شرقى‭ ‬بالإسكندرية‭.‬


وطالبت‭ ‬النائبة‭ ‬بأهمية‭ ‬تشكيل‭ ‬لجان‭ ‬تقصى‭ ‬الحقائق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارتى‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬للتحقيق‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أهمية‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬حضانات‭ ‬الأطفال‭ ‬والمناهج‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تعليمها‭ ‬للأطفال‭.‬


ودعت‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تفتيش‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مسئولى‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بجميع‭ ‬المحافظات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬للأطفال‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭.‬


كما‭ ‬وصف‭ ‬النائب‭ ‬محمود‭ ‬عصام‭ ‬موسى،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬بالإسكندرية،‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬العمل‭ ‬بجميع‭ ‬الحضانات،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬تكرار‭ ‬وقائع‭ ‬التعدى‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭.‬


وأشار‭ ‬النائب،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكارثة‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬محافظة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تلاعبا‭ ‬يتم‭ ‬فى‭ ‬إجراءات‭ ‬التأمين‭ ‬والرقابة،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعدما‭ ‬تعمد‭ ‬المسئولون‭ ‬عن‭ ‬الحضانة‭ ‬إخفاء‭ ‬التجاوزات‭ ‬باختيار‭ ‬أماكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭.‬


ووصف‭ ‬النائب‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بأنه‭ ‬جرائم‭ ‬تستوجب‭ ‬العقاب‭ ‬والمتابعة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬أطفال‭ ‬حضانة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬حرمان‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬والضرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬إرهاب‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬إبلاغ‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬أزمة‭ ‬تستوجب‭ ‬اتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الرادعة‭.‬


ودعا‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬كشف‭ ‬كافة‭ ‬الملابسات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالواقعة،‭ ‬وتقديم‭ ‬المتهمين‭ ‬للمحاسبة‭ ‬لينالوا‭ ‬جزاءهم،‭ ‬لاسيما‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع،‭ ‬لتكون‭ ‬رسالة‭ ‬ردع‭ ‬لكل‭ ‬المتجاوزين‭.‬


واتفق‭ ‬معه‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬جبريل،‭ ‬مطالبا‭ ‬الدكتورة‭ ‬نيفين‭ ‬القباج،‭ ‬وزيرة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬بتفعيل‭ ‬الدور‭ ‬الرقابى‭ ‬المنوط‭ ‬بالوزارة‭ ‬فى‭ ‬التفتيش‭ ‬وتنظيم‭ ‬جولات‭ ‬رقابية‭ ‬دورية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬حضانات‭ ‬الأطفال،‭ ‬لمنع‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬والمنيا‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬تعذيب‭ ‬واعتداءات‭ ‬جسدية‭ ‬وانتهاكات‭ ‬بحق‭ ‬الأطفال‭.‬


وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غلق‭ ‬وإلغاء‭ ‬رخصة‭ ‬الحضانات‭ ‬المخالفة،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬بهدف‭ ‬ردع‭ ‬أى‭ ‬تجاوزات‭ ‬تحدث‭ ‬مستقبلا‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية