رئيس التحرير
عصام كامل

أروي بنت عبد المطلب.. عمة الرسول.. نصرته قبل إسلامها


أروى بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أسلمت أروى وأختها صفية – رضي الله عنهما- وهاجرتا إلى المدينة، وأسلم ولدها طليب قبلها في دار الأرقم، ولما أسلم ابنها طليب بن عمير بن وهب في دار الأرقم، توجه إليها ليدعوها إلى الإسلام، ويبشرها بما من الله تعالى عليه من التوفيق إلى الهداية إلى دينه الحق، فقال لها: ( تبعت محمد –صلى الله وعليه وسلم – ألمت لله ) فقالت له: ( إن أحق من وزرت وعضدت ابن خالك ! والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه ) فقال طليب: ( فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعينه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة) فقالت أروى: ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) فقال لها: ( فإني أسألك بالله تعالى إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله ).


كانت بعد ذلك تعضد النبي –صلى الله وعليه وسلم – بلسانها، تدافع عنه وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره، وتشيع بين نساء قريش صدقه وأمانته، وأنه نبي الله، وتدعوهن للإسلام.

اتصفت أروى بنت عبد المطلب بالصدق والأمانة، وكانت راجحة الرأي. وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة.

وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية – رضي الله عنهما – يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا.

وكانت أروى قبل إسلامها تعضد النبي - صلى الله وعليه وسلم، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.

فحينما تعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي - صلي الله عليه وسلم - فآذوه، فقام طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة قوية، فأخذوه وأوثقوه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه عرضا دون محمد ؟ فقالت: (خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله) فقالوا: ولقد تبعت محمدا؟ قالت: نعم.

فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبا لك ولاتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه،وإن تكون على دينه، فإنه إن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك. فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بد ين محدث، ثم انصرف، وقالت: أن طليبا نصر ابن خاله واساه في ذي دمه وماله.

وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي - صلي الله عليه وسلم.

كانت أروى شاعرة مجيدة، فقد رثت رسول الله - صلي الله عليه وسلم – عندما انتقل إلى الرفيق الأعلى، وقالت:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك حافيا
كان على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد النبي المجاويا

وتوفيت عمة رسول الله سنة 15 هجري في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه.

الجريدة الرسمية