معصرة بكور للزيوت، 120 سنة أبداع أقدم معصرة أنشأها محمد علي باشا لاحتكار الصناعة في مصر (فيديو وصور)
معصرة بكور للزيوت، في سوق القيسارية يفوح من جدرانها عبق التاريخ حيث الروائح الذكية الخالية من أي مواد مضافة، وعند ملامسة هذا المكان تجد زيوت ذات رائحة جميلة، وبالدخول إليه تجد مكان الساقية التي كانت تدور عليها دابة تنتج الزيوت على الطريقة الباردة.
“فيتو” في زيارة لأقدم معاصر الزيوت بصعيد مصر، تلك المعصرة صاحبة الـ120 عاما تقريبا التي كانت ولا تزال تنتج الزيوت على الطريقة الباردة.
تاريخ معصرة بكور للزيوت
في القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1897 ميلادية أنشئت تلك المعصرة التي تقع في معبد إسنا الاثري، فقد كانت إسنا في العصر العباسي (القرن التاسع الميلادي) أحد أهم مراكز عصر الزيوت، وخاصة زيت بذور الخس.
وتعد معصرة بكور للزيوت المعصرة التقليدية الوحيدة المتبقية التي تعمل حتي الان بالمدينة، وما زالت تدار يدويا من قبل الحرفين المهرة، وانتجت المعصرة على مدار 120 عاما أنواع مختلفة من الزيوت منها السمسم والخس والجرجير.
استخراج الزيوت على طريقة الفراعنة
قال محمد بكور، أحد أحفاد صاحب المعصرة، إنها من أقدم المعاصر التي أنشئت في عهد الخديوي محمد علي باشا وهو الذي استنبط تلك الطريقة من الفراعنة لاستخراج الزيوت، وتم إنشاء ما يقرب من 20 معصرة بنفس الطريقة حتي يتمكن من احتكار صناعة الزيوت في مصر آنذاك.
وأشار إلى أن الفراعنة كانوا يحضرون غلة الزيت مثل السمسم، ويبدأ بعدها الطحن حتى يتم استخراج الزيوت والخل من الغلال التي كانت مشهورة وموجود على أحجار الفراعنة في عدة أماكن متفرقة أثرية.
مراحل صناعة الزيوت على البارد
قال محمد أن المراحل تستغرق وقتا طويل حيث كان يتم وضع الغلة وتبدأ الدابة في الدوران حول الحجر لتعصر الغلة، وذلك في مدة تستغرق من ساعتين إلى 3 ساعات ويكون خلف الحجر شخص يقوم بجمع الغلال لتكون تحت الحجر ولا تتبعثر في الأرض وحتى تصبح عجينة متماسكة.
واستطرد في حديثه الي كيفية معرفة خروج الزيت قائلا: “ بعد أن تصبح عجينة يبدأ العامل في الامساك بقطعة ويعصر بيده فيجد نقطة الزيت تنزل فيعرف تمام المعرفة أنها اصبحت مادة لاستخراج الزيوت من تلك العجينة”.
واستكمل وبعدها يأتي يما يسمي “البراش” وهو اطباق مصنوعة من الخوص ويقف العاملون بحوالي 20 برش ويضعون العجين عليه لتبدأ مرحلة جديدة.
وأشار الي أن هناك مرحلة تلي الاخري السابقة وهي مرحلة بيت الزيت حيث يتم وضع الابراش علي منضدة خشبية عليها دائرة بعصا تتحرك بشكل دائري لاستخراج الزيت من تلك العجائن.
ونوه الي أن لكل مرحلة في عصر الزيت عصا خشبية مختلفة الشكل والحجم والتي تدار بطريقة معينة .
واشار الي أن اخر مرحلة هي التي يكون فيها الزيت موجود في آبار موجودة اسفل الطاحونة الخشبية ويتم وضع الزيت بعد ذلك في عبوات مخصصة له لتبدأ التعبئة بشكل كامل في كل العبوات بحسب الكميات المطلوبة.
يذكر أن الوكالة الامريكية للتنمية قامت بعمل تطوير لتلك المعصرة التي أنهت 120 عاما ومرت عليها ظروف كادت ان تودي بها وإلى الآن لا تزال تعمل بنفس الطريقة وهي العصر على البارد.