تسبب في خسائر للملايين.. من هو مؤسس بورصة العملات المشفرة وتفاصيل اعتقاله بجزر الباهاما
ألقت شرطة جزر الباهاما القبض أمس الاثنين على صموئيل بانكمان فرايد مؤسس بورصة العملات المشفرة المنهارة المعروفة باسم «FTX» علي خلفية توجيه المدعون العامون الأمريكيون اتهامات جنائية ضده.
وبعد إلقاء القبض علي مؤسس بورصة العملات المشفرة، قال المدعي العام لجزر البهاما رايان بيندر: إن الشرطة اعتقلت المتهم بعد تلقيها إخطارًا رسميًا من الحكومة الأمريكية بأنها وجهت اتهامات جنائية "ومن المرجح أن تطلب تسليمه".
بدوره، أكد المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك داميان ويليامز، الاعتقال، قائلا إن الخطوة اتخذت بناء على طلب من الحكومة الأمريكية وأن لائحة الاتهام ستفتح خلال ساعات.
32 مليار دولار
وبحسب «فايننشال تايمز» فإن السلطات الأمريكية تعتزم ملاحقة بانكمان فرايد شخصيًا بعد الانهيار الكارثي لـ FTXالشهر الماضي، حيث أدى فشل بورصة التشفير الواقع مقرها في جزر البهاما، والتي كانت قيمتها في السابق 32 مليار دولار، إلى خسائر محتملة لملايين الدائنين بما في ذلك المستثمرين الأفراد.
قوانين الأوراق المالية
وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية إنها ستوجه اليوم الثلاثاء اتهامات مدنية منفصلة تتعلق بانتهاكات بانكمان فرايد المزعومة لقوانين الأوراق المالية، فيما أشار مدير قسم الإنفاذ في هيئة الأوراق المالية والبورصات، جوربير جريوال في بيان: "نشيد بشركائنا في إنفاذ القانون على عملهم لتأمين اعتقال بانكمان فرايد في جزر الباهاما بتهم جنائية اتحادية".
وأصدرت الشرطة في جزر البهاما بيان أكدت فيه أن اعتقال بانكمان فرايد يأتي علي خلفية مختلف الجرائم المالية ضد قوانين الولايات المتحدة المتهم فيها، والتي تعتبر أيضا جرائم ضد قوانين كومنولث جزر البهاما"، لافتا إلي ان المتهم الذي "احتُجز دون وقوع حوادث"، سيمثل أمام محكمة الصلح في ناسو في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
مجلس النواب الأمريكي
يشار إلي أن اعتقال بانكمان فرايد يأتي قبل يوم واحد من الموعد المقرر للإدلاء بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي في جلسة استماع بشأن إفلاس بورصة العملات المشفرة FTX.
انعدام الخبرة
وفي شهادة مكتوبة قبل الجلسة، قال الرئيس التنفيذي لشركة FTX المعين من قبل المحكمة، جون راي الثالث، إن انهيار منصة التداول كان بسبب "التركيز المطلق للسيطرة في أيدي مجموعة صغيرة جدًا من الأفراد غير المتمرسين وليسوا أصحاب خبرة"، مشيرا إلي أن FTX سمحت لشركتها التجارية التابعة، Alameda Research، باقتراض أموال من بورصة العملات المشفرة "دون أي قيود فعالة".
وكان بانكمان فرايد، قد ألمح في البداية إلى أنه لن يكون مستعدًا للإدلاء بشهادته في جلسة الاستماع، لكنه رضخ للضغط بعد أن أوضح ماكسين ووترز، رئيس اللجنة، أن المشرعين على استعداد لاستدعائه.
رئيس وزراء جزر البهاما
بدوره، قال رئيس وزراء جزر البهاما فيليب ديفيس إن الدولة الكاريبية والولايات المتحدة لديهما "مصلحة مشتركة في محاسبة جميع الأفراد المرتبطين بـ FTX الذين ربما يكونون قد خانوا ثقة العملاء وخرقوا القانون"، مشددا علي أن سلطات جزر البهاما ستواصل تحقيقاتها التنظيمية والجنائية في انهيار FTX.
إفلاس بورصة العملات المشفرة
وكانت FTX التي سيدلي رئيسها التنفيذي الجديد، جون جيه راي، بشهادته اليوم أيضا، تقدمت قبل شهر بطلب الإفلاس في الولايات المتحدة، بعد أن واجهت أزمة سيولة، ما جعل أكثر من مليون مودع عاجزين عن سحب أموالهم، لذلك أصدر المدعي العام في الدولة الكاريبية بيانا ذكر فيه أن فرايد "محتجز بموجب قانون تسليم المجرمين في بلادنا" إشارة إلى النية بتسليمه إلى الولايات المتحدة، خصوصا أن اعتقاله كان بطلب من قضائها.
الاحتيال والتحريف عن علم
وبحسب صحيفة «Telegraph» يواجه بانكمان اتهامات بالتآمر منذ سنوات طويلة للاحتيال على المستثمرين، حيث تقول هيئة الأوراق المالية والبورصات إن المتهم اساء عن قصد تمثيل استقرار FTX.
منزل من الورق
ووفقا للصحيفة، كشفت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) اليوم عن تفاصيل لائحة اتهامها ضد رجل الأعمال، متهمة إياه بالتحريف عن علم بأمان واستقرار شركته، إذ قال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات: "نحن نزعم أن Sam Bankman-Fried قام ببناء منزل من الورق على أساس من الخداع بينما أخبر المستثمرين أنه أحد أكثر المباني أمانًا في العملات المشفرة".
وأضافت الصحيفة أنه تم الكشف عن التهم من قبل المدعين العامين في نيويورك والتي تزعم أن بانكمان صاحب الـ 30 عامًا، تسبب في عملية احتيال ضخمة استمرت لسنوات، حيث حولت مليارات الدولارات من أموال عملاء منصة التداول لمصلحته الشخصية وللمساعدة في تنمية إمبراطوريته المشفرة"، كما يقول المدعون العامون أن المتهم ضلل المستثمرين عن عمد،واحتيال عليهم بمبلغ 1.8 مليار دولار.
الجدير بالذكر أن بانكمان أقر بفشل إدارة المخاطر، لكنه سعى إلى إبعاد نفسه عن اتهامات الاحتيال، في سلسلة من المقابلات، وقال إنه لم يستخدم عن قصد أموال العملاء على FTXفي شركته التجارية Alameda Research، مؤكدا: "لم أحاول أبدًا ارتكاب عمليات احتيال.. لا أعتقد شخصيًا أن لدي أي مسؤولية جنائية".