على خطى الأجداد، حكاية أقدم منقل في سوق القيسارية بإسنا.. بيشتغل بالإبرة والخيط داخل دكان من الصفيح.. ويرفض العمل بالماكينات الحديثة (فيديو وصور)

يجلس على منضدة خشبية داخل دكان صغير من الصفيح به كراكيب، وراديو  يغرد على صوت الست أم كلثوم، يرتدي جلبابا صعيديا، وعلى رأسه طاقية شبيكة، ممسكا بيده أدوات العمل.

داخل حارة ضيقة بجنوب محافظة الأقصر، التقت "فيتو" بـالعم عبدالمعطي علي حسن حماد، أقدم منقل أحذية بشارع سوق القيسارية التابع لمدينة إسنا.

مهنة عائلتي واجدادي

قال العم عبد المعطي: إنني أعمل بتلك المهنة منذ ما يقرب 35 عاما، فهي مهنة متوارثة عن أبائي واجدادي، وهي ليست بالمهنة السهلة كما يعتقد البعض، فنحن لا زالنا نعمل بالنظام اليدوي لخياطة الاحذية.

 

وتحدث الرجل الخمسيني عن الأدوات التي يستخدمها في عمله وهي عبارة عن الابرة والخيط الذي يشبه الدوبارة المتينة والمخراز، وهو الذي يقوم بفتح الطريق من خلال الثقوب التي تمر بها الابرة اثناء الخياطة للإبرة.

 

وأشار إلى أنه لابد من تشميع الخيط في الابرة حتي لايتم فك الخيوط بسهولة ورغم أن الخياطة اليدوية تأخذ وقتا كبيرا الا أنه افضل بكثير من الماكينات.

الآلات الحديثة 

وأشار إلى أنه يسير علي خطى أجداده في العمل بهذا المحل الصغير الذي قد يصل الى أكثر من 100 عام تقريبا، ويرفض استخدام الالات بسبب أنها من وجهة نظرة تؤذي الحذاء أكثر من الخياطة، قائلا " الخيط اليدوي كأنه يمر بحنية عل الحذاء ولكن الماكينات تؤذي الاحذية وتجعلها تتهالك بسرعة.

 

ونوه إلى أن الشمعة الاسكندراني تأتي من محافظة الاسكندرية وهي مخصصة لهذا الامر، حيث تقوم بسد الثقوب عقب فتحها لخياطة الحذاء.

وعن الأسعار أشار إلى أنها اختلفت كثيرا عن ذي قبل،قائلا:  كان زوج الاحذية كما يطلق عليه هنا في صعيد مصر، بربع جنيه وأصبح الآن بحوالي 10 جنيهات أضعاف مضاعفة، وعندما يكون الشخص ظروفه صعبة لا أثقل عليه في الأجر واترك له الأمر. 

 

وتابع: الظروف المعيشية اصبحت صعبة علي الجميع، قائلا “ربك بيرزق،يقطع من هنا ويوصل من ناحية تاني، ربنا مش بينسي الغلبان وربنا بيجبر بالخاطر ”.