رئيس التحرير
عصام كامل

أول من وضعت موسيقى تصويرية في السينما، 39 عامًا على رحيل بهيجة حافظ

الممثلة المخرجة المنتجة
الممثلة المخرجة المنتجة بهيجة حافظ

فنانة شاملة وأيقونة في تاريخ الفن المصري بصفة عامة، والسينما المصرية بصفة خاصة وهى أول وجه نسائي يظهر على شاشة السينما في الفيلم الصامت زينب عن قصة الدكتور محمد حسين هيكل وإخراج محمد كريم وتسبب هذا الفيلم في قطيعة كبيرة من أهلها بالرغم من أن أباها كان فنانا ومؤلفا وأمها تعزف الموسيقي.. هي الفنانة الكبيرة بهيجة حافظ التي رحلت في مثل هذا اليوم 13 ديسمبر 1983..  

بهيجة حافظ هي ابنة إسماعيل حافظ باشا الموظف بالخاصة السلطانية في عهد السلطان حسين كامل، وابن خالها هو إسماعيل صدقى رئيس وزراء مصر سابقا، ولدت عام 1908 بحى محرم بك بالإسكندرية، فنشأت نشأة أرستقراطية، درست الموسيقى والتأليف الموسيقى في فرنسا عام 1930، وتزوجت أميرا إيرانيا وهى في الثانية عشرة ثم انفصلا، وحققت انتشارا كبيرا بين الموسيقيين خاصة الأجانب الذين يعيشون في مصر.

دراسة الموسيقى 

حصلت بهيجة حافظ على دبلوم الموسيقى من باريس، واستعان والدها بأحد الأساتذة الأجانب ـ المايسترو الإيطالى جيوفانى بورجيزى ـ لتعليمها الموسيقى وهى في الرابعة، وفى التاسعة وضعت بهيجة حافظ أول قطعة موسيقية من تأليفها  باسم "بهيجة" اعتمدت فيها على العزف بآلة العود، وكانت أول من وضعت الموسيقى التصويرية للأفلام بدأتها بفيلم الضحايا، الذى ألفته وقامت ببطولته صامتا عام 1932 وأضافت إليه الصوت بعدها بعامين، بعده أفلام: الاتهام، ليلى بنت الصحراء، ليلى البدوية، زهرة السوق، السيد البدوى. 

الفنانة الراحلة بهيجة حافظ 

وإلى جانب عشق الموسيقى، درست بهيجة الإخراج والمونتاج السينمائي في برلين، وخاضت تجربة التمثيل من خلال أول أفلامها وهو فيلم زينب الذي أخرجه محمد كريم، وبه أصبحت أول وجه نسائي على شاشة السينما في مصر، ولم تتوقف عند هذا الحد رغم كل المشكلات التي واجهتها بسبب هذا الفيلم، بل خاضت تجربة الإخراج السينمائى من خلال المشاركة في إخراج فيلم الضحايا، الذى نالت عنه جائزة من وزارة المعارف، ومن بعده إخراج فيلم ليلى بنت الصحراء والذي خاضت من خلاله تجربة الإنتاج السينمائي.

بهيجة حافظ مخرجة 

وأصبحت بهيجة حافظ ثالث امرأة تخرج أفلاما في السينما المصرية  بعد فاطمة رشدي في فيلم "كفر عن خطيئتك" وعزيزة أمير في فيلم "الزواج"  ، وساهمت في إنشاء أول نقابة للمهن الموسيقية عام 1937 وأصبحت عضوا فيها. 


تسبب فيلمها “ليلى بنت الصحراء” في خلافات بين الأميرة فوزية وشاه إيران الذي رفض تناول الفيلم للفرس بشكل سيئ، وأمر الملك فاروق بوقف عرضه لأن الفيلم كان يدور حول الحرب بين العرب والفرس وإن بطلة الفيلم ليلى"بهيجة حافظ" أسرها ملك الفرس ـ كسرى أنو شروان ـ وعذبها لطمعه فيها ورفضها له  .

ليلى بنت الصحراء 

أنفقت بهيجة حافظ  على الفيلم 18 ألف جنيه ولذلك تكبدت خسائر كبيرة لكنها شاركت به في مهرجان برلين ونالت عنه جائزة ذهبية،، لكنها أفلست وأغلقت شركتها الإنتاجية، حتى جاء عام 1944 أعيد عرض الفيلم مع تغيير اسمه إلى "ليلى البدوية" ورغم ذلك فشل الفيلم فشلا كبيرا، فتوقفت عن الإنتاج  والإخراج واكتفت بالتمثيل. 

وبالرغم من هذه المسيرة الفنية الثرية والنشطة، ومواجهة المجتمع بأدوار إلا أن بهيجة حافظ لم تحظ بالتقدير الكافي، كفنانة شاملة عملت بكافة عناصر صناعة الفيلم السينمائى، لم تجد قوت يومها في آخر أيامها وساعدها الصحفى مصطفى أمين في الحصول على معاش شهرى.
 

الجريدة الرسمية