التفاصيل الكاملة لأزمة "القاهرة - مكة".. فرمان رقابي يمنعه من المشاركة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي في آخر لحظة
بأربعة أفلام فقط، منها اثنان من «روائع الكلاسيكيات» تتواجد السينما المصرية فى الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائى لعام ، 2022. الفيلم الأول هو «كاملة» تأليف وإخراج جون إكرام ساويرس، وبطولة إنجى المقدم، ويعرض لأول مرة عالميا فى قسم “روائع عربية”، أما الفيلمان الآخران فهما: «خلى بالك من زوزو» إنتاج عام 1972، و»غرام فى الكرنك» إنتاج عام 1967، واللذان يعرضهما المهرجان بعد ترميمهما ضمن قسم «كنوز السينما».. وفيلم «القاهرة - مكة» لمنى زكى وللمخرج هانى خليفة.. ولكن حُرم الفيلم الأخير من المشاركة، حيث تدخلت الرقابة قبل ساعات من المؤتمر الصحفى للمهرجان، ورفضت عرضه بحجة أن قصته قد تُحدث لبسًا عند المتزمتين دينيًّا، وكشف منتج فيلم القاهرة مكة محمد حفظى أنه لم يجد سوى سحب الفيلم من المهرجان وإرسال خطاب اعتذار للمسئولين، على الرغم من أن الرقابة كان من الممكن أن تمنح تصريحًا بالعرض فى المهرجان فقط.
غضب داخل الوسط
أشعل قرار منع الرقابة المصرية عرض ومشاركة"القاهرة - مكة"، الخلاف وتباين الآراء داخل الوسط الفنى وخارجه، إذ إنه بقرار واحد حُرم الفيلم المصرى من الظهور الأول له فى مهرجان سينمائى عالمى حضره كبار نجوم هوليوود، وعلى رأسهم شارون ستون ونخبة من نجوم بوليود كـ«شاروخان»، ومجموعة أخرى من الصناع والمبدعين، لأنه على حد وصفهم “يُلامس القضايا الدينية”، ولأنه سيكون سببًا فى إثارة غضب مجتمعى، فى حين وافقت الرقابة السعودية على محتوى الفيلم، وأعطى القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى كافة إمكانات العرض وكافة التصاريح.
وبجانب انطلاق العرض العالمى الأول لفيلم القاهرة مكة تم إدراجه أيضًا للمشاركة الرسمية فى المهرجان، وهى المسابقة التى تتنافس بها الأفلام المختارة فى القائمة النهائية للحصول على جوائز اليسر، والتى تم إطلاقها احتِفاءً بالجرأة والإبداع فى الأفلام، حيث سيتم اختيار الأفلام الفائزة بواسطة لجنة تحكيم تضم نخبة من أبرز صناع الأفلام ومحترفى صناعة السينما من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذى كان سببًا فى عدم مشاركة عمل مصرى على مدار عامين بمهرجان البحر الأحمر الذى تُشارك به عشرات الدول حول العالم ومئات الأفلام الذى تمثل أفكار شعوبها وثقافتها الخاصة.
جوائز سابقة
وسابقًا فاز فيلم “القاهرة - مكة” بجائزة ساويرس لكتاب السيناريو الشباب عام 2015، حيث حظيت القصة قبل الـ8 سنوات بقبول وترحيب من الوسط الثقافى والفنى، والفيلم كان قد بدأ التحضير له وتصويره منذ 3 سنوات، ويعد أول فيلم مصرى يصوَّر فى المملكة العربية السعودية، وتدور أحداثه فى إطار تشويقى مثير حول رحلة تخوضها البطلة منى زكى من القاهرة إلى مكة، لأداء مناسك الحج مع والدها، ولكن قبل السفر بأسبوع تحدث مفاجأة تغير مجرى حياتها، وتصبح فى حيرة من أمرها: إما أن تستكمل الرحلة وفى نيتها الخير أو تتجه إلى طريق آخر، مما يدخلها فى صراعات عديدة، كما تجمعها علاقة قديمة مع سمسار العقارات الذى يؤثر فى سياق الأحداث، وخلال الرحلة تتقابل منى مع باقى نجوم العمل: محمد ممدوح، محمد فراج، خالد الصاوى، شيرين رضا، محمد علاء، عارفة عبد الرسول، سماء إبراهيم، وشادى ألفونس، والعمل من تأليف محمد رجاء، وإخراج هانى خليفة.
من جانبها علقت الفنانة عارفة عبد الرسول “إحدى بطلات فيلم القاهرة مكة“ لـ"فيتو" قائلة: "حزينة لخروج الفيلم من المهرجان السعودى العالمى، وبصراحة لدىَّ غضب كبير من حرمان الفيلم من المشاركة وسط كوكبة من أضخم إنتاجات الأفلام العربية والعالمية، فكانت هناك آمال كبيرة على انطلاق عرضه العالمى الأولى بمهرجان متميزة بالبحر الأحمر، وكان هناك ترقب وتشوق لمعرفة آراء عُشاق الفن فى كل مكان على قصة الفيلم وطريقة أدائنا به، بل كُنا نأمل فى حصد جوائز».
وتابعت عارفة عبد الرسول: حقيقة خسارة كبيرة لمصر ولفنها، وأريد أن أُهاجم كل قلم يكتب أن الفيلم به بعض الإساءات، سواء الأخلاقية أو الدينية، وأريد أن تصدر الرقابة بيانًا مفصلًا عن أسباب استبعاد وحرمان الفيلم وأبطاله من المشاركة والظهور وسط نجوم العالم، وأريد إجابة سريعة عن كيف توافق الرقابة بالمملكة العربية السعودية على الفيلم وقصته وطريقة تصويره فى حين تستهجنه الرقابة المصرية.. كيف لذلك أن يحدث.
نقلًا عن العدد الورقي…،