رئيس التحرير
عصام كامل

عميد كلية التربية: الأزهر قدم نموذجًا متميزًا في تدويل التعليم

الدكتور خالد عرفان
الدكتور خالد عرفان عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر،فيتو

وجه الدكتور خالد عرفان عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة رئيس المؤتمر الدولي الثامن أسمى آيات الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث؛ لرعايتهم المؤتمر الدولي الثامن لكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، والذي انطلقت فعالياته تحت عنوان: «تدويل التعليم بين الثوابت والمتغيرات: التعليم الأزهري أنموذجًا»، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

 وأوضح عميد الكلية رئيس المؤتمر في كلمته أن فكرة المؤتمر انطلقت من عدة منطلقات، أهمها: المنطلق الديني الذي يدعو إلى التعددية والتنوع وإلى التعارف والتعاون والتعايش؛ لتحقيق أرضية مشتركة بين الجميع رغم ما بينهم من اختلاف وذلك في جميع مجالات الحياة بما في ذلك الأنظمة التعليمية، ثم المنطلق الوطني الذي يتمثل في توجيهات القيادة السياسية التي تدعو إلى التجديد والتطوير في جميع أنظمة الدولة بما في ذلك نظام التعليم حتى تكون قادرة على تحقيق التنمية الشاملة في ضوء رؤية مصر 2030م.

واشار الى المنطلق المؤسسي المتمثل في الأزهر الشريف ورسالته عبر القرون والتي قدمت أنموذجًا قلما يجود الزمان بمثله في تدويل التعليم؛ حيث استقبل الدارسين من جميع أنحاء العالم، وقدم لهم تعليما موحدا لم يفرق فيه بينهم على أساس اللون أو العرق أو اللغة أو الثقافة، فخرج أجيالا يوجد بينها تفاهم وانسجام فكري رائع رغم اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، وفي الوقت نفسه راعى ما بين الدارسين من تنوع ثقافي ولغوي؛ فجعل لطلاب كل بلد من البلدان رواقا خاصا بهم، في احترام كامل لهذا التنوع والثراء الثقافي واللغوي الذي يتمتعون به.

متابعا: ثم المنطلق الفكري ويتمثل في وثيقة الأخوة الإنسانية التي أعدها فضيلة الأمام الأكبر وبابا الفاتيكان والتي تعد أنموذجا للقيم المشتركة التي يمكن أن تجمع مختلف الأديان والثقافات في جو من التسامح والاحترام وتؤكد على دور القيادات الدينية في صناعة السلام العالي.
 

مؤتمر كلية التربية جامعة الأزهر 

ولفت إلى منطلق آخر هو طبيعة العصر التي فرضت علينا عديدا من التحديات الحضارية والثقافية والسياسية والدينية، والتي وضعتنا أمام أحد أمرين: إما أن ننصهر في العالم وتذوب هويتنا وثقافتنا وقيمنا في العولمة أو البحث عن صيغة تعليم توافقية تراعي القواسم المشتركة وخصوصيات المجتمع الثقافية والفكرية والحضارية والدينية، والمنطلق الأخير وهو صناعة شخصية متميزة محليا ودوليا تفرض وجودها، ومن ثم تفرض احترامها على الآخرين، ولا سبيل لذلك دون نظام تعليمي له صبغة دولية.

وأكد أن التعليم في مصر بصفة عامة والتعليم الأزهري بصفته رائدا للتعليم الديني الدولي قد خطا خطوات لا بأس بها في مجال الاعتماد على المعايير الدولية في تقويم وتطوير التعليم؛ فهناك مئات المعاهد الأزهرية وعشرات الكليات في جامعة الأزهر قد حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وهي مؤسسة وطنية تعمل وفق معايير دولية وهي خطوة كبيرة نحو تدويل أنظمتنا التعليمية.
 

  وأوضح عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة أن قضية تدويل التعليم لها عديد من الفوائد والثمار ستظهر جليا في توصيات الجلسات العلمية والتوصيات العامة للمؤتمر، وأن لنشر فكرة تدويل التعليم وإلقاء الضوء عليها تاريخيا وتوضيح أبعادها وأهميتها حاليا؛ ووضع تصورات لها مستقبليا جاء هذا المؤتمر الذي ضم تسعة محاور، تم تغطيتها بأكثر من خمسة وسبعين بحثا، شارك في إعدادها أكثر من خمسة وثمانين باحثا من داخل مصر وخارجها في محاولة جادة منهم للتوصل إلى تصور شامل لصيغة دولية للتعليم المصري بصفة عامة والأزهري بصفة خاصة، تضع أرضية مشتركة بين التعليم في مصر ومختلف نظم التعليم العالمية وتحفظ لمصر خصوصيتها الدينية والثقافية والفكرية في توزان رائع بين المتغيرات والثوابت.
 

الجريدة الرسمية