19 عاما على عملية الفجر الأحمر.. عراق ما بعد صدام انهيار وفقر واضطرابات
19 عامًا مرت على اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قبل أن يمثل أمام محاكمة صورية، ويتم إعدامه.
وعندما دخل الجيش الأمريكي بغداد على وعد "الديموقراطية" و"الحرية"، أمل العديد من العراقيين بحياة أفضل، لكن الجيل الجديد لم يعش إلا في فقر وجهل ومرض، وتطاحن مستمر، ودماء تسيل.
لم يكن العراقيون في غالبيتهم يتوقّـعون أن يحصدوا كل هذا القهر والموت والانقسام البغيض، الذي يعيشونه حتى اليوم، بعد أن رحل عنهم نظام صدّام حسين.
العراقيون يعانون بشدة من "الانهيار في البنى التحتية" الكبير في العراق، واضطرابات وحرمان من مقومات الحياة البسيطة، "من بنى تحتية وفرص عمل ومستشفيات وتعليم".
انهيار منشآت البنى التحتية
وتضرّرت وانهارت منشآت البنى التحتية من دون أن يتم إصلاحها منذ الغزو الأمريكي، فيما تعاني العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي ونقص في المياه وتردٍّ في خدمات الانترنت.
وفي التفاصيل، ألقت قوات الغزو الأمريكي في 13 من ديسمبر عام 2003 القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك بعد اجتياح العراق، لكن قصة اعتقال صدام ما زالت غامضة حتى اليوم.
ولا تزال الروايات حول الطريقة التي اكتشف بها الأمريكيون مخبأ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، تتناسخ وتتداول على نطاق واسع دون أن يغير ذلك في التاريخ من شيء.
"الفجر الأحمر"
تلك العملية التي أطلق عليها اسم "الفجر الأحمر" شارك فيها فريق يتكون من 600 عسكري أمريكي، ومروحيات أباتشي، وانتهت دون إطلاق رصاصة واحدة، فما إن أزاح الجنود الأمريكيون تمويهات فوهة المخبأ عند مشارف تكريت، حتى أطل عليهم رجل بلحية كثيفة وقال: "أنا صدام حسين، رئيس العراق، وأنا على استعداد للتفاوض"، ورد، بحسب الروايات، أحد الجنود ساخرا: "الرئيس بوش يبعث إليك بتحياته".
وعلى الرغم من ظهور عدة روايات حول عملية اعتقال صدام حسين وإخراجه من مخبئه، إلا أن الرواية الأساسية التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية، لا تزال الأكثر مصداقية.
الرواية التي دعمها لاحقا عملاء في وكالة الاستخبارات الأمريكية وشاركوا في تعقب أو استنطاق صدام، تقول: "إن متخصصين أمريكيين في الاستجواب بذلوا جهودا مضنية استنطقوا خلالها أعدادا كبيرة من المقربين من صدام حسين على مختلف المستويات، وبهذا الشكل وقع في أيديهم محمد إبراهيم عمر المسلط"، وتقول تقارير إن المسلط إضافة إلى صلة قرابة تربطه بصدام عمل حارسا شخصيا له، وقد شوهد إلى جانبه في آخر ظهور له في بغداد، وتصادف أن قبضت عليه قوات خاصة أمريكية خلال مداهمة في العاصمة العراقية.
انهيار الحارس
هذا الحارس يقال إنه في منتصف العمر، انهار تماما بعد استجوابه، حيث نقل عنه قوله لأحد المحققين الأمريكيين المتمرسين في انتزاع الاعترافات، بعد أن أفشى لهم السر ودلهم على مخبأ صدام حسين: "هذا هو المكان الذي يوجد فيه صدام.. هذا هو المكان الذي لجأ إليه خلال الأيام القليلة الماضية، وإذا ذهبت إلى هناك سوف تجده".
كما يُروى أن من خان رئيسه كوفئ ومنح 25 مليون دولار، أما صدام حسين، كما هو معلوم، فقد حوكم وأعدم في ديسمبر عام 2006.