بعد 10 شهور من اندلاع حرب أوكرانيا.. روسيا تلجأ لاستخدام القذائف القديمة.. هل نفدت الذخائر؟ وهل يؤدي ذلك لوقف الصراع؟
اندلعت الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، أي منذ نحو 10 شهور، لكن يبدو أن روسيا تواجه نقصًا في الذخائر، فهل يدفعها ذلك إلى إنهاء الصراع من جانبها، والاكتفاء بما حققته على الأرض حتى الآن؟
أعلن مسؤول عسكري أمريكي كبير، أمس الإثنين، أن روسيا تضطر على ما يبدو لاستخدام قذائف مدفعية قديمة بسبب تناقص حجم مخزوناتها من الذخيرة الحديثة بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب في أوكرانيا.
وقال المسؤول الكبير في البنتاجون لصحفيين، طالبًا عدم نشر اسمه: إن مخزونات روسيا من الذخيرة الحديثة "تتضاءل بسرعة"، وقد لا تكفيها سوى حتى مطلع العام المقبل إذا ما واصلت قواتها قصف أوكرانيا بالوتيرة الحالية.
وأضاف أن هذا الأمر هو على الأرجح ما يجبرهم على استخدام قذائف نعتبرها بالية.
وأوضح أن هذه الذخيرة البالية "تعني بعبارة أخرى أنك تلقم القذيفة في المدفع وتأمل أن تنطلق أو أن تنفجر عند سقوطها".
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد في نوفمبر الماضي أن القوات الروسية تعاني نقصا في مخزوناتها من الذخيرة، معتبرًا أن السبب في هذا النقص هو مشاكل لوجستية وقصف القوات الأوكرانية لمستودعات الذخيرة الروسية.
مزيد من الأسلحة لأوكرانيا
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمجموعة السبع الإثنين أن بلده يحتاج "لزهاء مليارَي متر مكعب" إضافي من الغاز هذا الشتاء، بعدما دمرت ضربات روسية منشآت للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة.
وطالب أيضًا دول مجموعة السبع في مداخلة عبر الفيديو بإرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا، بما في ذلك "دبابات حديثة" و"مدفعية صاروخية ومزيد من الصواريخ البعيدة المدى".
وقال: "للأسف، لا تزال روسيا متفوقة في المدفعية والصواريخ. هذا واقع. قدرات جيش الاحتلال هي التي تغذي غطرسة الكرملين".
وأضاف: "دفعنا الإرهاب ضد محطاتنا للطاقة إلى استخدام الغاز أكثر مما كان متوقعًا. لذلك، نحن بحاجة إلى دعم إضافي هذا الشتاء. نتحدث عن كمية تبلغ زهاء مليارَي متر مكعب من الغاز الإضافي يجب شراؤه".
واقترح زيلينسكي عقد قمة خاصة سماها "قمة صيغة السلام العالمي" بهدف "تحديد كيفية وتوقيت تنفيذ نقاط صيغة السلام الأوكرانية" التي تضمن أمن أوكرانيا ووحدة أراضيها.
ودعا دول مجموعة السبع "إضافة إلى الدول الأخرى ذات الضمير الحي" إلى "إظهار قيادتها". وحث الرئيس الأوكراني روسيا على "اتخاذ خطوة ملموسة ومفيدة نحو تسوية دبلوماسية".
وطالب القوات الروسية "المحتلة" بمغادرة الأراضي الأوكرانية بحلول عيد الميلاد. وتابع "على من جلب الحرب إلينا، أن يأخذها".
قصف روسي على خيرسون
ميدانيًا، قُتل شخصان على الأقل وأُصيب خمسة آخرون في قصف روسي "كثيف" استهدف الإثنين مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والتي استعادتها القوات الأوكرانية قبل شهر، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة ياروسلاف يانوشيفيتش.
وقال يانوشيفيتش: إن القوات الروسية قصفت حيًا يقع في شرق وسط خيرسون. وكتب على تليجرام: "حتى الآن هناك قتيلان وخمسة جرحى".
وأضاف أن سيارات الإسعاف هرعت أيضًا إلى حي آخر قصف بدوره، من دون أن تتضح في الحال حصيلة ضحاياه.
واحتلت القوات الروسية مدينة خيرسون التي كان يسكنها قرابة 300 ألف شخص قبل بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير، وتقريبًا كامل أراضي المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
واستعادت القوات الأوكرانية مدينة خيرسون خلال هجوم مضاد أدى إلى انسحاب القوات الروسية التي تراجعت إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبر.
تدمير المنشآت العامة
ودمرت القوات الروسية قبل انسحابها من خيرسون منشآت الخدمات العامة الأساسية في المدينة وقصفتها مرات عديدة مذاك، وفق السلطات المحلية.
وأُصيب مسؤول في الإدارة الروسية لمنطقة خيرسون الأوكرانية الإثنين في تفجير استهدف سيارته و"حالته مستقرة"، حسب ما أفادت وكالات روسية.
وأعلن وزير الصحة الإقليمي فاديم إلمييف أن النائب الأول لحاكم هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا فيتالي بوليوك "أُصيب" بعد "انفجار سيارته".
وكانت موسكو قد أعلنت ضم منطقة خيرسون نهاية سبتمبر من دون السيطرة عليها بالكامل.
وقال إلمييف: "إن حالته مستقرة (والإصابة) متوسطة الخطورة". ولفت إلى أن "سائق السيارة قضى على الفور"، مشيرًا إلى أن "لغمًا مضادًا للأفراد موجه التأثير انفجر واحترقت السيارة"، بحسب ما ذكرت وكالة إنترفاكس.
من جهته، أكد رئيس إدارة منطقة زابوريجيا المُعين من قبل موسكو فلاديمير روجوف على تليجرام أن الانفجار حصل في مدينة سكادوفسك الساحلية المطلة على البحر الأسود، على بُعد 70 كيلومترًا جنوب خيرسون ونهر دنيبر الذي يشكل جبهة القتال حاليًا.
ولفت إلى أن بوليوك نُقل إلى مستشفى "في سيمفيروبول" في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.
وفي مطلع نوفمبر، انسحبت القوات الروسية جزئيًا من منطقة خيرسون بعد هجوم مضاد شنته القوات الأوكرانية.