رئيس التحرير
عصام كامل

البيت الأبيض عن محاكمة المتهم في هجوم لوكيربي: يوم هام لأمريكا

هجوم لوكيربي، فيتو
هجوم لوكيربي، فيتو

ذكرت شبكة «العربية» الإخبارية، أن البيت الأبيض قال منذ قليل أن اليوم هو يوم هام بالنسبة للولايات المتحدة لأن المتهم بتفجير لوكيربي يواجه العدالة في المحكمة.

 

واتهم البرلمان الليبي رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة بتسليم مواطن ليبي "أبو عجيلة مسعود" لواشنطن للحفاظ على حكومته المنتهية ولايتها.

 

وقالت الشبكة إن الليبي المتهم بصنع قنبلة "هجوم لوكيربي" أبو عجيلة مسعود، يتواجد الآن في المحكمة الاتحادية بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

 

ووفقا للشبكة، قال نائب ليبي إن الشعب الليبي دفع ثمنا باهظا بسبب قضية لوكيربي وتم إغلاقها، لافتا إلي أن إعادة فتح قضية لوكيربي استغلال سيء من الولايات المتحدة لظروف البلاد.

 

مجلس النواب الليبي

كشفت وسائل إعلام ليبية اليوم الإثنين عن أول تحرك رسمي لمجلس النواب الليبي بشأن احتجاز المتهم بتصنيع القنبلة المستخدمة في تفجير لوكيربي "أبو عجيلة مسعود"  داخل الولايات المتحدة واستعداد السلطات الأمريكية لتقديمه للمحاكمة.

                                                                               

وبحسب موقع «عين ليبيا»، تقدم مجلس النواب الليبي ببلاغ رسمي إلى مكتب النائب العام لتحريك دعوى قضائية ضد كل متورط في خطف "أبوعجيلة مسعود" وتسليمه إلي جهات أجنبية.

 

مجلس الأمن القومي الليبي

بدوره، قال مجلس الأمن القومي الليبي إن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت عام 2008 بإنهاء أي مطالبات مرتبطة بهجوم لوكيربي.

               

وأعرب مجلس الأمن القومي الليبي عن استغرابه من محاكمة "أبو عجيلة مسعود" في الولايات المتحدة على خلفية هجوم لوكيربي.

 

 

عودة قضية "تفجير لوكيربي"

عادت قضية "تفجير لوكيربي" للساحة من جديد، بعد أن أفادت وزارة العدل الأمريكية باحتجازها المتهم بتصنيع القنبلة التي فجرت طائرة الركاب "بان أمريكان" في عام 1988 فوق قرية لوكيربي بأسكتلندا، وأسفر هذا الحادث عن مقتل 270 شخصا.

 

وفي 1988، استيقط العالم علي وقوع حادث إرهابي بشع بعد انفجار طائرة أمريكية أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي بأسكتلندا، ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية على الإطلاق داخل أراضي المملكة المتحدة، كما أنه ثاني أكثر الهجمات دموية ضد الأمريكيين بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

 

وعقب إجراء تحقيق مشترك مدته ثلاث سنوات من قبل شرطة دامفريز وجالواي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تم إصدار أوامر بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين في نوفمبر 1991.

وفي عام 1999، قام الرئيس الليبي معمر القذافي بتسليم الرجلين للمحاكمة في كامب زايست، بهولندا بعد مفاوضات مطولة وعقوبات للأمم المتحدة.

 

عبدالباسط المقرحي

وفي عام 2001، حكم على ضابط الاستخبارات الليبية عبدالباسط المقرحي بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بـ270 تهمة قتل تتصل بالتفجير، وفي أغسطس 2009، أفرجت عنه الحكومة الاسكتلندية لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا، وتوفي في مايو 2012، بعد أن كان الشخص الوحيد الذي تمت إدانته بالهجوم، وقد أكد باستمرار على براءته.

 

وقضى ضابط المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي سبع سنوات في سجن اسكتلندي بعد إدانته عام 2001، وتوفي في ليبيا عام 2012. ولطالما دفع المقرحي ببراءته.

 

ثم في عام 2003، تحمل القذافي مسؤولية تفجير لوكربي ودفع تعويضات لأسر الضحايا، على الرغم من أنه أصر على أنه لم يعطي الأمر بالهجوم.

 

تفجير لوكيربي

في يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1988 انفجرت الطائرة البوينج 747، التابعة لشركة بان أمريكان أثناء تحليقها فوق قرية لوكيربي، الواقعة في مدينة دمفريز وغالواي الاسكتلندية غربي انجلترا، وقد نجم عن الحادث مقتل 259 شخصًا هم جميع من كان على متن الطائرة و11 شخصًا من سكان القرية حيث وقعت.

 

وبعد تحقيقات ليست معلنة، وبعد تكهنات من وسائل الإعلام، تم تدوير المسؤلية بين دول مختلفة، يجمع بينها رابط العداء لأمريكا، وحركات تحرير تضعها أمريكا في خانة المنظمات الارهابية.

 

وبعد سنوات من التحقيق تنقلت الاتهامات شرقًا وغربًا وفق مصالح الطرف القوي الولايات المتحدة، وقد ألقيت المسؤولية أولًا على منظمة فلسطينية، ثم على سوريا وبعدها على إيران، وأخيرًا توصلت الاستنتاجات والتحقيقات إلى ليبيا.

 

القضية تعود من جديد

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، احتجاز المتهم بصناعة القنبلة (أبو عجيلة مسعود) التي فجرت الطائرة "بان أمريكان رقم 103" فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988. 

 

وأكدت وزارة العدل الأمريكية أن المتهم سيمثل قريبا أمام القضاء.

 

ووفقا لوسائل الإعلام والوكالات، كانت ميليشيا مسلحة من مدينة مصراتة اختطفت المواطن الليبى أبوعجيلة مسعود، ويبدو أنها قامت بتسليمه بمعرفة حكومة الدبيبه إلى السلطات الأمريكية التي تتهمه بصنع القنبلة التي فجرت طائرة البان إم فوق قرية لوكربي.

 

أبوعجيلة مسعود

أبو عجيلة محمد مسعود، هو مسؤول مخابرات ليبي سابق، أدين بتهم لا علاقة لها بحادث "لوكربي"، لكن وُجهت إليه تهم في الولايات المتحدة بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، ويزعم المسؤولون الأمريكيون أنه ساعد في صنع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق بلدة لوكربي.

 

ووجهت الولايات المتحدة الاتهام لأبو عجيلة محمد مسعود قبل عامين على خلفية قضية لوكربي، وكان قد احتُجز سابقا في ليبيا لتورطه المفترض في هجوم عام 1986 على ملهى ليلي في برلين.

 

وعُرف مسعود بأنه صانع قنابل لصالح نظام معمر القذافي، ووفق لائحة الاتهام الأمريكية، قام بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت طائرة بان أمريكان.

 

يشار إلي أن التحقيق في القضية عاد عام 2016 عندما علم القضاء الأمريكي بتوقيف مسعود بعد سقوط نظام القذافي وأنه قدم اعترافًا مفترضا لاستخبارات النظام الليبي الجديد عام 2012.

 

النيابة الإسكتلندية

وقالت النيابة العامة الاسكتلندية إن "أهالي ضحايا هجوم لوكربي علموا أن المشتبه به أبو عجيلة محمد مسعود محتجز في الولايات المتحدة".

 

وأضافت أن "المدعين العامين والشرطة الاسكتلندية، بالتنسيق مع حكومة المملكة المتحدة وزملائهم في الولايات المتحدة، سيواصلون التحقيق لتقديم من شاركوا مع المقرحي إلى القضاء".

 

لم يتم تقديم مزيد من المعلومات حول حيثيات تسليم مسعود، وقد كان مصيره موضع خلاف بين الجهات المتنازعة في السياسة الليبية.

 

كواليس تفجير لوكيربي

وبعد اندلاع الثورة في ليبيا 2011، قال السفير الليبى فى لندن محمود الناكوع "إن بلاده تحضر لكشف جميع الملفات المتعلقة بتفجير لوكربى، الذى أودى بحياة 270 شخصا".

 

وأوضح أن هذا الأمر يتطلب عاما كاملا حتى يتسنى للحكومة توفير جميع المعلومات المتعلقة بالقضية، مهما كانت طبيعتها.

وأضاف الناكوع، فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، فى الذكرى الـ 24 لسقوط الطائرة ومقتل ركابها فوق بلدة لوكربى فى أسكتلندا ـ "أنه لم يتم التوصل إلى أى اتفاق رسمى باستثناء أن تكشف ليبيا عن الملفات التى تملكها بشأن القضية"،مشيرا الى أن ذلك سيتم عندما تبسط الحكومة الأمن والاستقرار التام فى البلاد.

وكانت بريطانيا والولايات المتحدة قد مارستا ضغوطا على القادة الليبيين الجدد للتعاون بهدف إجراء تحقيقات أكثر عمقا فى حادث التفجير، فيما أصرت أسر الضحايا على ضرورة استمرار تلك الجهود حتى بعد مقتل العقيد الراحل معمر القذافى.

الجريدة الرسمية