رئيس التحرير
عصام كامل

حرب غبية!


خائفون؟ متوجسون؟ المستقبل مسدود؟... لم نكد نهنأ بالهواء النقي يملأ الصدور حتي انقض الحقد والتطرف وملأ الدم الشوارع وأريق على مقاعد السيارات؟ فينا قلة باغية غبية القلب وسقيمة الفكر اعتبرت مصر رهينة والمصريين غنيمة حرب، حازت بجدارة على احتقار الشعب وكراهيته، بل من الناس من يرونهم مرضي.

لكن المريض حين يذبح، حين يخطف، حين يهدد بنسف الكباري، حين يعذب وينكل، لا يجوز أن نسميه مريضا، هو إرهابي مريض الفكر لا النفس ولا العقل، ذلك واحد من أخطر أخطاء التناول الإعلامي والشعبي لصورة الاعتصامات والهجومات المتتاليات على المواطنين وضباط الجيش والشرطة فيما صار يعرف بالخطف على الهوية المهنية، تتلوها مرحلة الخطف على الهوية الدينية، وهو ما نتمنى على الله أن لا يقع، وإلا شققنا بحرا من الدماء! ثاني أسوأ الأخطاء ما يردده بعضنا بمنتهي حسن النية من احتمالات اندلاع الحرب الأهلية في مصر.

هي حرب، بالأحرى، بين الإرهاب والدولة المصرية، الأخيرة تعني الأرض والشعب والمؤسسات، الهدف هدم الدولة، والاستيلاء عليها وتحقيرها إلى مجرد إمارة في وهم مستدعٍ من غبار التاريخ اسمه بعث الخلافة، ولا يفهم المصريون العقلاء كيف سيساعد الغرب المسيحي جماعات إرهابية ﻹقامة الخلافة الإسلامية! هل ستكون الخلافة الإرهابية ؟ حاشا لله ! 

لم تك قط ثمة خلافة إرهابية، كانت خلافة في عصورها، الظرف التاريخي اﻵن مختلف، وأنت فيه محتاج للغرب الذي تمقته وتريد عونه على بني وطنك، والذي يحتقرك ويخشى متفجراتك السرية الخسيسة، لكنه يمالئك على نفسك، حتي تدمر البلاد وتهنأ إسرائيل بوضع الدولة العظمي في المنطقة، تلك هي القصة. 

ليست حربا أهلية، المواصفات والدواعي مختلفة، هي حرب يشنها الإرهاب الإخواني ضد الشعب والمجتمع وطريقة الحياة وكافة المهن والطوائف إلا من حمل هوية رابعة!.. 

انصروا مصر ضد الهمجية التترية الجديدة وسوف ينصرنا الله العدل الحق العقل، إن الله لا يحب أصحاب القلوب المريضة، يبغض القتلة والمعتدين، ونحن أيضا. .ﻷنكم جعلتم الحياة سجنا كبيرا بحجم غباء تفكيركم.
الجريدة الرسمية