رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب اجتياح نظام صدام، العراق يعلن إغلاق ملف تعويضات الكويت

حرب الكويت، فيتو
حرب الكويت، فيتو

أعلن البنك المركزي العراقي عن تسلّم المبلغ المتبقي في صندوق تعويضات الكويت.

 

وقال البنك في بيان صحفي، اليوم الاثنين، إن البنك تسلّم المبلغ المتبقي في صندوق التعويضات، البالغ 7 ملايين و946 ألفا و316 دولارا أمريكيا، بعد تسديد كامل التعويضات الخاصة بدولة الكويت.

 

وبحسب شبكة «روسيا اليوم» أضاف البنك المركزي العراقي أن "المبلغ تمت إعادته بعد تدقيق الحسابات بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2621 لسنة 2022 المعني بإنهاء ملف التعويضات الناتجة عن اجتياح النظام العراقي السابق لدولة الكويت".

 

يذكر أن العراق كشف في 2021 عن إنهاء جميع الترتيبات المصرفية اللازمة مع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لإيقاف الاستقطاع التلقائي لتعويضات الكويت من إيرادات تصدير النفط الخام العراقي، بعد تسديد كامل المبلغ المتبقي من التعويضات.

 

حرب الكويت

وفي 30 نوفمبر عام 1995 جرى إعلان تحرير الكويت بانتهاء عملية عاصفة الصحراء رسميًّا، أو حرب الخليج الثانية التي أطلقت لإيقاف الاحتلال العراقي للأراضي الكويتية. 

 

عن الحرب وأسبابها

لمعرفة الطريق إلى حرب عاصفة الصحراء متى بدأ يجب العودة إلى حيس تأسست مدينة الكويت عام 1613 وسرعان ما ازدهرت بفضل التجارة البحرية. 

ومن دون سائر قبائل العتوب تولى آل صباح الحكم في الكويت، وفي عام 1766 انفصل آل خليفة عن العتوب بالكويت ليؤسسوا لهم مدينة الزبارة في قطر، وفي عام 1783 هاجمت قوات العتوب في الزبارة والكويت جزيرة البحرين ونجحوا في ضمها إلى أراضي الزبارة.

بعد الحرب العالمية الأولى انتهت الدولة العثمانية وأصبحت أراضي العراق خاضعة للانتداب البريطاني حتى عام 1932 حينما منحت المملكة المتحدة العراق استقلاله، وقد فتح الملك غازي بن فيصل بن الحسين في عام 1935 إذاعة خاصة به في قصره الملكي قصر الزهور وخصصه لبث حملته لضم الكويت إلى العراق.

في يونيو 1961 استقلت الكويت عن بريطانيا وبعد أسبوع واحد من إعلان استقلال الكويت عقد عبد الكريم قاسم مؤتمرًا صحفيًّا في بغداد طالب فيه بالكويت مهددًا باستخدام القوة لتندلع بذلك أزمة سياسية بين الكويت والعراق عرفت بـ «أزمة عبد الكريم قاسم».

وقد حاولت القيادة العراقية إضافة لمسات قومية لهذا الصراع فقامت بطرح فكرة أن الكويت كانت جزءًا من العراق وتم اقتطاع هذا الجزء من قبل الإمبريالية الغربية حسب تعبيرها وتم أيضًا استغلال تزامن هذا الصراع مع أحداث انتفاضة فلسطين الأولى. 

كانت ادعاءات عبد الكريم قاسم تتركز بأن الكويت كانت جزءًا من العراق وقام بفصلها الاستعمار البريطاني على الرغم من استقلالية الكويت عن الحكم العثماني.

قامت الجامعة العربية بالتدخل لمواجهة تهديدات عبد الكريم قاسم وأرسلت قوات عربية من السعودية والجمهورية العربية المتحدة والسودان إلى الكويت، وفي 4 أكتوبر 1963 اعترف العراق رسميًّا باستقلال الكويت واعترافها بالحدود العراقية الكويتية. 

لكن في 20 مارس سنة 1973 هاجم الجيش العراقي مركزًا حدوديًّا تابعًا للكويت في ما يُعرف بحادثة الاعتداء على الصامتة ونتج عن ذلك قتل جنديين من كلا الجانبين.

 

اجتياح الكويت

في 17 يوليو سنة 1990، تلقت كلُّ فرق الحرس الجمهوري العراقي أمرًا بالتوجّه إلى جنوب العراق، وكان السبب المعلن «إجراء مناورات عمليات كبرى»، وفي ذلك اليوم نفسه كُلِّف الحرس الجمهوري بمهمة سرية جدا باحتلال الكويت، وسُمِّي الهجوم بعملية الندا.

وفي 2 أغسطس من عام 1990 تقدمت فرق الحرس الجمهوري مخترقة الحدود الدولية باتجاه مدينة الكويت وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على المراكز الرئيسية في شتى أنحاء البلاد ومن ضمنها العاصمة. 

كما قام الجيش العراقي بالسيطرة على الإذاعة والتلفزيون الكويتي وتم اعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقًا.

 

الرد الدولي

في مطلع فجر 16 يناير من سنة 1991، أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت، شنت طائرات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قامت بقرابة 110  آلاف غارة جوية خلال 43 يوما. الأمر الذي أدى إلى تدمير الكثير من البنى التحتية. 

 

وفي 17 يناير من نفس السنة، قام الرئيس صدام حسين بإصدار بيان من على شبكة الإذاعة العراقية معلنا فيها أن «أم المعارك قد بدأت».

 

لكن في 26 فبراير سنة 1991 بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والكويت.

وقصفت قوات التحالف القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت إلى العراق مما أدى إلى تدمير ما يزيد على 1500 عربة عسكرية عراقية، وبالرغم من ضخامة عدد الآليات المدمرة إلا أن عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم يزد على 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سُمِّي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت أو ممر الموت.

الجريدة الرسمية