تطور بناء المآذن.. كيف تفنن المعماريون في إنشائها؟ ولماذا حاربها الغرب؟
نظرا لارتباط المآذن بالهوية الإسلامية، فقد أثار انتشارها في العصر الحديث في الغرب والمدن الأوروبية استياءً واحتجاجًا من قبل الحركات اليمينية، الرافضة للإسلام.
وقد تعمد عددٌ من رسامي الكاريكاتور، من الرافضين لتمدد الهوية الإسلامية في أوروبا، استخدام المئذنة في رسوماتهم وإظهارها في صورة "صاروخ"، في محاولة منهم للتخويف من الإسلام وربطه بالعنف والإرهاب.
إشارات رمزية
ولا تتوقف ارتباطات المآذن عند أداء الوظائف، وإنما تتعدى ذلك إلى الارتباط بالعديد من المعاني والإشارات الرمزية؛ فبالإضافة إلى أنّ هناك غرضًا وظيفيًا للارتفاع والعُلُو، يتعلق بتوصيل الصوت متخطيا العوائق، ومتجاوزا الحواجز، إلا أنه ينطوي أيضًا على تلك المحاولة البشرية القديمة، التي جاء أشهرها قديمًا في أسطورة "برج بابل"، من التطلع للارتقاء والاقتراب من عالم السماء.
معنى "التوحيد"
أيضا فإن الارتفاع يقترن بالتعبير عن قداسة البناء الديني وتنزيهه عن كل ما سواه من المحيط، والتأكيد على تفوّق أهمية الديني على الدنيوي، وعند النظر إلى المِئذنة وهي ترتفع وحيدة في عنان السماء يتبادر للناظر معنى "التوحيد"، الذي هو أساس الاعتقاد في الإسلام.
وعبر التاريخ الإسلامي ظهرت العديد من المقاربات المعمارية التي رامَت التعبير عن معانٍ ودلالات رمزية، فكان في اعتماد الشكل الأسطواني للمِئذنة في المشرق الإسلامي محاولة لمحاكاة "جذع النخلة"، وما يقترن بذلك من استدعاء للصورة المتخيلة عن مدينة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، والمجتمع الإسلامي الأول، إضافةً إلى الإحالة إلى "اللانهائية" و"الإطلاق"، التي يتضمنها الشكل الدائري؛ حيث لا وجود لحافة أو زاوية تمثل النهاية.