رفع شعار "لا للصحافة الإليكترونية"، أحمد بهجت صاحب "صندوق الدنيا" و"كلمتين وبس"
كاتب وفيلسوف ساخر، تخرج في كلية الحقوق.. بدأ حياته صحفيا في مجلة الجيل الجديد، ولمع أديبًا وصحفيًّا، ثم عمل بأخبار اليوم عام 1955 ومنها إلى مجلة صباح الخير، وعندما تولى محمد حسنين هيكل الأهرام انتقل الصحفى أحمد بهجت إليها، وظل يكتب بها حتى رحل في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر 2011.
عشق أحمد بهجت الصحافة وهجر المحاماة والأدب من أجل الصحافة، وكانت البداية فى التحقيقات الصحفية.
وعن بداياته الصحفية، يقول الكاتب أحمد بهجت الشهير بصاحب الصندوق نظرا لكتابته عمودًا يوميًّا في الأهرام بعنوان "صندوق الدنيا": أحب القراءة الحرة وأكره القراءة الموجهة، كنت اكتب قصص وأنا طالب، وكان قدوتى تشيكوف، وطلبت من خالى الدكتور رشاد رشدى أن يقيمها أحد، ولأنه كان صديقا لموسى صبري، قابلته وقدمت له قصصي، فقال لي: “إحنا لا ننشر قصص للمبتدئين، ولكن لو كنت عاوز تشتغل صحفى أهلا بك في مجلة الجيل الجديد”، وعملتُ في التحقيقات الصحفية ووضعت أسلوبى الأدبى في الصحافة، ونشرتُ أول تحقيق صحفي في الجيل.. كنت أنا وأمينة شفيق عملنا مغامرة أثناء حرب العدوان الثلاثى على بورسعيد، تنكرت هي في زي فلاحة وأنا عربجى صياد سمك بشنب و طاقية وجلابية، ودخلنا بورسعيد عن طريق المنزلة، وانتهت المغامرة بتحقيق نزل على صفحة كاملة أسبوعين متتاليين حتى إنه عندما قرأ مصطفى أمين التحقيق قال: "الواد ده ده عربجى مولود في اسطبل إزاى ده صحفى عندنا ”.
الكتابة الساخرة فى حياته
كما لقب الكاتب أحمد بهجت بالصوفى الساخر، حيث استطاع الجمع بين الكتابة الساخرة والكتابة الإسلامية، تعلم الكتابة الساخرة من قراءاته للمازني وبيرم التونسى والبشري وتوفيق الحكيم الذى عشقه وأدمن قراءته.
عن الأديب الكبير توفيق الحكيم، يقول أحمد بهجت: "استولى توفيق الحكيم على قلبى وفتح أمامي عالما من السحر والخيال، فقد كان توفيق الحكيم الأب الروحى لى، أغوص فى فكره ورؤاه، وكان عميد الأدب المسرحى وهو صاحب حوار لا يقدر عليه غيره، هو السهل الممتنع، فشجعنى قراءة أهل الكهف على البحث عن كتاب آخر فى مكتبة أبي، فإن بيتا بغير كتب هو بيت بغير فكر.. أى بيت بلا روح، والمقابر هو المكان الوحيد الذي يخلو من الكتب.
ولد أحمد شفيق بهجت الشهير بـ أحمد بهجت عام 1932 بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ولمع أديبا وصحفيا وروائيا، وصلت مؤلفاته إلى 40 كتابا، تنوعت في مجالات أدبية مختلفة كالقصص القصيرة، وروايات الأطفال، والكتب الإسلامية.
زوجة غيورة
وأضاف الكاتب الساخر أحمد بهجت: توقفت عن الكتابة الأدبية والقصص القصيرة لأن الصحافة زوجة غيورة، وإما أن يعطيها المرء جهده كاملا وإما أن تعطيه هي ظهرها، فتفرغت للكتابة الصحفية وقل إنتاجى الأدبى.
مؤلفات مشوار طويل
حلم الكاتب أحمد بهجت يوما أن مصر أطلقت أول صاروخ الى القمر فكتب قصة تجري أحداثها عام 2050، تبدأ من قاعدة زينهم الفضائية فى قصة “تحتمس 400 بشرطة”.
من مؤلفاته أيضا: أنبياء الله، أحسن القصص، مذكرات زوج، مذكرات صائم.. عدة أجزاء، قميص يوسف، ثانية واحدة من الحب، قصص الحيوان في القرآن، تأملات في عذوبة الكون.
كتب فى الإذاعة برنامجا من أشهر البرامج، وهو "كلمتين وبس" مع فؤاد المهندس، وكتب فيلما وحيدا للسينما هو "أيام السادات"، وحصل على وسام الفنون من الدرجة الأولى.
لا للصحافة الإليكترونية
كان الكاتب أحمد بهجت يرفض الصحافة الإليكترونية، وقد أعلن ذلك صراحة فى كتاباته فكتب يقول: هناك موجة حول تحويل الصحافة الورقية إلى إلكترونية، أرى أنه إذا اختفت ورق الصحف وأصبحت الصحافة الإلكترونية هى السائدة سأفكر لحظتها فى الاعتزال والتقاعد، وربما حولت سيارتى إلى تاكسى واشتغلت عليه، وتوقفت عن الكتابة رافعا الشعار "لا للصحافة الإليكترونية".