الملونة للعزباء والأسود للمتزوجة، الحبرة الإسناوي زي نساء الأقصر على مر السنين (صور)
تعد الحبرة الإسناوي أحد أهم مميزات الزي النسائي بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث تمتاز بالألوان ذات الطابع البدوي، وقد ذكرت عدة مصادر أن الحبرة الإسناوي صممت خصيصا للسيدة وردة باشا أول سيدة بصعيد مصر تحصل علي لقب الباشوية.
“فيتو” في جولة داخل سوق بيع الحبرة الاسناوي التي تعد زي نسائي مميز يحتفظ به الكثير علي مدار سنوات في إشارة الي أن الصعيد لا يزال يحتفظ بعادات وتقاليد يصعب تغييرها مهما طرأ عليه من تغيرات وتحديثات.
زي النساء المميز بإسنا
أكدت سناء الدواني، أحد سيدات أهالي مركز إسنا، أن هذا الزي كان ولا يزال وسوف يظل زي النساء المميز وهو مصنوع من ألوان مختلفة وفي القديم كانت الفتاة العزباء او غير المتزوجة ترتدي الحبرة وبها خيوط ملونة مثل البنفسجي والأزرق أما المتزوجة فكانت ترتدي الاسود كاملا.
وأضافت سناء أن الحبرة تصنع في الازقة العتيقة بمدينة إسنا ولها خيوط مخصصة فهي تمتزج مع الخيوط التي تستخدم في تصنيع الفركة السوداني التي تعد من أزياء نساء السودان وكانوا يستوردونها من صعيد مصر.
نول الحبرة
وأشار يحي عبدالصبور، أحد بائعي الحبرة إلى أن هذا الرداء يصنع بانوال مخصصة لهذا الامر وعدد من صانعي تلك الحرفة هم الذين لا يزالون يحتفظون بسر الصنعة، لافتا الي أن الحبرة عبارة عن قطعة قماش كبيرة قد تصل إلى مترين او ثلاثة أمتار طولا وما يقارب المتر او اكثر عرضا تضعها المرأة الاسناوية على رأسها اثناء خروجها وتغطى بها جسمها ووجهها حتى لا يراها احد من الناس حيث تمسك بطرفى الحبرة فى يديها لسهولة الحركة وحتى لا تصل اطرافها الى الأرض وتصنع الحبرة من القماش وخيوط الحرير الأسود وتلبس الحبرة على ثوب اسود واسع يصنع من أقمشة الحرير اوالستان اوالزبدة.
الحبرة والثوب الأسود
وقال محمد الجالس، أحد بائعي الحبرة الاسناوي، أن الحبرة والثوب الأسود عنوان نساء إسنا وقراها والملبس المميز فى جميع المناسبات الأفراح والأحزان فإنها تعتبر طابعا اسناويا يميز نساء اسنا وقراها من زمن بعيد وأصبح طابعا موروثا يسلمه جيل إلى جيل إلى يومنا هذا.
ترتديها جميع الطبقات الغنية والفقيرة وترتديها النساء المتعلمة وغير المتعلمة والصغيرة والكبيرة حيث تتفنن النساء فى صناعتها ونقوشها وإضافة لمسات جمالية متعددة كالنقوش السوداء على ذلك الثوب الأسود واستخدام بعد الخيوط الحرير للتزيين.
جيل الحبرة الاسناوي
وقالت أم محمد، أنها لا تزال تحتفظ بالحبرة ولا تخرج الا بها ولها مكان معين في سوق القيسارية بإسنا تشتري منه الحبرة.
وقالت صبرية علي:الحبرة حشمة تربينا عليها ولدي العديد من انواعها الحبرة المختلفة التي ورثتها عن جداتي ووالدتي، ورغم وجود صناعات متعددة وملابس عصرية مختلفة لكن تظل الحبرة هي ملبسنا الوحيد.
عصريات إسنا “الحبرة موضتنا”
وقالت زينب جمال، موظفة:" أنا ارتدي ملابسي العصرية صباحا لطبيعة عمل ثم اعود الي منزلي واخرج بالحبرة التي توارثتها عن والدتي واحتفظ بها حتي يومنا هذا".
واضافت فاطمة عمران، مدرسة:"الحبرة هي ملبسنا الاساسي رغم ظهور العباءة وغيرها من الملابس العصرية الحديثة ولكن هذه هي تراثنا الذي توارثناه من جداتنا وامهاتنا ومهما علينا من شأن تظل الحبرة الموضه التي لن تندثر فهي موضة كل العصور ومختلف الاعمار هنا في اسنا.