شتاء قارس.. هل تتجه أوروبا لإلغاء احتفالات رأس السنة بسبب الغاز
شتاء بارد ينتظر قارة أوروبا في ظل معاناة القارة العجوز للتعامل مع خفض إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا، ما أدى لارتفاع أسعار الطاقة قبيل أعياد الكريسماس، وهو الأمر الذي ينذر بتخفيف احتفالات رأس السنة 2023 خاصة مع اتجاه العديد من الدول في تخفيض استهلاك الطاقة.
انقطاع التيار الكهربائي
وأحد توابع الحرب الروسية الأوكرانية ووقف ضخ الغاز الروسي لأوروبا، أفادت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الفرنسية "أر تي إي" بأن ما مجموعه 125 ألف أسرة في باريس يعيشون بدون كهرباء بشكل مؤقت بعد انقطاع كبير في التيار الكهربائي مساء الخميس الماضي.
وأشارت "أر تي إي" إلى أن عطلا بأحد المحولات تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وشارك الباريسيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا لشوارع بأكملها تعيش في الظلام.
إغلاق مؤقت
وجاء انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي تخطط فيه السلطات الفرنسية لمحاكاة إغلاق مؤقت وتحت السيطرة لإمدادات الطاقة، وذلك استعدادا لحدوث توقف محتمل للإمداد في يناير المقبل، عندما تخضع العديد من محطات الطاقة النووية الفرنسية للصيانة.
وبدأت الحكومة الاستعدادات للانقطاع المحلي للتيار الكهربائي خلال ذروة الأحمال. والهدف هو تجنب انقطاع التيار الكهربائي غير الخاضع للسيطرة.
الشتاء الأصعب
من ناحية أخرى كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، في مقال له بجريدة "وول ستريت جورنال"، أن هذا الشتاء سيكون صعبا للغاية بدون الغاز الروسي.
وقال جونسون في مقاله الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، إنه على الرغم من أن هذا الشتاء سيكون هو الأصعب، خاصة بالنسبة للدول التي تعتمد على الغاز الروسي، إلا أوروبا ستتغلب على تلك الأزمة بفضل الاحتياطات التي تم تخزينها، مشيرا إلى أن الخطر الأكبر الذي ينتظر أوروبا سيكون في عام 2023- 2024، بسبب استهلاك الاحتياطات وصعوبة تعويضها.
أزمة الغاز في أوروبا
وأوضح جونسون، أن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة لم تدخل الخدمة بعد، مؤكدا أن الدول الأوروبية تسابق الزمن من أجل إنشاء المزيد من مولدات الطاقة التي تعتمد على الرياح البحرية، مشيرا إلى أنه سيتم الاستغناء عن المفاعلات النووية للطاقة الكهربائية.
مخاوف من نفاذ المخزون
من المقرر أن يطالب زعماء الاتحاد الأوروبي، بتنسيق أقوى بين الدول الأعضاء للاستعداد للشتاء المقبل، في ظل معاناة الكتلة للتعامل مع خفض إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا، ما أدى لارتفاع أسعار الطاقة. ووفقًا لمسودة بيان سياسي تقول وكالة بلومبرغ للأنباء إنها أطلعت عليها، فإنه من المقرر أن يدعو قادة الاتحاد خلال قمتهم المقررة في 15 ديسمبر الجاري لتعزيز العمل لمشتريات الغاز المشتركة وحشد الطلب وملء الخزانات، والإعداد المبكر لخطط الطوارئ لشتاء 2023 و2024.
وعلى الرغم من أن الاحتياطي الأوروبي ممتلئ تقريبًا في بداية موسم التدفئة الحالي، فإن هناك قلقًا من أن تستخدم الدول الأعضاء معظم الغاز المخزون بحلول أبريل المقبل، وأن يكون إعادة الملء أمرًا صعبًا في ظل استمرار أزمة الإمدادات.
واضطرت أوروبا إلى تعويض نقص الإمدادات عبر الغاز الطبيعي المسال الذي اعتاد الاتحاد الأوروبي تجنّبه لارتفاع تكلفته.
ولتفريغ الغاز الطبيعي المسال من الناقلات، هناك حاجة إلى موانئ قادرة على إعادة تحويله إلى غاز وضخّه في شبكات الأنابيب، ولم يكن لدى ألمانيا أي منها، بينما تملك فرنسا وإسبانيا عدد منها. وفي الشتاء المقبل والشتاء التالي، لن يكون هناك المزيد من الغاز الروسي لملء الاحتياطات.