العقارات والذكاء الصناعي، التصميم المعماري بدون البشر، هل ينتهي دور المهندسين
بدأت التكنولوجيا بالسيطرة على شتي مجالات التفكير الإبداعي ولا يبدو أنها ستتتوقف في آي وقت قريب بل أنها تزيد من سرعة وتيرة هذا الغزو, ونستطيع أن نري أثرها في هذه اللحظات الحالية في الهندسة المعمارية والتصميم العقاري فيغير الذكاء الصناعي (AI) بالأخص في القرن ال21 الطريقة التي تصور وترسم بها المباني.
فتوفر محركات صنع الصور بالذكاء الصناعي مثل (Midjourney - DALL-E) طريقة فعالة بالإضافة لأنها تعطي نظرة جديدة للمفاهيم الهندسية, لتكونها في أقل من 5 دقائق لتكشف تصاميم مثير للأهتمام وفي حوار خاص مع ماتياس ديل كامبو أستاذ الهندسة والتخطيط المعماري لجريدة "أرش ديلي" البريطانية شرح كيف يري تأثر التصميم المعماري في المستقبل بالذكاء الصناعي.
قال ديل كامبو إن الهندسة كغيرها من المجالات يشعر من يزاولها بالخوف في تبني التكنولوجيا الحديثة فيقفون بقدم بالداخل والأخرى بالخارج مستعدون للرقض في أي لحظة، مضيفًا أن ما حدث في صيف 2021 فجأه بشدة بسبب الأنتشار الواسع لصور الذكاء الصناعي مجال الالهندسة المعمارية ويعتقد ان هذا يرجع إلى كون الأداة تبدو سهلة التطبيق وجذابة للغاية لمعظم المهندسين والذي أدي إلى أنفجار وسائل التواصل الأجتماعي بصور تجعل الأنسان يفكر " هناك بالتأكيد شئ جديد يبني بالهندسة" والذي يمكننا أن نطلق عليه جمال ما بعد البشر.
أوضح ماتياس لجريدة "أرش ديلي" ان ما قد يدور في عقول معظم الأشخاص بعد سماع كلمة "ما بعد البشر" أنه بعد انتهاء البشرية أو شر في هذا النطاق ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة فهذا المصطلح يشير إلى الهعد الجديد الذي تقبل عليه الإنسانية والذي به لن يكون على الإنسان أن يكون هو الشخص الوحيد الذي يصنع وأدراك أن هناك لاعبين أخرين يستطيعون مساعدتنا لنكون أكثر أبداعًا ونستكشف حدود قدرتنا, مأكدًا لأن لبذكاء الصناعي الذي نراه اليوم مجرد مثال لما سيكون عليه المستقبل وكيف سيؤثر هذا على حيواتنا وكذلك كل مجال إبداعي مثل الرسم والموسيقة وبالطبع العمارة حيث قال: " فكرة التعلم من سلوك البشر وتوسيع قدرات الأشخاص تسمع لنا أن نكون جزء من عالم ما بعد البشر".
وأكد ديل كامبو على أن ` جمال ما بعد البشر` الذي تقدمه لنا منصات معالجة الصورالشهيرة (Midjourney or DALL-E) لا يأتي من إرادة الإنسان منفردة وأنما هو جمع أكثر من 5 مليار صورة والذي يعني تعاون البشر مع الذكاء الصناعي, فالتكنولوجيا تسمح لنا بالحمع بين عددة طبقات من حضارات الإنسانية اليوم وحتى أولى الصور بالوجود فالأن نحن نملك تاريخ العمارة كله بين أصابعنا ونظام قابل للتعلم ليساعدنا على استكشافه.
وقال المهندس ماتياس ديل كامبو: "هذا لا يعني أن الذكاء الصناعي يخلق أي شئ هو فقط يسلط لنا الضوء على شئ لم نستطيع رؤيته بعد." مضيفًا أن التصاميم التي يولدها لنا تلك المنصات تخلق من معلومات موجودة بالفعل لذلك دائمًا ستوجد أسئلة عن مدى أصالة هذه التصاميم.
وشرح أحد مؤسسي شركة التصميم المعماري ASPAN ماتياس ديل كامبو أن فكرة خلق شئ `جديد` هو سؤال فلسفي في حد ذاته " فهل يوجد شئ يدعي الأصالة؟" فهناك عدة طرق مختلفة للنظر لما هو جديد فأذا قمت بشراء حذاء جديد ه بالفعل جديد ولكن أن أخترعت لغة جديدة للهندسة المعمارية تكون الأجابة أكثر تعقيدًا فمع الAI ستتوجد ديمًا أسألة عن التقليد والنسخ وأعادة التدوير والألهام فالذكاء الأصطناعي تعتمد على المعلومات الموجودة بالفعلولصناعة شئ فريد من نوعه وجديد صعب للغاية, موشيرًا إلى أنه لخلق شئ أصلي سيتحتم على شبكات نوريل ( طريقة بالذكاء الصناعي تعلم أجهزة الكومبيوتر أن تفكر مثل البشر ) أن تستنبط من المعلومات والذي لا تقدر على الوصول إليه حتي الأن فهم يستطيعوا محاكات المعلومات ولكن ليس خلق المعلومة.
ويتمتع البشر بالمخيلة التي تمكنهم من خلق صور التي قد تبدوا مثيرة للجدل ولا يمكن تصورها هذا عكس الذكاء الصناعي الذي حيث يصنع صور مختلفة ولكن ليس بالضرورة جديدة فما يخرج من هذه المولدات لن يعد أبدًا فريد في كتب التاريخ ولكن به تصورات كفاية لتدفع بالمهندسين ليظهروا أفكار جديدة فهذا هو الرائع في تلك الأدوات فهم ألات يمكن أن توسع من مخيلتنا.
ولكن إذا لم يوجد جديد مع الذكاء الصناعي يطرح سؤال نفسه " ماذا عن حقوق الملكية؟"
قال ديل كامبو أنه لديه الكثير من الأراء التي قد لا يتفق معه البعض بها في هذا الشأن ففكرة الملكية الفكرية نشأت في القرن الثامن عشر حيث كان واضح للجميع من مخترع كل شئ ولكن في الفترة التي نقبل فيها على عصر الذكاء الصناعي لم يعد بهذا الموضوع، مشيرًا انه عندما ننظر إلى صورة صنعت بواسطت الAI نتسأل من المصمم هنا؟ هل هو الفنان الذي أبتكر فكرة الصورة؟ أم هو المصمم الذي صع المولد؟ هل هو الفنان في المعلومات التي أستخدمها المولد لصناعة المنتج النهائي؟ لذلك يعتقد البروفيسر ما تياس أنه في المستقبل يحب أن نتخلي عن فكرة الملكية الفكرية فنحن نهتم بها كثيرًا لأنها تعد ختمنا البشري على الأشياء.
" المهندسين مهوسسين كثيرً بفكرة ‘العبقري‘ الذي يقوم برسم تصميم العقارات على ظهر منديل, نحن نحتاج كمجتمع أن نلاحظ أن زمن هذه الأفكار قد ولي "
وأضاف ماتياس ديل كامبو أن الذكاء الصناعي قلب طريقة التصميم رأسًا علي عقب فبد أن يبدأ التصميم من الداخل إلى الخارج أصبح الـAI يظهر لنا المنتج النهائي الخارجي الذي سيبهر العميل من ثم ينشأ التحدي أمام المهندس بتطبيقه في أرض الواقع ليطابق الصورة ولكن بسبب كون الصورة التي تولد غير كاملة يمكننا أستخدمها فقط ليكون الشكل مرئي أمام أعيننا وكذلك لنحصل على الإلهام ومن ثم ننقله على لوحة التصميم وفي القريب العاجل سيستطيع الذكاء الصناعي التعرف على الأسس الهندسية ليكون لنا حلول أسهل وأفضل.
ويرى دكتور ديل كامبو أن مستقبل الشكل العقاري يكمن فيما يطمح إليه المهندسون والذي يبدو أنه صناعة شئ معقد وعظيم الشكل بدون أن يكون عليهم صناعته بأنفسهم من الصفر, فمن النظرة الأولى تجد تشابه كبير بينها وبين العقارات التي نراها يوميًا بحياتنا اليومية ولكنها غريبة كفاية لنلقي عليها نظرة إضافية فهذه الآلات قادرة علي وضع صفات رائعة بالمباني لذلك الأمر مثير للأهتمام كثيرًا فعبر ماتياس عن تحمسه الشديد لما ستعرضه لنا تلك المولدات قبل أنتهاء القرن وكيف ستحول شكل المدن التي نعيش بها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.