أموال الله.. قائمة سوداء بالمعتدين على الأوقاف.. وتوجيه رئاسي بسرعة تنفيذ الأحكام
طوال العقود الماضية، كان التعدى على الوقف حالة شائعة وكأنه «مال سايب»، لهذا خرج الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ليعلن فى تصريحات إعلامية قائمة سوداء بالمعتدين على أموال الوقف، مؤكدا أن الدولة والوزارة لن تسمح بأكل مال الأيتام والمستحقين، فمال الوقف -حسب الوزير- بمنزلة مال اليتيم، وأكله بدون حق من الموبقات، وحقه لا يسقط بالتقادم شرعا وقانونا.
تعليمات مشددة بتعويض الهيئة عن أراضى مشروع حياة كريمة بالقيمة السوقية الحالية.
حجم التعديات
وبحسب رئيس هيئة الأوقاف السابق، المهندس سيد محروس، فإن حجم التعديات تزايدت بشكل كبير بعد عام 2011، وبلغت التعديات على الأراضى الزراعية للأوقاف نحو 20 ألفا و50 فدانا وأملاك المبانى 451 ألف متر، كذلك بلغت التعديات على الأرض الفضاء حوالى 926 ألف متر، بنحو 10% من إجمالى أملاك الأوقاف.
أول إجراء
وفى أول إجراء من وزير الأوقاف قرر إعلان قائمة سوداء تضم أسماء الجهات المعتدية على أموال الوقف وعلى رأسها شركة النيل للإنشاءات والاستثمار العقارى، والتى تعدت على 4453 م2 ضمن 109 أثر النبى – مصر القديمة والتابع لوقف الأمير عبد الله جاويش، وصدر حكم المحكمة فى الدعاوى أرقام (4499، 8305، 8489) سنة 2003 / 136 ق بفسخ العقد بين طرفى التداعى، وتسليم الأرض.
وكذلك أولاد إبراهيم إسماعيل بدوى، الذين قاموا بالتعدى على قطعة أرض زراعية (2 ف، 7 ط، 3 س) رقم 1 حوض السنطة نمرة 15 بناحية حلوان البلد حلوان على الكورنيش مباشرة، وصدر حكم المحكمة فى الدعوى رقم (438) لسنة 2018 م العقد بين طرفى التداعى، وتسليم الأرض.
تكليفات عاجل
التعديات السابقة -والكثير مما لم يتم الإعلان عنه بعد- جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يطالب فى اجتماعه الأخير مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ومحمد عبد النبى مساعد وزير الأوقاف لشئون هيئة الأوقاف، بضرورة تضافر جهود كل أجهزة الدولة المعنية لسرعة تنفيذ جميع الأحكام الصادرة لصالح هيئة الأوقاف، وسرعة الفصل فى قضايا الوقف المتداولة حاليًّا فى القضاء.
شدد الرئيس أيضًا على ضرورة المحافظة على أموال الوقف الذى له خصوصية شديدة تستوجب حسن إدارتها وتنميتها، والعمل الدؤوب على التحصيل الدقيق لمستحقات الأوقاف بالقيمة السوقية العادلة صونًا للوقف.
وفى سياق متصل، قال المهندس إبراهيم القصاص، مستشار رئيس المجموعة الوطنية لاستثمار أراضى الأوقاف أن قرار الوزير بإعداد قائمة سوداء سيفيد الهيئة فى التصدى للأشخاص المعتدين على الوقف الخيرى لأن الكل مسئول عن أموال الوقف الذى هو أموال الفقراء والمساكين ومال الله.
ولفت القصاص إلى أن عمليات البحث فى أراضى الأوقاف تأخذ بعض الوقت، وقد يتم بحثها فى السجل العينى والشهر العقارى لاتخاذ القرار الصحيح، لاسيما أن الهيئة استطاعت أن تتخطى كل حواجز الروتين، مشيرا إلى أن الوزير لا يسمح بإصدار أى قرار يخص الوقف إلا من خلال 3 أبحاث، الأول من المنطقة التى يوجد فيها العين محل البحث، وبحث فى الهيئة، وآخر فى الوزارة.
وأكد مستشار رئيس المجموعة الوطنية لاستثمار أراضى الأوقاف أن تقدير العين محل البحث يختلف من محافظة لأخرى، وحينما أصدرت الدولة قرار التقنين استمرت الهيئة فى نفس المسار بنفس التعليمات شأن كل الجهات فى الدولة، لافتا إلى أن انخفاض قيمة الإيرادات مقارنة بإجمالى أملاك الهيئة التى تتجاوز تريليون جنيه بسبب قانون الإسكان والإيجار القديم وعند تعديل القانون سيحدث طفرة فى الإيرادات مشيرًا إلى أن القضايا العالقة بين المواطنين والهيئة الفصل فيها لكلمة القضاء، وعلينا أن نقف للحفاظ على مال الله لأن هناك بعض الأشخاص يطمعون فى مال الوقف.
دواع أمنية
وفى السياق ذاته، أكد مصدر مسئول فى هيئة الأوقاف أن هناك تعليمات مشددة بتعويض الهيئة عن الأراضى التى تم منحها لمشروع حياة كريمة بالقيمة السوقية، وحث وزارة الداخلية على سرعة تنفيذ الأحكام لأن تأخيرها ليس من اختصاص الهيئة إنما مسئولية وزارة الداخلية، لافتا إلى أن هناك دواعي أمنية فى التعامل مع بعض التعديات.
نقلًا عن العدد الورقي…