مستشارة ترسيم حدود تكشف كنزا أثريا جديدا، مدينة النمرود المفقودة في الفيوم
كشفت هايدي فاروق عبدالحميد، كبير المستشارين بمركز القانون والعولمة بجامعة رينمين بالصين وخبيرة ترسيم الحدود، عن مدينة النمرود المصرية الضائعة في الفيوم، والمفقودة منذ آلاف السنين، مؤكدة أن مدينة النمرود مملوءة بالكنوز، والمدينة لها أهمية خاصة، حيث بناها الملك المصري النمرود الذي عاش في أواخر ملك سيدنا سليمان، عليه السلام.
موقع مدينة النمرود المفقودة
وعرضت المستشارة هايدي فاروق الموقع الأثري لمدينة النمرود وموقعه، الذي لم يكتشف بعد من خلال خريطة للموقع بالأقمار الصناعية، حيث كشفت الأقمار الصناعية وجود بقايا من معبد وكنيسة أثرية، وأشكال مطمورة تحت الأرض تؤكد وجود مدينة النمرود، التي تقع في الفيوم.
وبثت هايدي فاروق مقطع فيديو تؤكد فيه وجود المدينة الأثرية المطمورة تحت الأرض، والتي لم يتم الوصول إليها حتى الآن وهي مدينة النمرود الضائعة في الفيوم، حيث قالت في وصفها التاريخي لوجود الملك النمرود المصري: "الملك شيشنق، جد النمرود، عاش في الفترة من 950 إلى 929 قبل الميلاد، تولي الملك وقدم من أهناسيا، المدينة القديمة التي أسسها جده الخامس بولو واوا، وكان كاهن المدينة، ثم ولى ابنه ماوسوتا الكهنوتية، ثم أبنه دبنشي، وبعد ذلك ابنه باثوت، ليأتي بعد ذلك شيشنق الذي تزوج من ابنة زعيمة قبيلة مي، الأميرة محنت سخت."
النمرود عاش في عهد سليمان
وتابعت هايدي قائلة: "ورد لدينا مدينة تسمي دوباستا، وهناك بردية قديمة تتحدث عن شيشنق الرئيس الأعظم لقبيلة "مي"، حيث أنجبت زوجة شيشنق ابنهم النمرود الأول، وجاء ذلك في لوحة حورا باسن، الموجودة في متحف اللوفر في فرنسا."
وقالت "تزوج النمرود الأول من أميرة فرعونية تدعى أناتنتس بح، وأنجبا شيشنق، الذي أنجب النمرود الثاني، الذي توفي في حياة والده ودفن في أهناسيا، وأصبح شيشنق فرعون مصر في هذا الوقت، بصفته وريث والدته الأميرة الفرعونية تنتس بح."
واستطردت هايدي قائلة: "بدأ اللصوص يأتون في موقع دفن النمرود الثاني، فحزن لذلك شيشنق، واضطر لبناء مدينته المعروفة شمال بحيرة قارون في الفيوم، وعند الحديث عن شيشنق والنمرود فإننا نتحدث عن كنوز كبيرة جدًا، وملك عاش في آواخر ملك سيدنا سليمان، عليه السلام."
مدينة النمرود في الفيوم
وأكدت هايدي فاروق أن مدينة النمرود تقع شرق بحيرة قارون، وفقًا لخرائط الحملة الفرنسية، لتشير أن المدينة توجد في منطقة "خشم الكنائس القبلي وبزاوية مستقيمة للأمام، وفقًا لخرائط الأقمار الصناعية الحديثة.
وعن النمرود في العراق فقالت "هناك من يقول أنه عندما وصل حكم الأشوريين لمصر، النمرود بني هذه المدينة، لكن المؤرخين ردوا على ذلك، والأمر محل نقاش، أما نمرود العراق، فيقال إن اسمه الحقيقي نبرود وليس نمرود، ونبرود باللغة الإغريقية، وهناك تشكيك في حقيقة المسمى."
وأوضحت قائلة: "لكن لا شك أن هناك مدينة أثرية بها قطع من الذهب، كانت مماثلة لمدينة النمرود المصرية، ونمرود مصر وارد بقوة في كثير من المواضع، وذلك يؤكده لوحة حور باسنت في متحف اللوفر، ولذا فليس هناك تشكيك في مسمى المدينة، وشيشنق مصري جاء من إهناسيا القديمة."
الأقمار الصناعية تكشف المدينة المفقودة
وكشفت هايدي، باستخدام الأقمار الصناعية، عن أطلال الشواهد الأثرية المردومة في موقع مدينة النمرود في الفيوم، كما كشفت عن بقايا هرم ومعابد في المنطقة، وشقوق حول الموقع، كما ظهر بقايا لكنيسة أثرية بالمدينة، وفي الشرق كشفت عن بقايا جدران المعبد الأثري، وأحد الغرف المفترضة لمدينة النمرود الضائعة، وهو مهجور لا يصل إليه أحد
وقالت هايدي عن المشككين في مدينة النمرود " لكل من تعجب من فيديو النمرود الاخير ارجو توضيح التالي: نبرود العراق اسمه كان بحرف الباء وليس الميم وفقا لرواية الإغريق عنه، وهو الملك النبرود بن كوش بن نوح وهناك خلاف تاريخي بين المؤرخين بشأنه."
كما قالت "هناك من ربطه باسم الملك لوجال باندا- ملك أسطوري مذكور في النصوص التاريخية لارنو بويبيل 1914، والذي كان عرشه في مدينة ماراد.. وهذا الطرح يدعمه ثيودور جاكوبسون عام 1989 الذي كتب حول "لوجال باندا وننسونا."
نمرود مصر ونمرد العراق
وتابعت المستشارة هايدي قائلة: "وهناك رأي آخر وفقا لرونالد هينديل، فإن اسم النمرود هو في الأغلب تحوير لسجلات "نينورتا"، وهو إله رئيسي في ديانات بلاد ما بين النهرين والذي كان له أتباع في عدد من المدن الآشورية الرئيسية مثل كالح وبابل أيضا".
وأكدت وجود مدينة النمرود قائلة: "أما نمرود مصر فإسمه ورد كذلك صراحة في وثائق الحملة الفرنسية وفقا لبرديات تم الاستيلاء عليها في القرن السابع عشر وهو:- النمرود بن شيشنق بن النمرود بن شيشنق الأول بن باثوت بن نبنبشي بن ماواساتو بن بويو واوا كاهن إهناسيا ومؤسسها."
وأضافت "كل ما قيل عن نمرود العراق استنبط من سفر التكوين عن فتوحات الملك الآشوري توكولتي- نينورتا الأول (دالي إت آل.، 1998، p. 67)".
وقالت "لا أتحدث عن أهواء وإنما أسعى للمعلومة من واقع الوثائق الأصلية، التي عاصرت الحقب وليست تلك التي تواترت على ألسنة الناس."
واختتمت حديثها عن المدينة المفقودة قائلة: "أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسير في الأرض وإن ننظر كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلنا، وهذا هو نهجي ورسالتي فلكل أمرىء رسالته، مصر لا ينقصها ولن يزيد من إرثها التاريخي الزاخم أن يكون لديها نمرودا لكنها الحقيقة الموثقة."