قصة صراع الأميرة فتحية والأفندي التي هزت عرش مصر
جميلة الجميلات، رومانسية الأحاسيس مولعة بقصص الحب العذري، تميزت عن شقيقاتها بالتواضع والبساطة في التعامل هي الأميرة الجميلة فتحية صغرى بنات الملك فؤاد الأول والملكة نازلى، وشقيقة الملك فاروق، خرجت الملكة من مصر بصحبة ابنتها الأميرة وهى في التاسعة عشر من العمر إلى سويسرا إثر صدمة عاطفية مع رئيس الديوان لم تتحملها الملكة، ليحدث للتاريخ أهم حدث يغير مجرى حياة الملك السابق فاروق.
في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر1976 رحلت الأميرة فتحية ـ ولدت 17 ديسمبر 1930 ـ شهيدة الطيش والغرام بخمس رصاصات أطلقها عليها زوجها.
وترجع قصة الأميرة البائسة الى طيش الملكة نازلى التي أحبت رئيس الديوان الذى رفض العلاقة معها في الظلام وضرورة الزواج إلا أن ابن الملكة كان ملكا على البلاد ورفض هذا الزواج وكانت النهاية مقتل رئيس الديوان فى حادث سير، وخرجت الملكة من مصر إلى سويسرا مع ابنتيها فايقة وفتحية.
وفى سويسرا تعرفت الملكة بشاب مصري خصصته السفارة المصرية لإدارة شئون الملكة وبناتها، إلا أن طموح الشاب رياض أفندي غالى كان كبيرا، بعد أن سمحت الملكة له باصطحاب ابنتها إلى التريض والاستمتاع بمعالم الطبيعة في سويسرا وقع الحب بينهما لتنتقل الملكة وابنتها والموظف الشاب الى أمريكا.
وعندما نقل السفير المصري في أمريكا لقاءات فتحية وموظف السفارة في أحد المراقص، وأن هناك أخبارا بقرب زواجهما، وأصدر القصر في مصر قرارا بتجريد الأم وابنتها من لقب الإمارة، وقرر مجلس البلاط الملكى التفريق بينهما ومنع الملكة نازلى من التصرف في أموالها وتعيين ناظر على أموالها لإدارتها ووصيا آخر على أموال الأميرة فتحية مع حرمانها من لقب الأميرة وعودتها إلى مصر،
قانون أنباء القصر
تناولت الصحف قصة طيش الملكة وغرام الابنة وطيشها أيضا وحالة البذخ التي يعيشون بها في أمريكا وعلى رأس هذه الصحف مجلة روز اليوسف وكاتبها الأول إحسان عبد القدوس فما كان من فاروق إلا أن أصدر قانون أنباء القصر الذى يحرم تناول أخبار العائلة المالكة في الصحف، والوحيد الذى رفض هذا القانون هو إحسان عبد القدوس.
حاول الملك فاروق عن طريق رئيس وزرائه مصطفى النحاس إثناء ابنتها عن الزواج برياض غالى الموظف البسيط المختلف الديانة عنها دون جدوى، وبالفعل تم الزواج في مايو عام 1950 وأعلن رياض إمام المأذون الباكستانى انه أسلم وتلا الشهادتين ـ لكنه لم يوثق اسلامه بسبب رفض السل، وقضيا شهر العسل في جزر هاواى، وبعدها رزق الزوجان بثلاثة من الأبناء رائد ورفيق ورانيا.
وفى عام 1956 حصل رياض على توكيل عام من الملكة وفتحية للتصرف في الأموال فبدد الأموال وعبث بكل شيء بل طردهما من مقر اقامتهم، ولجأت الملكة وابنتها وأحفادها إلى السيدة عايدة تكلا المصرية المقيمة هناك للإقامة لديها، فتقدمت فتحية عام 1965 إلى المحكمة لتطلب الانفصال الجسدى عنه تمهيدا لطلب الطلاق، وعملت في منازل أصدقائهم وتنظيف بعض المحال التجارية الكبرى في أمريكا واستأجرت شقة متواضعة في لوس انجلوس أقامت فيها مع والدتها وأولادها الثلاثة
نهاية أميرة سابقة
وقررت فتحية العودة إلى مصر بعد رحيل عبد الناصر مع أولادها إلا أن رياض تودد إليها وألح في رجوعها إليه وعند رفضها سارع رياض بإطلاق خمس رصاصات أودت بحياة الأميرة الجميلة وهى في الثامنة والأربعين من عمرها، بينما أطلق على نفسه الرصاصة السادسة لكنها لم تقتله.