رئيس التحرير
عصام كامل

بعد تصريحات الرئيس الصيني، إلى أين وصلت الرياض في مجال الفضاء؟ (صور)

الهيئة السعودية للفضاء،
الهيئة السعودية للفضاء، فيتو

شهدت القمة الصينية السعودية التي تقام في الرياض حدثا غير مألوف بشأن تحضير المملكة لغزو الفضاء، إذ أكد الرئيس الصيني خلال حديثه على حرص بلاده على التعاون مع دول الخليج فى مجالات الحوسبة والاقتصاد الرقمى، وإطلاق سلسلة من مشروعات التعاون فى مجالات الفضاء.

                                                    

وقال الرئيس الصيني: "نرحب بدخول رواد فضاء عرب لمحطة الفضاء الصينية، وسنخلق مسارات جديدة للتعاون اللغوى والثقافى مع دول الخليج"، وبعد حديث شي جين بينج عاد الحديث من جديد عن هيئة الفضاء السعودية وإلي أين وصلت وما الذي حققته خلال الفترة السابقة منذ إعلان تأسيسها.

الهيئة السعودية للفضاء

تم إنشاء الهيئة السعودية للفضاء في 27 ديسمبر 2018، ومن إعلان تأسيسها تم إطلاق "مرحلة البنا" والتي بدأت بتولي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز المسؤولية، ثم أنهت الهيئة في فبراير من عام 2021، جميع مراحل تأسيسها بعد أن أكملت بناءها المؤسسي وعقدت الكثير من الشراكات والاتفاقيات محليا ودوليا على مختلف الأصعدة، ليترك الأمير سلطان المهمة في من نفس العام، ليرأس الهيئة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحه منذ 3 مايو 2021.

 

ويرى مراقبون أن اختيار الأمير سلطان ساعد على اختصار سنوات البناء، فهو شخصية دولية معروفة في مجال الفضاء، ويحتفظ في سجله بالعديد من الألقاب المميزة في هذا المجال، ولكن سيظل اللقب الأشهر، أنه هو أول رائد فضاء مسلم وعربي يسافر إلى محطة الفضاء عام 1985، على متن مكوك الفضاء الأمريكي ديسكفري.

وأنشأ الأمير سلطان خلال ثلاث سنوات ترأس خلالها الهيئة في مرحلة التأسيس، العديد من البرامج، في مقدمتها ريادة الفضاء وبناء الكوادر والاستثمار في قطاع الفضاء، بالتعاون مع وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة.

 

كما استطاع باتصالاته الواسعة في هذا المجال عقد اتفاقيات تعاون بين الهيئة والعديد من وكالات الفضاء الدولية، مؤكدا في أكثر من مناسبة أن الترحيب الدولي من وكالات الفضاء الدولية بالتعاون مع الهيئة، يعكس ثقل المملكة وقدرتها وإمكانياتها.

 

وأثمرت البرامج التي وضعها الأمير سلطان، إبان رئاسته للهيئة، عن مخرجات هامة بدأت تظهر تباعا في عهد خلفه المهندس عبد الله السواحه، ليكون "خير خلف لخير سلف"، ومن هذه المخرجات برنامج ابتعاث الفضاء الذي تتولى الهيئة تنظيمه وإدارته.

 

وتقوم فكرة البرنامج على تأهيل وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات الفضاء وتقنياته لمرحلتي البكالوريوس والماجستير، في أفضل (30) جامعة عالمية، ليتم بعد ذلك توظيف المبتعثين في برنامج الفضاء السعودي

وأطلقت الهيئة أوائل 2021 "هاكاثون الفضاء" على المستوى الوطني لاستقطاب المبتكرين والمطورين وتأهيلهم للمشاركة في تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء.

 

وأثمرت مرحلة التأسيس التي وضعها الأمير سلطان عن شغف شبابي بقطاع الفضاء، ليصل عدد المشاركين في الهاكاثون إلى 1382 مشاركًا مقسمون على 122 فريقًا من 13 مدينة من مختلف أرجاء المملكة، وتأهل منهم 26 فريقا لتحدي ناسا الدولي لتطبيقات الفضاء.

 

أفضل المشاريع المرشحة على مستوى العالم

وحصدت المملكة خلال هذا التحدي عدة مراكز متقدمة منها: الجائزة الأولى عالميا في قائمة أفضل المشاريع المرشحة على مستوى العالم، والأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن قائمة الشرف لأفضل 20 مشروعًا مشاركًا في تحدي ناسا الدولي، والأعلى عالميًا بنسبة مشاركة بلغت 16% من إجمالي المشاركات الدولية المرشحة.

 

وبالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني السعودي، أطلقت الهيئة السعودية للفضاء، برنامج المملكة لرواد الفضاء، والذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية.

ويتضمن البرنامج رحلات طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًا والإسهام في الأبحاث التي تصبّ في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولية مثل الصحة والاستدامة وتكنولوجيا الفضاء.

 

رؤية 2030

ويتضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء، والذي يأتي كحزمة متكاملة تحت مظلة رؤية 2030، إرسال رواد ورائدات فضاء سعوديين إلى الفضاء في مهام لخدمة البشرية، حيث تنطلق أول الرحلات في العام 2023، ويضم أول طاقم رائدة ورائد فضاء سعوديين، لتسجّل المملكة بذلك حدثًا تاريخيًا مهمًا من خلال إرسال أول امرأة سعودية إلى الفضاء.

كما تعتزم المملكة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء خلال الأشهر القادمة، والتي ستقدم عرضًا مفصلًا لجميع برامج الفضاء السعودية وأهدافها التي تسهم في خدمة الإنسانية.

 

ويأتي هذا الحراك في قطاع الفضاء الذي تقوده الهيئة السعودية للفضاء نابعًا من رؤية المملكة 2030 وإدراكها لأهمية قطاع الفضاء وتقنياته، وسعيها لاستمرار التنمية المستدامة بتعزيز الاقتصاد المعرفي ودعم الابتكار، إلى جانب تشجيع المبدعين والطلاب والموهوبين على تطوير مشاريع وابتكارات في مجال الفضاء وتقنياته.

ويعكس ذلك رؤية المملكة ورسالتها بجعل الابتكار وسيلة مستدامة للاستثمار في القدرات البشرية، وتحويلها إلى طاقات إيجابية ذات إنتاجية عالية الجودة، ولها قيمة مضافة في العالم ومستقبل البشرية، خاصة أن العالم يشهد اتجاهًا متزايدًا نحو اقتصاد وعلوم الفضاء وتقنياته.

 

يشار إلي أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أطلقت في وقت سابق 13 قمرًا صناعيًا، وشاركت في مهمة استكشاف القمر شانجي 4 مع الجانب الصيني.

الجريدة الرسمية