بوتين يكشف السر، لماذا تقصف روسيا منشأت الكهرباء والمياه الأوكرانية؟
ظلام دامس وانقطاع مستمر للمياه في عشرات المدن الأوكرانية بسبب القصف الروسي المستمر لمنشأت البنية التحتية الأوكرانية مما تسبب في انقطاع مستمر للتيار الكهربي مما تسبب في أزمة كبيرة للسكان المحليين.
وأطلقت روسيا خلال الفترة الماضية استراتيجية جديدة تقضي بضرب المرافق والبنى التحتية الأوكرانية، فيما نفذت أحدث وابل من الضربات الصاروخية التي استهدفت مرافق الطاقة ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
سر القصف الروسي
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا تضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ردًا على استهداف البنية التحتية الروسية، مشيرًا إلى استهداف جسر القرم، حسب "روسيا اليوم".
كما قال الرئيس الروسي، في الكرملين: "هناك الكثير من اللغط حول هجماتنا على البنية التحتية للطاقة في دولة مجاورة، نعم نفعل ذلك، ولكن من بدأها؟ من الذي ضرب جسر القرم؟ من فجر خطوط الكهرباء في محطة الطاقة النووية في كورسك؟ من الذي يحرم دونيتسك من المياه؟، إن حصار مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، إبادة جماعية، لم يقل أحد عنها كلمة واحدة في أي مكان. صمت مطبق".
500 بلده بلا كهرباء
وذكر النائب الأول لوزير الداخلية، يفجيني ينين، للتلفزيون الأوكراني أن روسيا تواصل مهاجمة البنية التحتية الحيوية للبلاد، مضيفًا أن هناك 507 بلدات في 8 مناطق من البلاد محرومة من التيار الكهربائي.
وأوضح أن "منطقة خاركيف هي الأكثر تضررا و112 من قراها معزولة، بينما في منطقتي دونيتسك وخيرسون هناك أكثر من 90 (قرية) ومنطقة ميكولايف 82 ومنطقة زابوريجيا 76 ولوجانسك 43".
وكانت السلطات الأوكرانية قد دعت المدنيين أمس السبت، مجددا إلى الصمود على الرغم من تدهور الظروف المعيشية.
وقال حاكم منطقة ميكولايف (جنوبا) فيتاليتش كيم على شاشة التلفزيون "يجب أن نصمد" بينما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة في اليوم إلى إغراق ملايين الأوكرانيين في الظلام، والبرد مع انخفاض درجات الحرارة إلى دون الصفر لعدة أيام".
ويثير احتمال توجيه ضربات روسية جديدة لشبكة الطاقة الأوكرانية مخاوف من شتاء معقد خصوصا للسكان المدنيين، ومن موجة جديدة من اللاجئين خارج البلاد.
عجز الكهرباء
وقالت شركة أوكرنيرجو المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية إن العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية زاد بشكل طفيف اعتبارا من الأسبوع الماضي بعد الإغلاق الطارئ للعديد من محطات الطاقة وزيادة الاستهلاك مع حلول فصل الشتاء.
وأضافت الشركة في بيان على فيسبوك وتطبيق المراسلة تيليجرام: "اعتبارا من الساعة 11 صباحا يوم 29 نوفمبر، يوفر منتجو الكهرباء 70 % من استهلاك الكهرباء في أوكرانيا. العجز الحالي في إنتاج الطاقة الكهربائية يبلغ 30 %".
وتابعت "نؤكد أن العجز العام في شبكة توليد الطاقة ناجم عن سبع موجات من الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في البلاد".
وتنفذ روسيا من حين لآخر هجمات صاروخية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ أوائل أكتوبر مع تراكم الأضرار في ظل انخفاض درجات الحرارة. وتسببت الموجة الكبيرة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي في أضرار واسعة النطاق.
وقالت شركة دي.تي.إي.كيه أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا أمس الاثنين إنها ستخفض إمدادات الكهرباء بنسبة 60 %لعملائها في كييف في الوقت الذي تقترب فيه درجات الحرارة من الصفر مئوية.
وطلبت الحكومة من المستهلكين الحفاظ على الطاقة للحيلولة دون اللجوء لمزيد من حالات انقطاع التيار الكهربائي الطارئة ومساعدة فرق العمل على إصلاح الأضرار.
وتقول أوكرانيا إن الهجمات التي تهدف إلى معاناة المدنيين تعتبر جريمة حرب. وتقول موسكو إنها تهاجم أهدافا عسكرية مشروعة.
مولدات ألمانية
من ناحية أخرى قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، إن تكنولوجيا القاطرات يمكن أن تساعد في الإمداد الطارئ بالكهرباء لأوكرانيا.
الثورات الملونة
من ناحية أخرى قال الرئيس الروسي: إن الغرب يريد الحفاظ على هيمنته بأي وسيلة ويلجأ للعقوبات والثورات الملونة ويتعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي.
جاء ذلك خلال تصريحات الرئيس بوتين في كلمة ترحيب بالمشاركين في اجتماع وزراء خارجية ودفاع دول شنغهاي المنعقد في موسكو اليوم الجمعة.
تحويل أوكرانيا إلى مستعمرة
وقال بوتين: تتزايد احتمالات الصراع في العالم بسبب محاولات الغرب الحفاظ على دوره في الهيمنة بأي وسيلة ويلجأ للعقوبات والثورات الملونة ويتعمد مضاعفة الفوضى وتفاقم الوضع الدولي، مؤكدًا أن الغرب حول أوكرانيا إلى مستعمرة ويستخدم الشعب الأوكراني كوقود للمدافع، وككبش ضد روسيا.
وأضاف الرئيس الروسي أن الغرب استغل موارد أوكرانيا لعدة سنوات دون خجل، متهمًا الغرب بأنه شجع الإرهاب في دونباس وشجع الإبادة الجماعية بحق سكان دونباس.
جغرافية توسع الناتو
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية دمرت فعليا بنية الاستقرار الاستراتيجي التي تم بناؤها على مدى عقود، وتعمل بقوة على توسيع جغرافية توسع الناتو.
وقال: العمل المشترك في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة يجعل من الممكن، على أساس الاحترام المتبادل، حل مجموعة واسعة من القضايا بنجاح، مؤكدًأ أن هناك تهديدات في العالم، وهناك تحولات في تطور عالم متعدد الأقطاب، لذلك، يجب أن نعمل معا لتشكيل نظام مرن ومستقر للأمن والتعاون.