توفيق الحكيم يتنبأ بثورة الشباب
لايعلم الكثيرون أن هناك مؤلفا للأديب الكبير توفيق الحكيم بعنوان "ثورة الشباب" تنبأ فيه منذ أكثر من نصف قرن بأن شرارة الثورة ستخرج من الشباب فيقول أديبنا توفيق الحكيم في كتابه "كل ثورة هي دليل حيوية والشباب هو الجزء الحيوى من الجسم، فلا عجب أن يقوم بالثورة الشباب، والثورة مادامت متصلة بالحيوية فلابد أن تكون منشطة لهذه الحيوية ومجددة لها وإلا اتخذت اسما آخر..وهو الهوجة.
والفرق بين الثورة والهوجة هو أن الهوجة تقتلع الصالح والطالح معا، أما الثورة فهى تبقى النافع وتستمد منه القوة وتقضى فقط على البالى المتهافت المعوق للحيوية، الواقف في طريق التجديد والتطور.
لكن الثورة والهوجة تختلطان أحيانا، فالثورة كى تؤكد ذاتها وتثبت أقدامها تلجأ إلى عنف الهوجة لاقتلاع كل ما كان قبلها وتجعل بداية كل خير بدايتها وتاريخ كل شيء تاريخها. ولا يتغير الحال إلا عندما تشعر الثورة بصلابة عودها وتؤمن بأنه قد أصبح لها وجه واضح وشخصية متميزة، عندئذ تنبذ عنها عنصر الهوجة وتعود بكل اطمئنان إلى تاريخ الأمة العام لتضع كل قيمة في مكانها الصحيح وتضع نفسها في الحجم المعقول داخل إطار التسلسل الطبيعى لتطور أمة ناهضة.
وهكذا تنبأ توفيق الحكيم الذي قرأ التاريخ الإنسانى بعمق واستوعب دروس ثورة الشباب بعد حكم ديكتاتورى فاسد لا يتطلع إلا إلى فرض الهيمنة والوصك ديكتاتورى فاسد لا يتطلع إلا إلى فرض الهيمنة والوصاية والسلب على الشعب المصرى.