رئيس التحرير
عصام كامل

الكرة المصرية.. وفوار المونديال

أيام وتنتهى منافسات كأس العالم قطر 2022 والتي تشهد منافسات ساخنة يوميا بشكل يُشعرنا بالقلق والتوتر لاقتراب البطولة من خط النهاية، وهو ما يعني العودة من جديد للتركيز على الجانب المحلي وصراع الصفقات الوهمي وخناقات الأندية واللهث وراء ترند أصحاب الملايين الذين لم يقدموا حتى الآن أى شئ يذكر للكرة المصرية.


الجميع يستغل أحداث المونديال وتفوق المنتخبات العربية والأفريقية للحديث عن الفجوة الزمنية سواء احترافيا أو تنظيميا أو فنيا بين الكرة المصرية وقرينتها فى المغرب والسعودية وغانا والسنغال، ولكنه يبقي مجرد حديث يشبه الفوار الذى سريعا ما يهدأ حيث ستعود الحياة إلى طبيعتها في الشارع الرياضى دون وضع النقاط على الحروف في كيفية الركض للحاق بركب الكرة العالمية التى نتأخر عنها كثيرا.. 

 

وللأسف نقف فقط عند حاجز التأهل إلى أمم أفريقيا أو السعي لاستعادة لقبها الغائب منذ 12 عاما أو حتي مجرد التفكير في كيفية الصعود إلى كأس العالم والبحث عن التمثيل المشرف وسط أزمات الرعاة وبدل المنتخب وصورة محمد صلاح على الطائرة وكيفية استغلاله تجاريا وغيرها من الأمور التى حدثت فى مونديال روسيا 2018.


تألق المنتخب المغربي ونجاحه في الاطاحة بمنتخب أسبانيا بطل كأس العالم 2010 دفعني لتذكر أزمات المنتخب في روسيا 2018 حيث صعدنا وقتها للمونديال وتحقق الحلم ولأنه جاء وفقا لصدفة بحتة بضربة جزاء إلهية أمام الكونغو لم نقدم أى شئ في البطولة وودعنا الدور الأول بثلاث خسائر تاريخية.. 

أبطال أفريقيا

وهو ما يؤكد الفارق الاحترافي والمنهجي في إدارة الكرة بيننا وبين المغرب والسنغال على سبيل المثال بعد أن نجح الثنائي في تخطي مرحلة المجموعات التمثيل المشرف والوصول إلى الأدوار التالية بل إن المغرب أصبحت وسط الكبار بالتأهل إلى ربع النهائي وهو ما يبرهن على الفارق الرهيب بين طموحات الكرة العربية والأفريقية وبين طموحات المسئولين عن الكرة في مصر والذين تتوقف أحلامهم عند الصعود إلى المونديال.


الأمر يحتاج إلى وقفة وليس مجرد التهليل والتأكيد على أننا نسير بخطي ثابتة مع فيتوريا وإتحاد الكرة الحالي لمجرد الفوز على بلجيكا وديا... أزمة الكرة المصرية تحتاج إلى مشرط جراح قلب سوبر يكون قادر على انتشال كرة القدم المصرية من ثباتها العميق واقتيادها إلى مصاف المنتخبات العالمية ولكن لكي يتحقق ذلك علينا التخلص من النعرة الكدابة التى تتمثل في إننا لا نرغب في الاستفادة من الغير.. 

 

الاستفادة من منتخبات تفوقت علينا وأصبحت بعيدة عنا بخطوات.. الأمر يحتاج إلى سفر مسئولي الكرة فى مصر إلى السعودية والمغرب والسنغال فى رحلات "تثقيفية" فى ظاهرها تقديم التهنئة لمسئولي هذه المنتخبات على الطفرة التى قدموها فى قطر 2020 وباطنها الوقوف على كل كبيرة وصغيرة حدثت فى رحلة الإعداد للمونديال من أجل الاستفادة منها.


التعلم من الدول التى تفوقت علينا كرويا لاعيب ولا حرام وطالما نجحت السعودية في الفوز على الأرجنتين وتفوقت تونس على العملاق الفرنسي وأجهضت المغرب أحلام اسبانيا في الفوز باللقب فنحن في حاجة ماسة إلى الذهاب إليهم للإستفادة منهم على أرض الواقع مع العودة وتطبيق خطتهم ممزوجة بالأفكار الاحترافية المصرية حبيسة الأدراج والتى يبقى مرهون تنفيذها بالعلاقات فقط مع المسئولين عن منظومة كرة القدم في مصر.. 

 

المشهد الضبابي الذي تعيشه كرة القدم المصرية لا يحتاج إلى التشدق بأننا أصحاب التاريخ بل يحتاج إلى خلع عباءة "إحنا الفراعنة أبطال أفريقيا 3 مرات متتالية"، بل يحتاج إلى العمل بشكل احترافي قائم على وجود بطولة دوري قوية منتظمة تراعى فيها مصلحة كرة القدم المصرية والمنتخبات الوطنية وليس مصالح الأندية الكبرى.. 

نحتاج مسابقات نجد فيها تحكيم عادل وشفافية في إصدار العقوبات والغرامات.. نحتاج منافسات تحظي بسوق انتقالات احترافي قائم على الجودة مقابل سعر وليس ملايين مهدرة على الأرض فقط لتحقيق أرقام فلكية في الميركاتو كل عام من أجل الحصول على صك الرضا من الجماهير عبر السوشيال ميديا فقط.. فالنفس مازال ينبض في كرة القدم المصرية وهناك أمل كبير لإنعاشه ولكنه في حاجة ماسة إلى الضمير والتخلص من الفهلوة الإدارية.

الجريدة الرسمية