مسؤول: إطلاق سراح صانع القنابل في تفجيرات بالي "يوم صعب" للأستراليين
قال ريتشارد مارليس نائب رئيس الوزراء الأسترالي يوم الخميس، إن قرار إطلاق سراح صانع القنابل عمر باتيك المدان في تفجيرات بالي بإندونيسيا سيكون “يوما صعبا” بالنسبة للأستراليين الذين فقدوا أحبائهم وأقاربهم في هجمات.
وخرج باتيك من سجنه في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء بناء على إطلاق سراح مشروط.
تفجيرات بالي
وحُكم على باتيك بالسجن 20 عاما في 2012 لدوره في تفجيرات استهدفت اثنين من الملاهي الليلية في بالي، مما أسفر عن مقتل 202 شخص، من بينهم 88 أستراليا و38 إندونيسيا.
وقال مارليس لراديو إيه.بي.سي: “أعتقد أن هذا سيكون يوما صعبا جدا على العديد من الأستراليين، بل جميع الأستراليين، لسماع خبر إطلاق سراح عمر باتيك”.
أسر ضحايا تفجيرات بالي
وأضاف: “أفكر الآن على الأخص في أسر الذين قتلوا وجرحوا في تفجيرات بالي”.
وقال مارليس، إن الحكومة الأسترالية قدمت احتجاجات متكررة إلى الحكومة الإندونيسية على الإفراج المبكر عن باتيك، وستستمر في التواصل مع السلطات هناك للتأكد من بقائه تحت المراقبة المستمرة.
واستهدفت التفجيرات التي جاءت بعد عام ونيّف على اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، حانتين كانتا تعجان بالسياح الأجانب، وهي أكثر الاعتداءات دموية في تاريخ إندونيسيا.
ووجهت تهمة التخطيط لتفجيرات بالي إضافة إلى هجمات إرهابية أخرى نفذتها مجموعة تحت إمرته، إلى هذا الإندونيسي البالغ 58 عاما الذي يدعى ”ذو القرنين“ وهو أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية الإندونيسية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال قاضي محكمة جاكرتا الشرقية: إن المتهم ”مذنب بارتكاب أعمال إرهابية ويحكم عليه بالسجن 15 عاما، وإنه ساعد مسلحين وأخفى معلومات بشأن الهجمات وعلاقته بخلية الجماعة الإسلامية“.
عارف سونارسو
و“ذو القرنين“ اسمه عارف سونارسو وفق وثائق المحكمة، وهو على لائحة المطلوبين للسلطات الإندونيسية منذ التفجيرات، وتمكن من تفادي السلطات لنحو عقدين حتى إلقاء القبض عليه في كانون الأول/ديسمبر 2020.
وأوضحت النيابة العامة أن ”ذو القرنين شكّل خلية إرهابية، وأنه عنصر أساسي فيها بسبب خبرته في معسكرات تدريب متطرفة في أفغانستان والفيليبين“.
وطوال المحاكمة، نفى ”ذو القرنين“ ضلوعه في تفجيرَي بالي لكنه أقر بأن المجموعة التي شكّلها هي من نفذتهما، وأكد أمام المحكمة أن منفذي الهجوم لم يخبروه مسبقا به وأنه لم يشارك في التخطيط له، لكن القضاة لم يقتنعوا.
قائد المجموعة
وقال القاضي: ”حقيقة أنه كان قائد المجموعة، ووافق على مخطط في بالي يمكن اعتبارها ضوءا أخضر لهجمات 2002“.
وأشارت المحكمة أيضا لدى إعلان الحكم إلى هجمات أخرى نفذتها خلية ذو القرنين ومنها هجوم 2000 على السفارة الإندونيسية وعدد من التفجيرات التي استهدفت كنائس.
وكُلفت مجموعته التحريض على العنف الإتني والديني في جزيرة سولاويسي وأرخبيل الملوك، حيث قتل آلاف الأشخاص بين 1998 و2002 وفق الشرطة.
وكانت النيابة العامة قد طلبت إنزال عقوبة السجن مدى الحياة في حقه، وأعلنت أنها ستستأنف الحكم، ومثل ذو القرنين أمام المحكمة عبر اتصال بالفيديو التزاما بقواعد الحد من فيروس كورونا، وقال محاميه كامسي إن ”العقوبة خفضت من السجن مدى الحياة إلى السجن 15 عاما لذا وافق موكلي“.
صلات بالقاعدة
كان ”ذو القرنين“ من كبار قياديي الجماعة الإسلامية التي أسسها إندونيسيون في المنفى في ماليزيا في الثمانينيات، ونمت الجماعة لتضم خلايا من كل أنحاء جنوب شرق آسيا، وأقامت صلات مع جماعات إسلامية دولية، وصُنفت على قوائم المجموعات الإرهابية الدولية لدى الكثير من الدول ومن بينها الولايات المتحدة التي فقدت 88 من مواطنيها في تفجيرات بالي.
وبين الجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة ”إيديولوجية مشتركة“ حسب قرار عقوبات فرضها مجلس الأمن الدولي على المجموعة، و“الكثير من أعضاء المنظمتين لديهم خبرة مشتركة في التدريب والقتال في باكستان وأفغانستان خلال أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات“.
برنامج جوائز العدالة
وكان ذو القرنين أحد ”قياديي القاعدة في جنوب شرق آسيا“ و“من بين عدد قليل من الأشخاص في إندونيسيا ممن كانوا على اتصال مباشر“ مع التنظيم، حسب برنامج جوائز العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الذي قدم مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.