المديرة أجبرت طفلا على أكل قيئه.. تفاصيل صادمة في وقائع التعذيب بحضانة الإسكندرية
جاء قرار النيابة العامة بحبس مديرة حضانة خاصة بشارع السلطان حسين وسط الإسكندرية، ليؤكد قيامها بضرب وتعنيف وتعذيب الأطفال الصغار الذين وضعهم أولياء الأمور أمانة في يدها وفي أيدي العاملين بحضانتها، رغم انكار المديرة للوقائع.
وكشف قرار النيابة أن مثل هذه الحضانات غير خاضعة لأي إشراف أو حاصلة على ترخيص من وزارة التضامن وأن حصولها على شهادة من مركز تنمية مهارات من الغرفة التجارية لا يعني حصولها على تراخيص لفتح الحضانة، التي تقع في أهم شوارع الإسكندرية وتحصل على الطفل الواحد ما يقرب من ٤ آلاف جنيه نظير رعايته والاهتمام به، ولكن خالف مسؤولي الحضانة كل هذا بشكل بشع.
ونستعرض في السطور التالية الواقعة منذ بدايتها والتي تابعتها فيتو على مدار الأيام الماضية.
بداية معرفة أولياء الأمور بتعذيب أطفالهم
التقت سارة هاني، إدارية بالحضانة، مع جدة طفل تم ضربه ضربا مبرحا على يد المديرة سارة.ذ، في أحد التجمعات العائلية وكانت تشتكي بأن حفيدها دائم البكاء مع عدم الرغبة في الذهاب للحضانة، وكانت قد رأته الإدارية وهو يتم تعنيفه وضربه ضربا شديدا.
وجرى اتصال بين الإدارية، و ولية أمر الطفلة كاميليا والتي كانت تبلغ عامان ونصف، وأكدت لها أنه تم تعنيف طفلتها وضربها ووصل الأمر إلى تعذيب الصغيرة التي لا تستطيع النطق او الدفاع عن نفسها، ثم مواجهة المديرة بما تفعله.
الإدارية السابقة تكشف وقائع التعذيب
وقالت سارة هاني، إنها كانت تعمل بالحضانة بشارع فؤاد علي مدار عام بشكل متقطع لكونها طالبة بجامعة الإسكندرية، وتقوم بتعليم الأطفال الأكبر سنا اللغة الإنجليزية والتعامل مع الأطفال في حدود معينة.
وأضافت أنها عادت مرة أخرى للعمل في الحضانة في شهر أكتوبر الماضي ولكن هذه المرة ليس لتعليم الإنجليزية ولكن كإدارية للتعامل مع أولياء الأمور من خلال أبلكيشن على الإنترنت، ولاحظت وجود شكاوى من أولياء الأمور من بكاء أطفالهم المستمر.
ولفتت إلى أن مديرة الحضانة لم تكن تسمح لها بالتعامل مع الأطفال ولو صادف وتواجدت هي أو أحد أولياء الأمور بالقرب من الأطفال كانت تقوم بمحاولات إخفاء أي أمر يخص الأطفال وبكائهم، وتعمل على تهدئة الطفل خاصة أن كان ولي أمره قد حضر لاستلامه.
وأكدت أنها اكتشفت وقائع تعنيف وضرب الأطفال من خلال ملاحظة ما كانت تقوم به المسئولة عن الحضانه وشكاوى أولياء الأمور، ورأت ضربها للأطفال في أماكن بعيدة عن الكاميرات، ووصل الأمر للمنع عن الطعام رغم وضعه أمام الطفل وقيامها بأمر مشين بأنها أجبرت طفل على اكل القئ الخاص به.
وأضافت أنها التقت بجدة أحد الأطفال التي كانت تشتكي من أن حفيدتها دائمة البكاء وتأتي من الحضانة في حالة سيئة وصادف أنها رأت المعاملة السيئة لها، وقررت أن تخطر أولياء الأمور بما يحدث بعد تسجيل ما حدث للطفلة كاميليا من تعذيب وتعنيف، وتحرك أولياء الأمور عقب هذا، وواجهت هي وأولياء الأمور المديرة سارة.ذ وأشارت إلى أنها لم تنكر في بادئ الأمر الوقائع ثم بعد ذلك بدأت في تهديد الإدارية وأولياء الأمور بنفوذ عائلتها.
ولية أمر تتحدث
وأكدت سارة هاشم ولي أمر الطفلة كاميليا، والتي تبلغ من العمر عامان ونصف، أنها فوجئت الخميس الماضي باتصال هاتفي ورسالة من معلمة وإدارية سابقة في الحضانة، تؤكد تعرض ابنتها للضرب على يد المديرة، فضلا عن سوء تعامل العاملين مع الأطفال، مؤكدة أنها عندما استمعت للمقطع الصوتي تعرفت على صوت ابنتها ونبرات صرخاتها.
وأكدت الأم أن ابنتها منذ دخولها للحضانة كانت تتعرض لنوبات بكاء مستمرة، وهو ما حدث مع عدد كبير من الأطفال، حيث أعرب أولياء أمورهم أنهم يعانون نفسيا على مدار الفترة الماضية ولا يعرف أحد منهم أسباب هذا التأثر النفسي، ولم يخطر في أذهانهم أن يكون سوء المعاملة الذي يتعرضون له في الحضانة سبب فيه، خاصة وأنها من أشهر الحضانات على مستوى الإسكندرية ومصاريفها الشهرية كبيرة.
بلاغ أولياء الامور والهاشتاج
وأوضحت سارة، أنهم قاموا بتقديم بلاغات تحت رقم 10515 /2022 قسم شرطة باب شرق، ثم بدأت النيابة في الاستماع لأقوال أولياء الأمور وشاهدتهم حول الواقعة وكيفية معرفتهم بها مع استدعاء مسئول الحضانة والعاملين فيها، وكشفت التحقيقات معرفة ما تم من تعذيب لأبنائهم من مدرسة سابقة تركت الحضانة وقامت بإخطار إحدى أولياء الأمور بتلك الوقائع وأرسلت تسجيلات لتعنيف وضرب الأطفال الصغار بشكل هستيري.
وأطلق عدد من أولياء أمور الأطفال هاشتاج لغلق الحضانة ومعاقبة المسئولين فيها بشكل قانوني وفضح تجاوزاتهم بالتزامن مع التحقيقات التي تجريها النيابة ونشر عدد من الصور والتسجيلات التي تدل على ضرب وتعذيب أبنائهم، لتنفجر القضية على نطاق واسع وتصبح قضية رأي عام ، وبتدخل أعضاء مجلس النواب قدموا طلبات احاطة في هذا الشأن.
التضامن تتهرب والغرفة تتنصل
علي الجانب الآخر أكدت مديرية التضامن الاجتماعي في الإسكندرية أن الحضانة لا تتبعها ولم تحصل على ترخيص منها، ولكنها تتبع الغرفة التجارية ونتابع الأمر على قرب.
وأوضح أحد مسؤولي الغرفة التجارية بالإسكندرية، أنهم يستخرجون شهادة لمراكز تنمية المهارات لأجل الحصول على السجل التجاري بناء على مخاطبة الضرائب والشهادة ليست ترخيص هي شهادة فقط لأجل السجل التجاري والضرائب وهم ليسوا جهة ترخيص أو تفتيش وعلى الجهات المختصة متابعة عملها.
حبس مديرة الحضانة ومفاجآت التحقيقات
وأجرى فريق من النيابة العامة معاينات للحضانة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع السلطان حسين، وشارع فؤاد، وقاموا بتشميعها والتحفظ على كاميرات المراقبة بها.
وأمرت النيابة العامة بحبس مديرة حضانة خاصة بالإسكندرية أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامها بالاعتداء على أطفال بها ضربًا، وتعريض حياتهم للخطر، وإدارتها الحضانة قبل الحصول على ترخيص بذلك، وكشفت التحقيقات أن الحضانة باسم شقيقة المديرة المفترية وتدعى غادة.
وكانت النيابة العامة قد استمعت لشهادة أربعة من ولاة أمور الأطفال بالحضانة، والذين أكدوا ديمومة تعدي مديرتها على بنيهم ضربًا وصفعًا، مما أحدث بهم إصابات، وأنهم وثَّقوا شهادات أطفالهم بالتعدي عليهم وما بهم من إصابات في صور فوتوغرافية ومقاطع مرئية تبادلوها فيما بينهم، واطَّلعت عليها النيابة العامة.
كما استمعت النيابة العامة لأقوال معلمتين وعاملة بالحضانة، أكدن تَكرار تعدي مديرتها على الأطفال، وأن إحداهن سجلت مقطعًا صوتيًّا يوثق إحدى وقائع التعدي قدمته لولاة أمر الطفل المُعتدَى عليه، ورصدت تداوله إدارة البيان بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وشهدت سيدة مقيمة جوار الحضانة بسبق سماعها أصوات صراخ واستغاثة الأطفال داخل الحضانة وتعنيفهم من مديرتها.
وتلقت النيابة العامة إفادةً من مديرية التضامن بالإسكندرية بعدم صدور ترخيص للحضانة، وسبق تقديم شكوى ضدها عام ٢٠٢٠م عن واقعة مماثلة، كما أفادت الغرفة التجارية المختصة بمخالفة الحضانة لشروط السجل التجاري الصادر لها؛ لاستقبالها أطفالًا أقل من 4 سنوات، بالمخالفة لطبيعة نشاطها الصادر بتنمية مهارات الأطفال المتجاوزين لهذه السن.
وكانت قد انتدبت النيابة العامة خبيرًا من المجلس القومي للطفولة والأمومة لفحص الواقعة محل التحقيق، والذي أكد تعرض الأطفال لأذى بدني ونفسي من مديرة الحضانة، مما خلَّفَ لديهم آثارًا نفسية سلبية.
وباستجواب النيابة العامة مديرة الحضانة أنكرت ما نُسب إليها من اتهام، وتبيَّن من حاصل أقوالها عدم حصولها على أي شهادات في مجال التربية أو تنمية مهارات الأطفال، واكتفاؤها باطلاعها على تدريبات في هذا المجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه أمرت النيابة العامة بحبسها احتياطيًّا، وجارٍ استكمال التحقيقات.