اعتذار لا يمحو الخطيئة
أثبت المصريون أنهم الدرع الواقي وحائط الصد المنيع ضد كل من ينتقص من قدر مصر وينكر فضلها على كثير من الدول وشعوبها، صحيح أن الزمن جار علينا وتراجعنا نتيجة سوء الإدارة والفساد المستشري، لكن تظل حضارة مصر الأهم في العالم، وتبقى الريادة في جميع المجالات محسومة لبلدنا صاحبة الفضل على الجميع.
لم يرض الشعب المصري الأصيل الغيور على بلده بتكرار جحود ونكران بعض أهل الفن بمجالاته لفضل بلدنا التي جعلتهم نجوما لامعة ووفرت لهم دعما وفرصا ربما أكثر مما وفرت لأبنائها، في وقت لم تمنحهم بلدانهم فرصة تستحق الذكر أو التوقف عندها، ومع ذلك هرولوا لمن يلوح بالمال وأغدقوا عليه بالنفاق والتملق وانه صاحب الفضل وصانع التاريخ، وهو في الحقيقة حديث العهد بالفنون ومازال يحبو في المجال!!
خطيئة أصالة
تعددت حالات الجحود تجاه مصر، خصوصا من بعض الفنانات العربيات، لكن كانت السورية أصالة نصري النموذج الفج والأكثر نفاقًا وتملقًا في حفلها بالرياض، إذ اعتبرت أن "الفضل في تكوين تاريخي الفني كله يرجع إلى السعودية فقط، التي سأظل مدينة لها طوال العمر، لأنها احتضنتني ودعمتني حتى أصبحت ما أنا عليه!".
أصالة تدين بالفضل في تاريخها للسعودية، وهي تغني بمصاحبة فرقة موسيقية مصرية 100%، وتقيم في مصر منذ أكثر من 30 سنة، ونحو 99% من أغنياتها مصرية الكلمة واللحن والتسجيل وكل شئ، أما أغنياتها الخليجية فلا تزيد على 1% مما غنت في تاريخها..
وإذا جئنا إلى أغنياتها السورية فلن نجد أغنية واحدة معروفة، اللهم إلا غنائها لقادة بلدها خصوصا بشار الأسد، قبل أن تنقلب عليه وتدعم المحتجين والمليشيات والمرتزقة، الذين دمروا سورية بحرب أهلية دامت 10 سنوات، ونتيجة لإنقلاب أصالة على بلدها وقادتها، الذين أرسلوها للعلاج في روسيا مرات عدة حتى تتمكن من المشي، تقرر منعها من دخول الشام وعدم بث أغنياتها.
ما قالته أصالة في حفلها بالرياض، دفع الشعب المصري لجعلها عبرة لكل جاحد وناكر للفضل، وبعد أيام عدة ظلت خلالها سيرتها ودفاترها القديمة ترند منصات الميديا، اضطرت مرغمة إلى الاعتذار علنًا على الهواء مباشرة في برنامج حكايته حكاية وأصبح منصة لتبييض صفحة فنانات تعمدن الإساءة إلى مصر في مواقف عدة، وتبرير تصرفاتهن لهدف لا يخفى عن الجميع، وهو كال في الوقت ذاته الاتهامات والانتقادات للوزير اللبناني السابق جورج قرداحي، لأنه انتقد السعودية في أحد البرامج، مذكرًا بأن الإعلام السعودي صاحب الفضل على قرداحي ولولاه ما حقق الشهرة التي يحظى بها.
اعتذار أصالة
نأتي إلى اعتذار أصالة، التي اضطرت له لكي توقف سيل هجوم المصريين عليها ونبش تاريخها منذ مجيئها إلى مصر قبل أكثر من 30 سنة، والهيئة التي كانت عليها ثم ما أصبحت عليه بفضل دعم مصر وفناني مصر وجمهور مصر.
اعتذار أصالة، العلني لا يمكن أن يمحو خطيئتها في حق بلدنا، خصوصا الطريقة التي تحدثت بها واستخدامها تشبيهات في غير مواضعها يمكن تأويلها بشكل ينسف الاعتذار من أساسه.
سأتوقف عند نقطتين فقط من اعتذار أصالة، حيث اعتبرت ان كلمتها "فُهمت خطأ، وإن مصر بالنسبة لي مثل بنتي شام، ومكانة مصر في قلبي مش محل نقاش"، والحقيقة إن كلمة الفنانة واضحة ومحددة وموجهة لا لبس فيها ولا مجال لفهم مفرداتها خطأ، أما إنها تختصر قدر مصر وقيمتها وحضارتها واحتضانها شعوب العالم، بأنها مثل ابنتها شام، فهذه إساءة لا تغتفر ويجب ألا تمر بلا حساب!!.
النقطة الثانية، ردت أصالة، على أنها نشأت فنيًا في السعودية وحققت تاريخها بفضلها: "كنت حاسة بروحي بشكل كبير في الحفلة، وأنا عاطفية وأحب التعبير بالكلام والفعل، وأنا تعلمت الامتنان من المصريين، وبعتبره من أول القيم الموجودة في مصر، وما عملت شيء غير أني عبرت عن امتناني للسعودية"، معنى هذا أن أصالة مصرة على ما قالته في الحفل ولا مشكلة لديها في الجحود ونكران فضل مصر عليها، لأن ما يهمها هو التعبير عن امتنانها للسعودية، لكن عليها أن تعي أن المصري الذي نشأ على الشكر والامتنان لا ينافق ولا يتملق ولا يستجدي المال ولا ينكر الفضل.
لن أذكر رأي عشرات من فناني وفنانات سورية في مواطنتهم أصالة، ولن أتطرق إلى ما جاء بشأن شخصيتها ومواقفها في عشرات البرامج العربية الشهيرة، وأتوقف فقط عند رأي الموسيقار زياد الرحباني في صوتها، إذ رفض التلحين لها لأن "صوتها حاد كتير وبتصرخ دايما في الغناء"..
أما صديقتها الإماراتية أحلام الشامسي، فاختصرت الأمر كله واستنكرت في برنامج معروف أن أصالة تغني خليجي، وقالت: “اليوم أصالة تغني خليجي وأنا نفسي أسمعها مرة واحدة تغني سوري، الإنسان اللي ما فيه خير لمكانه ما فيه خير لمكان ثاني، ورغم كل ما يحدث تظل ميادة الحناوي مطربة سورية الأولى بلا منافس، مطربة الأجيال كلها واللي رايحين وجايين”.