يحدث في محطة "سخا" الأقدم بالشرق الأوسط وأفريقيا، 600 باحث يسابقون الزمن لاستنباط محاصيل جديدة تواكب التغيرات المناخية
تساهم بالنسبة الأكبر فى تطوير المحاصيل الزراعية فى مصر، بل ويسابق باحثيها الزمن للعمل على استنباط أصناف جديدة للحاصلات الاستراتيجية تتماشى مع التغيرات المناخية مثل ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر وغيره، إنها "محطة البحوث الزراعية بسخا"، الأقدم فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا كلها، تقع على مساحة 1200 فدان، بدأ العمل بها فى العام 1960، وتضم المحطة انشطة 80 قسم بحثى وعدد الباحثين بها مايقارب ال 600 باحث، يعملون على استنباط اصناف وهجن للمحاصيل شريطة ان تكون عالية الانتاح، موفرة للمياه، متحملة للاجهادات البيئية وذات جودة عالية.
استنباط سلالات جديدة للفول البلدي..
يقول الدكتور محمد عطوه جمال الدين خليل، مدير محطة البحوث الزراعية بسخا، ورئيس بحوث بقسم الذرة الشامية، إنه تم استنباط سلالات جديدة لكافة المحاصيل وخاصة المحاصيل الاستراتيجية مثل الأرز والقمح والذرة والفول البلدي وفول الصويا، فمثلا الفول البلدي تم استنباط ثلاثة سلالات "تحت التسجيل" خالية من المواد التي تسبب انيميا الفول، ويمثل صنف سخا 5 أحدث إصدارات الفول البلدي والذي يتواجد في حقول المزارعين هذا العام ويتم حصاده في شهر أبريل وتوزبعه في الأسواق للمستهلكين.
وتابع مدير محطة البحوث الزراعية بسخا، ان وزارة الزراعة الان تقوم بمتابعة الحملات القومية الخاصة بمحاصيل الحبوب الرئيسية، وخاصة القمح والذرة الشامية والارز، ويتم ايضا الاستعانة ببعض الخبراء المصريين لمساعدة الأفارقة في زراعة محاصيل الحبوب وتدريبهم علي زراعة الهجن الجديدة المميزة لتوفير احتياجاتهم، وكذلك تقوم وزارة الزراعة بتوفير الامكانات اللازمة الباحثين لإنتاج تقاوي واستنباط سلالات جديدة، وهو مايعود بالنفع علي المزارع ودعمه في سعر التقاوي مقارنة بالشركات التجارية، ويمكن للمزارع الرجوع الحملات القومية للمحاصيل الزراعية التي تعمل بالمحافظات لتدريب المرشدين والمزارعين علي الممارسات الفنية الخاصة بكافة المحاصيل وخاصة الاستراتيجية منها.
استنباط هجن جديدة للذرة الشامية..
ويضيف الدكتور إبراهيم عبد النبي الجزار رئيس الفريق البحثي للذرة الشامية بمحطة البحوث الزراعية بسخا، إنه نظرا للأهمية الاقتصادية لمحصول الذرة حيث اننا نستهلك سنويا مايقارب من 16 الى 17مليون طن سنويا، ننتج منه داخل مصر مايقارب من 8 الى 9 مليون طن، وكلما زاد جهد باحثين استنباط هجن جديدة للذرة الشامية كلما زادت الإنتاجية، لذا كان لابد من استنباط هجن فردية او ثلاثية بيضاء أو صفراء او حمراء جديدة تمتاز بالمحصول العالي ومقاومة للتغيرات المناخية مثل ندرة المياه وتحمل الجفاف والملوحة وارتفاع درجات الحرارة ومقاومة الآفات والحشرات، ولعل أبرز الهجن المتفوق ة التي تم استنباطها بقسم بحوث الذرة الشامية التابع لمعهد المحاصيل الحقلية بسخا، " هجن فردي بيضاء 10 و128 و130 و131 و132، ويتحمل الهجين الفردي 130 نسبة الملوحة العالية بالتربة وبقية الهجن الاخري يمتازون بارتفاع المحصول والمقاومة في ارتفاع درجات الحرارة، ويوجد هجن فردية صفراء مثل هجين فردى 162 و168 و173 و176 و180، اما الهجن الثلاثية فيوجد صفراء مثل هجين ثلاثى 360 و368 و369 و370 وهجن ثلاثية بيضاء مثل 321 و324
ويتابع، رئيس الفريق البحثى لمحصول الذرة:" نتيجة للاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المؤثرة علي كمية المياه المستخدمة، تتحمل تلك الهجن قلة المياه، اما الهجن 173 و176 يمتازوا بالمحصول العالي والتبكير في الحصاد وهو ما يجعلنا نتغلب علي مشكلة المياه، وبالفعل تم عمل حقول إرشادية وتعليمية لزراعتها عند المزارعين، بينما توجد العديد من منافذ التوزيع لتقاوي مثل المراكز الإرشادية والجمعيات الزراعية والادارة المركزية لإنتاج التقاوي، وقسم بحوث الذرة الشامية بمحطة بحوث سخا، وتقاوي الذرة لايوجد فيها سوق سوداء، علما ان زراعة الذرة الشامية بالهجن الجديدة رفع الإنتاجية من 4 طن ل 5 طن للفدان الواحد.
اما بالنسبة للأغراض الخاصة، إنتاج ذرة الفشار كان يتم استيراده بمايقارب ال 70 طن سنويا، ولتوفير العملة الصعبة كان دورنا أيضا إنتاج هجن جديدة لذرة الفشار سواء فردية او ثلاثية جديدة بواقع إنتاجية 2 طن للفدان الواحد، وحاليا علي وشك الانتهاء من مراحل التسجيل النهائية لهذا الصنف وستكون متاحة للمزارع ومربحة له جدا، وفترة زراعته لا تستغرق 3 شهور، وكذلك إنتاج سلالات جديدة للذرة السكرية وتم تسجيل الهجن وهم " master sweet" وsuper sweet، أيضا تم استنباط نوعية جديدة للذرة لونها" أحمر " تمتاز بالجودة ويستخدم في التغذية الداجنة والثروة الحيوانية، ويعمل علي زيادة لون صفار البيض وزيادة البروتينات في اللحوم، أيضا تم إنتاج هجن جديدة ثنائية الغرض ويشمل محصول حبوب وسيلاج، لتغذية الحيوانات وإنتاج محصول الحبوب ويوفر في إنتاج السيلاج من 25 الي 30 طن للفدان، نظرا لإرتفاع سعر التقاوي المستوردة عالميا أثرت على سعر الحبوب وخاصة محصول الذرة الشامية، وهو ماحدث في أمريكا التي استخدمت نظام التربية لتكثيف وبالتبعية يزيد المحصول، ونحن في مصر نعمل ببرامج قائمة لإنتاج هجن جديدة للاستفادة منها في زيادة المحصول ومواجهة كافة التغيرات المحيطة وايضا الارتفاع الشديد في سعر التقاوي.