حفظ القرآن وقرأ ألف كتاب.. 114 عامًا على ميلاد الشاعر كامل الشناوي
وصفوه بأنه شاعر " فلتة" وانسان استثنائى، رقيق الإحساس رغم ضخامة جسمه، اختلطت دموعه بكلماته فنظم أروع القصائد في الحب، بل اكثرها مأساوية، انه المبدع المتعدد المواهب كامل الشناوى الذى نضئ له اليوم الشمعة الـ 114، حيث ولد في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر 1908 في نوسا البحر التابعة لمركز أجا في محافظة الدقهلية.
ولد كامل الشناوي عقب وفاة الزعيم مصطفى كامل فأصر والده أن يسميه باسمه " كامل" وبالرغم من أنه الشاعر الرومانسى والصحفى الرقيق إلا أنه نشأ في بيئة دينية، فأبوه هو رئيس المحكمة الشرعية العليا، وعمه الشيخ محمد مأمون كان شيخا للإسلام.
ازهرى بالعمامة
التحق بالكتاب وحفظ القرآن ومنه انتقل إلى الأزهر ولبس العمامة والقفطان، عشق القراءة وتردد على دار الكتب وعاش مع مجموعات الصحف والمجلات القديمة كالبيان وكوكب الشرق والمقتطف والأهرام والمؤيد ومصباح الشرق كما قرأ الإلياذة لهوميروس مترجمة بقلم البستانى الكبير.
يقول كامل الشناوي عن بداياته: خيل الى انى اديب وانا طالب وقد حفظت القرآن، لكنى وجدت أن هناك شيئا ينقصني خلعت القفطان والعمة واتجهت لدراسة الفلسفة، فدرست التاريخ القديم والحديث وتسنى لي أن أقرأ الف قصة وكتاب وديوان شعر مترجمة عن الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والروسية والألمانية، تعلمت البيان والمنطق وتعمقت في الفلسفة الإسلامية وتتبعت النهضة الفكرية في أوروبا، واغرمت بالموسيقى والرسم والنحت والتمثيل وقرأت التوراة والانجيل ودرست التاريخ السياسى لدول الشرق والغرب.
بدأ حياته الصحفية مصححًا في مجلة "كوكب الشرق" عام 1930 وكان مدير تحريرها الدكتور طه حسين الذي أعجب بأسلوبه ونقله محررا في مكتبه، ثم انتقل مع الدكتور طه حسين للعمل في مجلة "الوادي"ومنها انتقل إلى دار روز اليوسف عام 1935، وعهد إليه العقاد بمراجعة ما قاله وتصحيحه إيمانا به.
لقب البكوية
عمل محررا في جريدة الأهرام عام 1935، وكتب أيضا في مجلات آخر ساعة والاثنين والمصور، حتى رأس تحرير مجلة "آخر ساعة" عام 1943، ثم انتقل عضوا بمجلس النواب عام 1945، ومنه إلى أخبار اليوم وانتقل منها إلى الجريدة المسائية التي صدرت عام 1949،وفى عام 1951 ونتيجة لإعجاب الملك السابق فاروق بكتاباته منحه لقب البكوية ليصبح كامل بك الشناوى، وبعد الثورة عمل الشناوي رئيسا لقسم الاخبار بجريدة الأهرام، فرئيسا لتحرير جريدة الجمهورية.
إلى جانب كتاباته الصحفية في معظم الصحف والمجلات وضع الشناوي الكثير من القصائد الشعرية التي تحول أغلبها إلى أغنيات وهي تعبر عن حياته والأمة منها لا تكذبي، لست قلبي، حبيبها، حياتي عذاب وغيرها.
وكما قال عنه الكاتب رجاء النقاش:تولدت لدى الشاعر كامل الشناوى عقدة البدانة وضخامة الجسم منذ طفولته فكان لها أبعد الأثر في ولادة مواهبه في الدعابة والسخرية وصنع المقالب كأسلحة للدفاع عن النفس، فكره كل ما هو ضخم حتى أنه عندما اختار محبوبته اختارها من طراز الترانزستور.
الصحفى الشاعر
يقول كامل الشناوى: اننى افضل ان أكون شاعرا قبل أن أكون صحفيا لكنى أصبحت شاعرا في صحيفتي، دخلت عالم الصحافة من باب الشعر، وأفضل أن أكون لحنا في الحياة ولا يشغلنى بعد ذلك ان يسجل اللحن في نوتة يعاد عزفها .
ورغم تلك الرحلة الطويلة والمشوار الصحفى والشعرى للراحل كامل الشناوي الذي رحل عام 1965، وبالرغم من إشعاره وكلماته التي مازالت ترن في الآذان إلا أنه كان يقول عن نفسه: أنا لحن ناقص لم يكتمل".