استمرار الصدامات في تسالونيكي اليونانية بين الشرطة وغجر الروما
شهدت مدينة تسالونيكي في شمال اليونان، مساء أمس الإثنين، صدامات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجّون على إصابة فتى من غجر الروما يبلغ من العمر 16 عامًا برصاص شرطي أطلق النار عليه لتوقيفه بعدما حاول، أثناء فراره على متن سيارة، دهس شرطيين درّاجين.
ونصب المحتجون حواجز مرورية أضرموا فيها النيران ورموا زجاجات حارقة باتجاه قوات مكافحة الشغب التي ردّت عليهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
كما حطّم المحتجّون واجهات متاجر في وسط تسالونيكي، ثاني كبرى مدن اليونان.
أعمال العنف
وسبقت هذه الجولة الليلية من أعمال العنف جولة أولى نهارية دارت بين الطرفين أمام المستشفى حيث خضع الشاب لعملية جراحية.
واندلعت المواجهات حين تجمّع أمام المستشفى عشرات من غجر الروما راحوا يرشقون بالحجارة قوات مكافحة الشغب التي ردّت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
ونُقل الفتى إلى المستشفى بعد أن أطلق شرطي النار عليه قرابة الساعة الأولى من فجر، أمس الإثنين (23:00 ت ج) في ختام مطاردة ليلية.
وقالت الشرطة في بيان إنّها تلقّت اتصالًا من محطة وقود يشكو صاحب البلاغ فيه من أنّ الفتى هرب من دون أن يدفع قيمة فاتورته البالغة 20 يورو.
وأضاف البيان أنّ عناصر الشرطة حاولوا توقيف سائق السيارة المبلّغ عنها، لكن “السائق راح يقوم بمناورات خطيرة” و”حاول صدم الشرطيين الدرّاجين” الذين كانوا يطاردونه.
ولفت البيان إلى أنّه “نظرًا إلى هذا الخطر المباشر، استخدم الشرطيون سلاحًا ناريًا (أطلقوا رصاصتين) في محاولة لشلّ حركة السيارة، مما أدّى إلى فقدان السائق السيطرة عليها واصطدامه بجدار وقد نُقل إلى المستشفى مصابًا بجروح خطرة”.
لكنّ المحامي ثيوفيلوس أليكسوبولوس وكيل عائلة الفتى قال للصحفيين إنّ ما جرى هو اعتداء “بدم بارد من قبل الشرطة. الطفل لم يقم بأيّ عمل يبرّر مثل هذا التصرّف من قبل عناصر الشرطة”.
وبحسب الشرطة فإنّ العنصر الذي أطلق النار على الفتى أوقف وسيمثل أمام النيابة العامة، صباح اليوم الثلاثاء.
وقالت الشرطة إن الضابط أطلق رصاصتين في محاولة لمنع المشتبه به من الفرار.
قبل ذلك الاحتجاج نصب حوالي مئة رجل من الغجر حواجز، وأغلقوا طريقا رئيسيا خارج المستشفى الذي يعالج فيه الصبي، وأضرموا النار في صناديق قمامة.
قنابل الصوت والغاز
واستخدمت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ألقوا الزجاجات عليهم خارج المستشفى.
كما شارك عدة مئات في مسيرة احتجاجية سلمية وسط أثينا احتجاجا على إطلاق النار على مراهق بالإضافة إلى حادثة سابقة قتل فيها رجل من الغجر أثناء مطاردة للشرطة. ورفع المتظاهرون في العاصمة اليونانية لافتة كتب عليها "أطلقوا النار عليهم لأنهم من الغجر".
التمييز ضد الغجر
كثيرا ما يتهم الغجر في اليونان ونشطاء حقوق الإنسان السلطات اليونانية بالتمييز ضد الغجر.
وقتل العديد منهم بالرصاص أو أصيبوا بجروح في السنوات الأخيرة خلال مواجهات مع الشرطة في مزاعم بأنهم كانوا يحاولون التهرب من الاعتقال بعد انتهاكات للقانون.
ولم يعلن اسم الصبي المصاب ولكن أقاربه قالوا إنه ينتمي إلى الغجر، وقالت الشرطة إن الضابط البالغ من العمر 34 عاما الذي اعتقل للاشتباه في إطلاقه النار على الشاب أوقف عن العمل، ويجري تحقيق داخلي معه.