ربيت عيالي منها ونفسي أحج، قصة كفاح الحاج محمد في صناعة حصير الجبن بالفيديو
في ورشته البسيطة داخل منزله، يعمل الحاج محمد أبو عمرة صاحب الـ77 عامًا طيلة حياته في مهنة أوشكت على الاندثار وهي صناعة حصير الجبن.
يعمل الحاج محمد في هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما في مدينة أبو حمص بالبحيرة.
ويستخدم هذا الحصير في عمل الجبن القريش المنتشر بشكل كبير في القرى الريفية بمحافظة البحيرة، وكان لقرية النخلة البحرية النصيب الأكبر في هذه المهنة، فاخذت عائلة ابو عمرة بأكملها منذ سنوات عديدة هذه الحرفة دربًا لها.
ويقول أبو عمرة أنه ورث المهنة عن والده وجده اللذين كرسا حياتهما لإنتاج حصير الجبن وبيعها بالأسواق المجاورة، فأصبحت عشقه وحياته ومصدر رزقه، ويبدأ يومه منذ التاسعة صباحًا وحتي المغرب وهو يبدع بأنامله علي قطعة خشبية صغيرة ليخرج الحصير بكل إتقان.
ويستخدم جريد النخيل الجاف وأعواد السمار، وهو نبات يتم زراعته بمنطقة الحمام أو برج العرب ويقوم بشرائه بكميات كبيرة خلال شهر يونيو ويخزنه حتى يكفي العام بأكمله ويستخدمه بعد تجفيفه، ويرتب تلك الأعواد فوق بعضها البعض باستخدام خيوط الكتان القوية بالتبادل بين قطعتي الجريد حتى ينتهي منها بشكل كامل.
كما تحدث عن تطور المهنة خلال تلك السنوات الأخيرة، فقال: فكانت المهنة تلقى إقبال كبير بالسابق بسبب شرائها بالمناطق الريفية ولكن بالسنوات الأخيرة لجأ الفلاحين لبيع اللبن وتوريده إلى الأسواق والمصانع عوضًا عن استخدامه في عمل الجبن والذي أدى إلى تراجع الإقبال عليه واندثار المهنة بشكل كبير رغم انخفاض أسعارها، فهي تتراوح بين 8 إلى 10 جنيهات للقطعة الواحد حسب أحجامها.
وأشار إلى أنه أصبح غير قادرة على العمل بالفترة الأخيرة بسبب مشاكل صحية، ولكنه عزم على المواصلة في حرفته بكل ما يملك من قوة فهي مصدر رزقه الوحيد وقال إن كل ما يتمناه هي زيارة بيت الله الحرام.