قصة مفيد فوزي مع الإعداد: هذا ما حدث عندما قدمت مذيعات التليفزيون شكوى ضدي لوزير الإعلام
يحكي الكاتب الصحفي والمحاور التليفزيوني الناجح، مفيد فوزي ـ الذي رحل بالأمس ـ مشواره مع تجربة الإعداد في التليفزيون ومدى مصداقية برامجه الشهيرة، وكيف وصل إلى أن أصبح معد ومقدم برنامج شهير كان صاحب شعبية كبيرة، حيث يعتبر مفيد فوزي المعد الأول في التليفزيون المصري منذ إنشائه، عن مشواره مع التليفزيون يقول:
“أنا من أوائل من دخلوا منطقة الإعداد الجاد، وأكاد أكون أول معد تليفزيوني، ومدين بهذا للأستاذ صلاح زكي فهو أول من عرض عليَّ إعداد برنامج وعملت برنامج، وعملت معي المذيعة سميرة الكيلاني، ثم طلب مني صلاح زكي، وكان رئيس القناة الأولى، أن أعد له برنامجا عن النجوم وتقدمه ممثلة فاعتذرتُ، ثم اخترت مذيعة التقطت قيها رائحة الكبرياء وحب المعرفة؛ هي ليلى رستم، قدمت معي برنامج ”نجمك المفضل" 152 حلقة على مدى أربع سنوات.
الأب الروحي
وأضاف مفيد فوزي: طلب مني بعد ذلك سعد لبيب ان اقدم البرنامج بعد ليلى رستم التي سافرت الى بيروت فرفضتُ، وطلبتُ نجمة جديدة هي لبنى عبد العزيز برنامج أعددته 100 حلقة لكنها سافرت مع زوجها إلى أمريكا، عملت برنامج قدمته أماني ناشد 187 حلقة بعنوان "عزيزي المشاهد"، ثم شعرت بالإرهاق فتوقفت، ثم أعددت 90 حلقة لبرنامج “النادي الدولي” لسمير صبري، ثم عملت مع نجوى إبراهيم وملك إسماعيل.. لذلك أقول أنا الأب الروحي لكل هؤلاء المذيعات.
تلفزة الصحافة
اعددت برنامج لسلوى حجازي اسمه " تحت الشمس" كان أول شكل من أشكال التحقيقات الصحفية وفي كل هذه الحلقات كنت اتقاضى 14.40 جنيها عن الحلقة الواحدة زادت إلى 26 جنيها ن ثم حدث ما حدث لسلوى حجازى، وجاءت الفرصة لتقديم لقطات لفريال صالح.
قدمت بعد ذلك برنامجا مع جميل المغازي بعنوان "عصر أم كلثوم" وسجلناه في قهوة ام كلثوم وفيلا ام كلثوم واستضفت فيه توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وصلاح طاهر وثروت اباظة فيه قمت بمحاولة تلفزة الصحافة وكان احلى تعبير قاله سعد لبيب: "لا أحب ان تقول المحاور مفيد فوزى لأنك في الحقيقة أفضل محقق صحفي"، ووصفني محمد حسنين هيكل بأنى قناص الخبر والتحقيق، وقال أحمد بهاء الدين أني بأربع عيون ولا اعرف النوم العميق.
شكوى المذيعات
بعد إذاعة برنامج “عصر أم كلثوم” قدمت مذيعات التليفزيون وعددهن 33 مذيعة ـ فيما عدا نجوى إبراهيم وملك إسماعيل ـ احتجاجا لوزير الإعلام الذي رد عليهن قائلا: سأفصل مفيد فوزي لكن قدموا لى برنامجا واحدا أفضل من برامجه"، وكان أن قدمت برنامجا عن عبد الحليم حافظ، وآخر عن المشير أبو غزالة، حتى كلفت بإعداد برنامج “حديث المدينة”.
بداية التجربة
كان من الممكن في السنوات الأولى في التليفزيون أن أقدم برنامجا بدلا من اعداده، وأكون أفضل من يقدمه لكنى تباطأت وتلكأت وأجلت هذا القرار إلى أن أصبحت قادرا على خوض التجربة، وقد عملت بالتليفزيون منذ عام 1965 وظللت أعد البرامج حتى عام 1980 أي لمدة 15 سنة متواصلة.
حديث المدينة
وجاء عام 1981، حيث جاءتني الفرصة التي انتظرتها وكلفت بإعداد برنامج "حديث المدينة" مقابل 340 جنيهًا في الحلقة الواحدة، بعد ان كان أول أجر لي في روز اليوسف 18 جنيهًا في الشهر، فشعرت انه قد آن الأوان وأنه باستطاعتى أن أقدم ما أكتبه بيدي دون الحاجة الى وسيط اى مذيع.. وكان هذا هو حلمي الكبير الذي كنت أسعى إليه حيث كنت أسعى إلى تلفزة الصحافة، وذلك بعد أن تركت رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير".