بعد استعادة خيرسون.. خطط أوكرانيا للنصر جنوبًا وشرقًا
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن خطط عسكرية أوكرانية جديدة، حيث تتطلع كييف إلى الاندفاع جنوبًا وشرقًا لإعادة السيطرة على مزيد من المدن والبلدات، وذلك بعد استعادة مدينة خيرسون عقب انسحاب روسي أوائل الشهر الماضي.
الطريق للنصر
وتحت عنوان "الطريق إلى النصر من المحتمل أن يقطع الجنوب"، ذكرت الصحيفة أنه بعد انسحاب روسيا من مدينة خيرسون - وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو منذ بداية الغزو - كان أمام القوات الأوكرانية خيارات محدودة لدفعها نحو مواصلة استعادة الأراضي المحتلة وطرد القوات الروسية في نهاية المطاف.
واشارت الصحيفة إلى أن الأنظار تتجه الآن لخط المواجهة الجنوبي على بعد أقل من 100 ميل شمال بحر آزوف، حيث يتوق الأوكرانيون لقطع الجسر البري الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
وأوضحت الصحيفة أن أوكرانيا تتطلع إلى تحرير مدن محتلة هناك مثل ميليتوبول وإنيرهودار، حيث تقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وحذرت الصحيفة من أن القوات الروسية، بدورها، تشيّد مواقع دفاعية أكثر تحصينًا، وتستعد لأي هجوم أوكراني مضاد.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إنه على الرغم من كل التكهنات، فإن الطرق والمواقع العسكرية بالقرب من خط المواجهة لا تظهر سوى القليل من الأدلة على زيادة القوات الأوكرانية، كما أنه لا توجد مؤشرات على أن الأوكرانيين يتطلعون لشن هجوم في منطقة زابوريجيا في أي وقت قريب.
وتحدثت واشنطن بوست، مع ضابط بالجيش الأوكراني يدعى فيكتور داداك، لم يقل صراحة ما إذا كانت بلاده ستشن هجومها الكبير القادم في منطقة زابوريجيا. وقال داداك: "إنه سر عسكري، لكنني أعتقد أنه سيتم الكشف عن السر العسكري في غضون أيام قليلة".
هجوم وشيك
وفي موقف مماثل، كانت شائعات قد انتشرت لأسابيع خلال الصيف الماضي عن هجوم مضاد وشيك لأوكرانيا في منطقة خيرسون في الجنوب. ولكن بدلًا من ذلك، كانت هناك مفاجأة، حيث هاجمت القوات الأوكرانية منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي، يبدو أن الجنود الأوكرانيين في منطقة زابوريجيا في "حالة ترقب عالية، حيث ينتظرون في ظروف موحلة حتى تتجمد الأرض، موضحة أن تركيزهم الرئيسي هو الاحتفاظ بموقع دفاعي، خلف خط المواجهة مباشرةً، ومنع الروس من التقدم شمالًا إلى الطريق السريع الذي يربط زابوريجيا بمنطقة دونيتسك بالشرق.
ولكن داداك، في حديثه مع الصحيفة، قال إن الهدف على المدى الطويل هو الدفع جنوبًا إلى بحر آزوف، مشيرًا إلى أنه مع الزخم المناسب، يمكن للقوات الأوكرانية أن تطوق نظيرتها الروسية الآن على الضفة الشرقية لنهر دنيبر بعد "استسلام" مدينة خيرسون والبلدات الواقعة على الضفة الغربية.
وأشار داداك إلى أن هناك حوالي 30 ألف جندي روسي موجودين على الضفة الشرقية للنهر في منطقة خيرسون. وقال إن الموقف بات أكثر تعقيدًا مما كان عليه في السابق، حيث أعادت روسيا تجميع صفوف قواتها إلى الشرق، مما عزز وجودها في زابوريجيا.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن المحللين قولهم إن كثافة القوات الروسية زادت، مما يعني أنه أصبح لديها عدد أكبر من القوات لكل ميل مربع مما كان عليه في بداية الحرب، محذرين: "إذا هاجم الأوكرانيون، فلن يكون الأمر سهلًا".