من حلم السفر إلى القبر.. العشرات يشيعون جثمان شاب أنهى حياته في بث مباشر بالشرقية
شيع العشرات من أهالي مركز فاقوس في محافظة الشرقية جثمان الشاب “محمود.ال.م.ال” 25 عاما والذي تخلص من حياته عن طريق تناول قرص حبة الغلة السامة، خلال بث مباشر عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
موكب جنائزي مهيب
وفي موكب جنائزي مهيب تقدمت سيارة نقل الموتى بداخلها جثمان الشاب المنتحر، خرج من أمام المسجد الكبير بالقرية، إلى مثواه الأخير في مقابر العائلة.
بث مباشر
كان الشاب خرج أول أمس الخميس في بث مباشر على الهواء معلنًا إقدامه على الانتحار بعد أن تعرض للظلم الشديد على يد أسرته (والده) الذي كانت السبب في تخلص الشاب من حياته بتناول قرص مبيد حشري سام يستخدم لحفظ حبوب الغلال.
وقال الشاب خلال مقطع الفيديو الخاص بتوثيقه على “فيس بوك” للحظة تخلصه من حياته إنه قد عانى نفسيا من والده منذ كان في مرحلة الثانوية العامة قائلا: من وأنا في الثانوية العامة دمر لي نفسيتي ودمر لي حالي وتعبني معدتش باقي على حاجة قبل أن يضيف: قولوا لأبويا يرتاح وخلوا بالكم من أمي وإخواتي.
تفاصيل الواقعة
وكانت الأجهزة الأمنية تلقت إخطارا بورود إشارة من مستشفى فاقوس المركزي بوصول شاب عشريني مقيم بإحدى قرى مركز فاقوس حاصل على معهد خدمة اجتماعية (جثة هامدة) إدعاء تناول قرص مبيد حشري يستخدم لحفظ الغلال.
على الفور توجه أهل الشاب عقب وصولهم نبأ تناوله أقراص الغلة، إلى المستشفى المركزي بالشرقية، في محاولة لإنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة عند وصول المستشفى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من قبل جهات التحقيق، لاستخراج تصريح دفن الجثمان.
وبانتقال الأجهزة الأمنية لمكان الواقعة والفحص وسؤال أسرته وجيرانه تبين وجود خلافات بين الشاب ووالده (62 عاما) مدرس أزهر على المعاش بسبب رغبة واصرار الفقيد على البحث عن عقد عمل والسفر للخارج وورفض والده الفكرة تماما ومطالبته بالبقاء والعمل في بلده ومساعدته في المعيشة.
وتم التحفظ على جثة المتوفي تحت تصرف النيابة العامة وتحرر محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وتشكيل فريق بحثي للوقوف على أسباب الواقعة وظروفها وملابساتها.
تحذير الأزهر من الانتحار
وحذر الأزهر الشريف في وقت سابق من الانتحار مهما تراكمت الهموم والأحزان.
وقال منشور الأزهر: «مهما تراكمَت الشدائد على نفسك، وتراكمت الظلماءُ في طرقك، وشعرت بضيقٍ شديدٍ، وأحسست بأن اليأس تملكك ويأكل بقايا الأمل في روحك؛ أَبشر بفرج الله إليك».
كما قال الأزهر الشريف: «احذر من اليأس، فاليأس والقنوط استصغارٌ لسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده».