محصول القصب في خطر.. ارتفاع تكلفة الإنتاج وإيجار الأراضي “أبرز الأزمات”.. وانخفاض سعر التوريد يزيد هموم الفلاحين
أزمات مزارعى قصب السكر بلا حصر، فهم يشكون من ارتفاع أسعار الأسمدة وإيجارات الأراضى والسوق السوداء وتدني سعر توريد القصب، مطالبين بزيادة سعر توريد طن القصب قبل بدء موسم الحصاد المرتقب فى يناير المقبل؛ حيث حددت الحكومة سعر طن القصب الموسم الماضى بقيمة 810 جنيهات للطن قبل التوريد، مقارنة بنحو 720 جنيها فى الموسم الذى سبقه، وهذا السعر الآن لم يعد مجزيا للمزارعين فى ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج ومستلزمات الزراعة مثل أسعار الأسمدة والأيدى العاملة والوقود والكهرباء وغيرها من مستلزمات الإنتاج التى ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وكان مزارعو القصب قد وقّعوا على طلب جماعى بضرورة زيادة سعر طن القصب المورد للمصانع ليصل إلى 0051جنيه بدلا من 018 جنيهات حاليا ليتناسب مع تكلفة الإنتاج الحالية خاصة بعد زيادة سعر طن الأسمدة إلى ٩ آلاف بواقع 045جنيها للشيكارة زنة 05كيلو ، مؤكدين أن زيادة سعر طن القصب باتت ضرورية لمواجهة الغلاء وتكلفة المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية وإنصاف المزارعين.
“فيتو” من جانبها ترصد فى السطور التالية أزمات الفلاحين ومزارعى القصب فى عدد من المحافظات ومطالبهم من الحكومة.
قنا والأقصر.. القصب مهدد بالخطر
أدت التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد وخاصة فى صعيد مصر، إلى تغيرّات كثيرة خاصة فيما يخص زراعة قصب السكر، ذلك المحصول الاستراتيجي المهم الذي يعد الأول فى محافظات الصعيد، بالإضافة إلى الصعوبات والمطالب التى يطالب بها النواب والمزارعون لمحصول القصب، من زيادة سنوية لمواجهة الكثير من الصعاب منها الأيدى العاملة و المياه و السماد الذى يباع فى السوق السوداء بأسعار باهظة.
وبداية من قنا، يقول اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، إن المحافظة تعد الأولى فى إنتاج السكر على مستوى الجمهورية من خلال 3 مصانع لتكرير وإنتاج السكر بمدن نجع حمادى ودشنا وقوص، موضحا أن المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر بمحافظة قنا تبلغ حوالى 012آلاف و٩٦ فدانا تمثل حوالى ٣٧% من إجمالى المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية تنتج حوالى ٣ ملايين طن قصب خام تنتج بدورها حوالى 003ألف طن سكر سنويا.
وأشار إلى أن الأهمية الاقتصادية لمحصول قصب السكر نظرا لارتباطه بالعديد من الصناعات الأخرى كـ»السكر المبلور، والمولاس والعسل الصناعي، والكحول بجميع مشتقاته، والخل، وحامض الخليك الثلجي، وخميرة الأعلاف، وغاز ثانى أكسيد الكربون، والفيناس المذيبات العضوية، والمواد اللاصقة، وكبريتات الصوديوم، وخميرة الخبز الطازجة والجافة، والعطور، ومستحضرات التجميل، والزيوت، والعجائن العطرية، ومكسبات الطعم، والرائحة والخشب الصناعي»..
أزمة سماد
فى نفس السياق، أشار متولى سليمان ، مزارع قصب فى أبوتشت بقنا، إلى أن الحصول على الملح “السماد” بمثابة الحصول على قطعة من الذهب، الجمعيات لا تستطيع توفير الملح فى الموسم مباشرة، ولكن علينا الانتظار بالإضافة إلى أن الحيازات الخاصة بالأرض يكون لها نصيب محدد وهناك أراضى الجبل التى لا تدخل ضمن التوزيع وهذا يمثل أزمة كبيرة لنا.
وتابع يحيى السيد، مزارع، أن أزمة النقل سنوية متجددة ولكن للأسف لا نجد حلول الخطوط الخاصة بالديكوفيل متهالكة وموسم القصب معروف بموسم الحصاد حتى فى الأرواح وخاصة للأطفال الصغار الذين لا يستطيعون التوقف عند رؤية الديكوفيل والسائق فى بعض الأحيان لا يستطيع التوقف بسبب الحمولة.
ومن قنا إلى الأقصر، لم تختلف الصورة كثيرًا، فيقول يحيى على الصابر، مزارع قصب فى الأقصر، إن الأيدى العاملة أحد أهم المشكلات التى تواجهنا فى الموسم بالإضافة إلى المشكلات الأخرى ولكن ارتفاع سعر العمالة أصبح أزمة كبيرة، فالعامل الذي كان يتحصل على 20 جنيها اليوم أصبح 50 جنيها هذا مثل، ولكن بالطبع كل أرض وكل مساحة بحسب كل سعر محدد لها من قبل العامل.
وكشف على طلب محمود، مزارع، تعرض المزارعين إلى النهب والسرقة بسبب اصطفاف عربات النقل على الطريق مما يعرضها للسرقة من قبل المارة، والأطفال الذين يسعون إلى سحب عيدان القصب، وهذا بالطبع تكلفة على المزارع فقبل أن يصل المحصول للمصنع يكون قد سرق نصف الكمية تقريبا فضلا عن الكثير من الأشياء الأخرى من تلف وغيرها.
ما يتبقى للمزارع فتات ولذا المطالبة السنوية بالزيادة لا تكفى ما يصرفه المزارع على المحصول من زراعته حتى حصاده.
ولذا طالب محمد على خير، مزارع ، بزيادة سعر توريد قصب السكر إلى 1200 جنيه، بعد ارتفاع تكلفة الزراعة والنقل للمصانع المختلفة، فسعر توريده لصالح وزارة التموين ثابت ومستقر منذ عدة مواسم، وتكلفة فدان القصب تتوزع كالتالى 18 جوال كيماوى بسعر 4245 جنيها سعر الشيكارة 283 جنيها، وفج الأرض 600 جنيه، ومياه ري 2000 جنيه، وكسر وشحن المحصول 320 جنيها للطن بما يعادل 9600 جنيه لـ 30 طنا.
مثلث أرهق فلاحى المنيا
«الله جاب الله خد» تكررت هذه الجملة على مسامعي عندما كنت أتوجه إلى المزارعين على الطريق الصحراوى المار على محافظة المنيا للسؤال عن أوضاعهم فى زراعة قصب السكر.
القصب فى عروس الصعيد، فعلى الرغم من أن محافظة المنيا من المحافظات الكبرى فى زراعة قصب السكر وما تحتويه من أقدم مصانع سكر فى مصر، إلا أن المزارعين يعانون أشد المعاناة من سعر السماد وبيعه بالسوق السوداء، الأمر الذى أجبر البعض منهم فى التوقف عن زراعة قصب السكر واستبداله بمحاصيل زراعية أخرى.
وفى البداية، يقول سمير عبد النعيم، أحد مزارعى قصب السكر فى المنيا، إن من أهم المشاكل التى تقابلنا عقب حصد قصب السكر هو عدم نظرة الحكومة فى تكلفة المحصول ومصاريف الانتقال، فكلمات ارتفعت أسعار المواد البترولية يؤثر سلبًا على سعر توريد القصب، فلك أن تتخيل أن سعر انتقال قصب السكر من الأرض الزراعية حتى وصولها للمصنع أصبح يكلفنا الكثير من الأموال أضعاف السنوات الماضية، بسبب ارتفاع أسعار المواد البترولية.
وقال «عبد النعيم» خلال حديثه لـ فيتو : ناهيك عن ارتفاع أجرة الأنفار «العمالة الإيِجارية» فى حصاده فإذا كانت يومية العامل فى حصد المحصول من الأرض الزراعية 70 جنيها يوميًا، أصبحت الآن 100 جنيه بل فى أوقات كثيرة تتخطى هذا الرقم.
وتدخل فى الحديث، محمد عبد الحفيظ، أحد مستأجري الأراضي الزراعية، موضحًا أنه فى ظل تحديد سعر طن توريد السكر للمصنع يكون فى حسبان الأجهزة التنفيذية، ارتفاع القيمة الإيجارية للأراضى المستخدمة فى زراعة قصب السكر على سبيل المثال: «الأرض اللى كانت قيمتها الإيجارية جنيها دلوقت بقيت بـ3 و 4 جنيهات»، على حد تعبيره.
ولكن فى ظل تلك المشاكل، لا نستطيع أن نتناسى بأن محافظة المنيا تمتلك قلعة من قلاع مصانع السكر فى مصر، مصنع سكر أبوقرقاص، يعمل بطاقة إنتاجية 115 ألف طن، خلال موسمى عصير القصب والبنجر، منها 40 ألف طن سكر خلال موسم عصير القصب، و75 ألف طن خلال موسم عصير البنجر، حيث يغطى ذلك حوالى 34٪ تقريبا من إجمالى إنتاج مصر من السكر.
هذا إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التى يتم استخراجها من عصير قصب السكر، والتى تتنوع ما بين (الكحول النقي، وخميرة للأعلاف الحيوانية، وعلف حيواني.
ويضم المصنع مصنعى «القصب والبنجر»، حيث يرجع تاريخ إنشاء مصنع القصب إلى عام 1869م، ويستهدف 6 آلاف طن قصب / يوم، وإجمالى الكمية التى يتم عصرها سنويا 350 ألف طن قصب، حيث تبلغ إجمالى المساحة المنزرعة من القصب بالمحافظة 27 ألف فدان تقريبا، وإجمالى السكر المنتج خلال الموسم 40 ألف طن سكر تمويني.
كما يضم مصنع سكر أبو قرقاص، مصنع البنجر، والذى تم إنشاؤه عام 1999م، ويستهدف 6 آلاف طن بنجر/يوم، كما أن إجمالى الكمية المعصورة سنويا 550 ألف طن بنجر،و إجمالى المساحة المنزرعة بنجر بالمحافظة 18 ألف فدان، وإجمالى السكر المنتج خلال الموسم 75 ألف طن سكر تمويني، كما أن المصنع يضم صناعات تحويلية، حيث يتم إنتاج الكحول الإثيلى الأبيض من المولاس بطاقة 120 ألف لتر يوميا.
سوهاج.. جرس إنذار
فى الترتيب تحتل محافظة سوهاج المركز الثاني، بعد محافظة قنا فى زراعة قصب السكر، بالتالى فالمحصول ليس مجرد محصول عادى بل هو ركيزة أساسية ومنتج استراتيجى يعتمد عليه أهالى المحافظة خصوصا فى مراكز مثل جرحا والمنشاة ودار السلام والبلينا.
هؤلاء المزارعون لديهم الكثير من المشكلات والمطالب، وقد فتحوا صدورهم لـ»فيتو»، وعبّروا عن تلك المطالب التى تمحورت حول زيادة سعر توريد طن القصب هذا العام من 720 جنيها للطن إلى 1200 جنيه وذلك بسبب الزيادات التى حدثت فى الأسمدة والعمالة اليومية حتى يتمكنوا من تحقيق ربح،.
ويقول محمد حمزة من مركز دار السلام إن زراعات القصب بدأت تتقلص بشكل كبير بسبب تهميش الحكومة لمزارع القصب، فالأخير من الزراعات الشاقة والمتعبة فإن العائد أصبح غير مجز للمزارع فيضطر لعدم زراعة القصب مرة أخرى ويقوم بزراعة محاصيل الخضراوات مثل الفلفل والخيار والطماطم وهى مدتها من 3 شهور إلى 6 شهور وهى من الزراعات المربحة للمزارع.
وأشار محمد إلى أن متوسط إنتاج الفدان من محصول القصب يبلغ 43 طنا وفى حال بيعه لمصنع السكر يكون بسعر 720 جنيها، أما فى حال بيعه لمحلات العصير الخاصة فيكون سعر الطن حوالى 1200 جنيه، أى أن المزارع يربح ضعف القيمة التى يمنحها له مصنع سكر جرجا بسوهاج وأن سعر الطن 720 جنيها لا يتناسب مع متطلبات زراعة القصب فى ظل الارتفاع الجنونى لأجور العمال والأسمدة والنقل إلى المصنع ونطالب الحكومة برفع سعر طن قصب السكر.
وتابع يوسف محمود مزارع من قرية أولاد يحيى، من المفترض أن يصل ربح فدان القصب فى العام 10 آلاف جنيه بعد مصاريفها، لأن المزارع إذا قام بتأجير الفدان لأى شخص آخر فإنه سيحصل على إيجار قدره 10 آلاف جنيه فى العام.
من ناحية أخرى، أوضحت أمل إسماعيل وكيل وزارة الزراعة بسوهاج، أن المحافظة كانت تزرع 42 ألف فدان قصب فى السنوات الماضية، وتراجعت تلك المساحة إلى 9 آلاف فدان وهذه الكمية غير كافية لاحتياجات مصنع سكر جرجا بالمحافظة، فيضطر المصنع بجلب المحصول من محافظات مجاورة لسد العجز وأن سبب التراجع فى المساحات المنزرعة يرجع لعدم ربح المزارع من محصول القصب لأنه يمكث فى الأرض لمدة عام كامل.
وأضافت أمل أنه تم عقد ندوات إرشادية لمزارعي القصب بالتعاون مع مصنع سكر جرجا، وذلك لبحث مشاكل المزارعين وايجاد الحلول المناسبة لها والعمل على زيادة الإنتاج من قصب السكر، وتم مناقشة أهم العقبات التي يواجهها المزارعون فى زراعة القصب للخروج بحلول مناسبة لزيادة القدرة الإنتاجية وزيادة المساحات المزروعة بمحصول القصب بالمحافظة.
البنجر بديلًا لقصب السكر
منذ سنوات يفضل مزارعو محافظة بنى سويف زراعة «البنجر» بديلًا لـ»قصب السكر»، إذ يعد الأول من المحاصــيل التى لا تســتهـلك كمـــيات كـبيرة من مياه الرى، ويحتاج لفترة أقل فى الأرض الزراعية وعلى عكس محصول القصب، الذى يحتاج لعام كامل فى الأرض الزراعية.
ويقول سيد عبد السلام، مزارع من قرية شاويش بمركز إهناسيا، إن البنجر يختلف فى سعر توريده عن القصب الذى يكون له سعر ثابت غير قابل للزيادة، بخلاف البنجر الذى يزيد سعره حسب درجة حلاوته، وعندما يتعاقد المصنع مع مزارعى البنجر يقوم المهندس الزراعى المسئول بأخذ عينة وتحليلها فى المعمل الكيميائى بالمصنع.
وأشار عبد الله عبد العال، مزارع من قرية بهبشين بمركز ناصر، إلى أن قصب السكر من الزراعات التى تحتاج كميات كبيرة من مياه الري، على عكس البنجر الذى يعد أقل استهلاكا للمياه وتصلح زراعته فى جميع الأراضى «الطينية والرملية» ويمكث فى الأرض سبعة أشهر، عكس القصب الذى يظل فى الأرض الزراعية طوال العام.
وعن آلية ومراحل زراعة البنجر، يقول محمود علي، مزارع من قرية قمن العروس بمركز الواسطى، إن المزارع يتعاقد مع المصنع على توريد محصول البنجر، لأنه يوفر للمزارعين التقاوى والأسمدة، فمن المعروف أن تقاوى البنجر يتم استيرادها من الخارج، ولذا فهى غير متوافرة بشكل كبير بالجمعيات الزراعية وأسعارها مرتفعة، والفدان الواحد يحتاج 4 شكائر، وعند التعاقد مع المصنع يقدمه للمزارع بخصم 50% ويكون السداد عند التوريد، بينما يتم تزويد الفلاح بالتقاوى مجانًا فى حالة زراعته البنجر فى بداية الموسم أو ما يعرف بـ»العروة المبكرة».
وطالب مزارعو بنى سويف من مسؤولى مديرية الزراعة بالتنسيق المُسبق مع مصانع السكر للالتزام ببنود التعاقد، خاصة فيما يخص عملية نقل المحصول بعد تشوينه بالأرض الزراعية، مؤكدين أن هذه الأزمة تكررت خلال العامين الماضيين وتسببت فى خسائر مادية كبيرة لهم، معربين عن أملهم عدم تكرارها فى العام الحالي.
فى أسوان: أول محطة متخصصة لإنتاج شتلات القصب
وتضم محافظة أسوان أول محطة مخصصة لإنتاج شتلات القصب فى كوم أمبو، للنهوض بمحصول قصب السكر والتوسع فى زراعته بنظام الشتلات واستخدام أفضل أساليب الرى الحديث من أجل زيادة الإنتاجية وتخفيض تكاليف الإنتاج مما يحقق مردودا اقتصاديا إيجابيا للمزارعين ورفع مستوى معيشتهم فى إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
وتعد محطة كوم أمبو لإنتاج شتلات قصب السكر هى الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا لإنتاج شتلات قصب السكر، ويتم تنفيذها من خلال مصنع قادر للصناعات المتطورة التابع للهيئة العربية للتصنيع، وأن المحطة على مساحة 26 فدانا لإنتاج شتلات القصب بكوم أمبو وبتكلفة 120 مليون جنيه وطاقة إنتاجية 15 مليون شتلة/موسم (غرس ربيعى وخريفي) ، تكفى لزراعة مساحة 4000 فدان بالشتل فى الموسمين بتمويل من وزارة الزراعة وهيئة تنمية الصعيد.
وتعمل وزارة الزراعة على إنشاء محطات إنتاج شتلات القصب بتكنولوجيا جديدة مصرية بالكامل حتى تكون نموذجًا يحتذى للقطاع الخاص وكذلك لتشجيع المزارعين على زراعة القصب بنظام الشتلات لزيادة الإنتاجية من وحدتى الأرض، وأيضا فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر تلك السلعة الاستراتيجية الهامة وتقليل فاتورة الاستيراد.
ويستقبل مصنع سكر كوم أمبو محصول القصب يوميا بمعدل 15 ألفا ونصف طن يوميا بدون توقف، مع بداية شهر يناير من كل عام ويستمر حتى نهاية شهر مايو، فى دورة إنتاج متواصلة على مدار اليوم.
نقلًا عن العدد الورقي..،