رئيس التحرير
عصام كامل

محصول القصب في خطر.. ارتفاع تكلفة الإنتاج وإيجار الأراضي “أبرز الأزمات”.. وانخفاض سعر التوريد يزيد هموم الفلاحين

محصول القصب
محصول القصب

أزمات‭ ‬مزارعى‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬بلا‭ ‬حصر،‭ ‬فهم‭ ‬يشكون‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة‭ ‬وإيجارات‭ ‬الأراضى‭ ‬والسوق‭ ‬السوداء‭ ‬وتدني‭ ‬سعر‭ ‬توريد‭ ‬القصب،‭ ‬مطالبين‭ ‬بزيادة‭ ‬سعر‭ ‬توريد‭ ‬طن‭ ‬القصب‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬موسم‭ ‬الحصاد‭ ‬المرتقب‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬المقبل؛‭ ‬حيث‭ ‬حددت‭ ‬الحكومة‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬القصب‭ ‬الموسم‭ ‬الماضى‭ ‬بقيمة ‭ ‬810‭ ‬ جنيهات ‬للطن‭ ‬قبل‭ ‬التوريد،‭ ‬مقارنة‭ ‬بنحو‭ ‬720‭ ‬جنيها‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬الذى‭ ‬سبقه،‭ ‬وهذا‭ ‬السعر‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجزيا‭ ‬للمزارعين‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الزراعة‭ ‬مثل‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة‭ ‬والأيدى‭ ‬العاملة‭ ‬والوقود‭ ‬والكهرباء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬التى‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعارها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭.‬

وكان‭ ‬مزارعو‭ ‬القصب‭ ‬قد‭ ‬وقّعوا‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬جماعى‭ ‬بضرورة‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬القصب‭ ‬المورد‭ ‬للمصانع‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬‮0051‬جنيه‭ ‬بدلا‭ ‬من ‭ ‬‮018 ‬جنيهات‭ ‬حاليا‭ ‬ليتناسب‭ ‬مع‭ ‬تكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحالية‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬الأسمدة‭ ‬إلى‭ ‬‮٩‬‭ ‬آلاف‭ ‬بواقع‭ ‬‮ 045‬جنيها‭ ‬للشيكارة‭ ‬زنة‭ ‬‮ 05‬كيلو‭ ‬،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬القصب‭ ‬باتت‭ ‬ضرورية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الغلاء‭ ‬وتكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وإنصاف‭ ‬المزارعين‭.‬

“فيتو”‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬ترصد‭ ‬فى‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬أزمات‭ ‬الفلاحين‭ ‬ومزارعى‭ ‬القصب‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحافظات‭ ‬ومطالبهم‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭.

قنا‭ ‬والأقصر‭.. ‬القصب‭ ‬مهدد‭ ‬بالخطر‭ ‬

أدت‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬صعيد‭ ‬مصر،‭ ‬إلى‭ ‬تغيرّات‭ ‬كثيرة‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭  ‬ذلك‭ ‬المحصول‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬الصعيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمطالب‭ ‬التى‭ ‬يطالب‭ ‬بها‭ ‬النواب‭ ‬والمزارعون‭ ‬لمحصول‭ ‬القصب،‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬سنوية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬منها‭ ‬الأيدى‭ ‬العاملة‭ ‬و المياه‭ ‬و السماد‭ ‬الذى‭ ‬يباع‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬بأسعار‭ ‬باهظة‭.‬

وبداية‭ ‬من‭ ‬قنا،‭ ‬يقول‭  ‬اللواء‭ ‬أشرف‭ ‬الداودي،‭ ‬محافظ‭ ‬قنا،‭ ‬إن‭ ‬المحافظة‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬السكر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬3‭ ‬مصانع‭ ‬لتكرير‭ ‬وإنتاج‭ ‬السكر‭ ‬بمدن‭ ‬نجع‭ ‬حمادى‭ ‬ودشنا‭ ‬وقوص،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬بمحصول‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭  ‬بمحافظة‭ ‬قنا‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالى‭ ‬‮012‬آلاف‭ ‬و‮٩٦‬‭ ‬فدانا‭ ‬تمثل‭ ‬حوالى‭ ‬‮٣٧‬‭% ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬المساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬تنتج‭ ‬حوالى‭ ‬‮٣‬‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬قصب‭ ‬خام‭ ‬تنتج‭ ‬بدورها‭ ‬حوالى ‭ ‬‮003‬ألف‭ ‬طن‭ ‬سكر‭ ‬سنويا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭  ‬الأهمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمحصول‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬نظرا‭ ‬لارتباطه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الأخرى‭ ‬كـ»السكر‭ ‬المبلور،‭ ‬والمولاس‭ ‬والعسل‭ ‬الصناعي،‭ ‬والكحول‭ ‬بجميع‭ ‬مشتقاته،‭ ‬والخل،‭ ‬وحامض‭ ‬الخليك‭ ‬الثلجي،‭ ‬وخميرة‭ ‬الأعلاف،‭ ‬وغاز‭ ‬ثانى‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬والفيناس‭ ‬المذيبات‭ ‬العضوية،‭ ‬والمواد‭ ‬اللاصقة،‭ ‬وكبريتات‭ ‬الصوديوم،‭ ‬وخميرة‭ ‬الخبز‭ ‬الطازجة‭ ‬والجافة،‭ ‬والعطور،‭ ‬ومستحضرات‭ ‬التجميل،‭ ‬والزيوت،‭ ‬والعجائن‭ ‬العطرية،‭ ‬ومكسبات‭ ‬الطعم،‭ ‬والرائحة‭ ‬والخشب‭ ‬الصناعي‮»‬‭.‬.

أزمة‭ ‬سماد
فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬متولى‭ ‬سليمان‭ ‬،‭ ‬مزارع‭ ‬قصب‭ ‬فى‭ ‬أبوتشت‭ ‬بقنا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الملح‭ ‬“السماد”‭ ‬بمثابة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الذهب،‭ ‬الجمعيات‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬توفير‭ ‬الملح‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬مباشرة،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬الانتظار‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحيازات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأرض‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬محدد‭ ‬وهناك‭ ‬أراضى‭ ‬الجبل‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬التوزيع‭ ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لنا‭.‬

وتابع‭ ‬يحيى‭ ‬السيد،‭ ‬مزارع،‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬النقل‭ ‬سنوية‭ ‬متجددة‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬حلول‭ ‬الخطوط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالديكوفيل‭ ‬متهالكة‭ ‬وموسم‭ ‬القصب‭ ‬معروف‭ ‬بموسم‭ ‬الحصاد‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬الأرواح‭ ‬وخاصة‭ ‬للأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬رؤية‭ ‬الديكوفيل‭ ‬والسائق‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التوقف‭ ‬بسبب‭ ‬الحمولة‭.‬

ومن‭ ‬قنا‭ ‬إلى‭ ‬الأقصر،‭ ‬لم‭ ‬تختلف‭ ‬الصورة‭ ‬كثيرًا،‭ ‬فيقول‭ ‬يحيى‭ ‬على‭ ‬الصابر،‭ ‬مزارع‭ ‬قصب‭ ‬فى‭ ‬الأقصر،‭ ‬إن‭ ‬الأيدى‭ ‬العاملة‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تواجهنا‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشكلات‭ ‬الأخرى‭ ‬ولكن‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬العمالة‭ ‬أصبح‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فالعامل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬جنيها‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬50‭ ‬جنيها‭ ‬هذا‭ ‬مثل،‭ ‬ولكن‭ ‬بالطبع‭ ‬كل‭ ‬أرض‭ ‬وكل‭ ‬مساحة‭ ‬بحسب‭ ‬كل‭ ‬سعر‭ ‬محدد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العامل‭.‬

وكشف‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬محمود،‭ ‬مزارع،‭ ‬تعرض‭ ‬المزارعين‭ ‬إلى‭ ‬النهب‭ ‬والسرقة‭ ‬بسبب‭ ‬اصطفاف‭ ‬عربات‭ ‬النقل‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬مما‭ ‬يعرضها‭ ‬للسرقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المارة،‭ ‬والأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬عيدان‭ ‬القصب،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬تكلفة‭ ‬على‭ ‬المزارع‭ ‬فقبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬المحصول‭ ‬للمصنع‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬سرق‭ ‬نصف‭ ‬الكمية‭ ‬تقريبا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬تلف‭ ‬وغيرها‭.‬

‮‬ما‭ ‬يتبقى‭ ‬للمزارع‭ ‬فتات‭ ‬ولذا‭ ‬المطالبة‭ ‬السنوية‭ ‬بالزيادة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬ما‭ ‬يصرفه‭ ‬المزارع‭ ‬على‭ ‬المحصول‭ ‬من‭ ‬زراعته‭ ‬حتى‭ ‬حصاده‭.‬

ولذا‭ ‬طالب‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬خير،‭ ‬مزارع‭ ‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬سعر‭ ‬توريد‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬إلى‭ ‬1200‭ ‬جنيه،‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬الزراعة‭ ‬والنقل‭ ‬للمصانع‭ ‬المختلفة،‭ ‬فسعر‭ ‬توريده‭ ‬لصالح‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬ثابت‭ ‬ومستقر‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬مواسم،‭ ‬وتكلفة‭ ‬فدان‭ ‬القصب‭ ‬تتوزع‭ ‬كالتالى‭ ‬18‭ ‬جوال‭ ‬كيماوى‭ ‬بسعر‭ ‬4245‭ ‬جنيها‭ ‬سعر‭ ‬الشيكارة‭ ‬283‭ ‬جنيها،‭ ‬وفج‭ ‬الأرض‭ ‬600‭ ‬جنيه،‭ ‬ومياه‭ ‬ري‭ ‬2000‭ ‬جنيه،‭ ‬وكسر‭ ‬وشحن‭ ‬المحصول‭ ‬320‭ ‬جنيها‭ ‬للطن‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬9600‭ ‬جنيه‭ ‬لـ‭ ‬30‭ ‬طنا‭.‬

‬مثلث‭ ‬أرهق‭ ‬فلاحى‭ ‬المنيا
‮«‬الله‭ ‬جاب‭ ‬الله‭ ‬خد‮» ‬‭ ‬تكررت‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬على‭ ‬مسامعي‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المزارعين‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحراوى‭ ‬المار‭ ‬على‭ ‬محافظة‭ ‬المنيا‭ ‬للسؤال‭ ‬عن‭ ‬أوضاعهم‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭.‬

القصب‭ ‬فى‭ ‬عروس‭ ‬الصعيد،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬محافظة‭ ‬المنيا‭ ‬من‭ ‬المحافظات‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭  ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬وما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬مصانع‭ ‬سكر‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭  ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المزارعين‭ ‬يعانون‭ ‬أشد‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬السماد‭ ‬وبيعه‭ ‬بالسوق‭ ‬السوداء،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أجبر‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬فى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬واستبداله‭ ‬بمحاصيل‭ ‬زراعية‭ ‬أخرى‭.‬

وفى‭ ‬البداية،‭ ‬يقول‭ ‬سمير‭ ‬عبد‭ ‬النعيم،‭ ‬أحد‭ ‬مزارعى‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬المنيا،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشاكل‭ ‬التى‭ ‬تقابلنا‭ ‬عقب‭ ‬حصد‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬نظرة‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬تكلفة‭ ‬المحصول‭ ‬ومصاريف‭ ‬الانتقال،‭ ‬فكلمات‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬البترولية‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬توريد‭ ‬القصب،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬انتقال‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭ ‬حتى‭ ‬وصولها‭ ‬للمصنع‭ ‬أصبح‭ ‬يكلفنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬أضعاف‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬البترولية‭.‬

وقال‭ ‬‮ «‬عبد‭ ‬النعيم‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬لـ فيتو‭ ‬: ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أجرة‭ ‬الأنفار‭ ‬‮«‬العمالة‭ ‬الإيِجارية‮»‬‭ ‬فى‭ ‬حصاده‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬يومية‭ ‬العامل‭ ‬فى‭ ‬حصد‭ ‬المحصول‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭ ‬70‭ ‬جنيها‭ ‬يوميًا،‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬100‭ ‬جنيه‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬كثيرة‭ ‬تتخطى‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭.‬


وتدخل‭ ‬فى‭ ‬الحديث،‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ،‭ ‬أحد‭ ‬مستأجري‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬توريد‭ ‬السكر‭ ‬للمصنع‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬حسبان‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ارتفاع‭ ‬القيمة‭ ‬الإيجارية‭ ‬للأراضى‭ ‬المستخدمة‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭  ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬‮«‬الأرض‭ ‬اللى‭ ‬كانت‭ ‬قيمتها‭ ‬الإيجارية‭ ‬جنيها‭ ‬دلوقت‭ ‬بقيت‭ ‬بـ3‭ ‬و‭ ‬4‭ ‬جنيهات‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

ولكن‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل،‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتناسى‭ ‬بأن‭ ‬محافظة‭ ‬المنيا‭ ‬تمتلك‭ ‬قلعة‭ ‬من‭ ‬قلاع‭ ‬مصانع‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬أبوقرقاص،‭ ‬يعمل‭ ‬بطاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬115‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬خلال‭ ‬موسمى‭ ‬عصير‭ ‬القصب‭ ‬والبنجر،‭ ‬منها‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬سكر‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عصير‭ ‬القصب،‭ ‬و75‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عصير‭ ‬البنجر،‭ ‬حيث‭ ‬يغطى‭ ‬ذلك‭ ‬حوالى‭ ‬34٪‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬إنتاج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬السكر‭.‬

هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الأخرى،‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬استخراجها‭ ‬من‭ ‬عصير‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭ ‬والتى‭ ‬تتنوع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ (‬الكحول‭ ‬النقي،‭ ‬وخميرة‭ ‬للأعلاف‭ ‬الحيوانية،‭ ‬وعلف‭ ‬حيواني.‬

ويضم‭ ‬المصنع‭ ‬مصنعى‭ ‬‮«‬القصب‭ ‬والبنجر‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬إنشاء‭ ‬مصنع‭ ‬القصب‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1869م،‭ ‬ويستهدف‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬طن‭ ‬قصب‭ / ‬يوم،‭ ‬وإجمالى‭ ‬الكمية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬عصرها‭ ‬سنويا‭ ‬350‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬قصب،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬إجمالى‭ ‬المساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬من‭ ‬القصب‭ ‬بالمحافظة‭ ‬27‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬تقريبا،‭ ‬وإجمالى‭ ‬السكر‭ ‬المنتج‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬سكر‭ ‬تمويني‭.‬

كما‭ ‬يضم‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬أبو‭ ‬قرقاص،‭ ‬مصنع‭ ‬البنجر،‭ ‬والذى‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬عام‭ ‬1999م،‭ ‬ويستهدف‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬طن‭ ‬بنجر‭/‬يوم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إجمالى‭ ‬الكمية‭ ‬المعصورة‭ ‬سنويا‭ ‬550‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬بنجر،‭و ‬إجمالى‭ ‬المساحة‭ ‬المنزرعة‭ ‬بنجر‭ ‬بالمحافظة‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬وإجمالى‭ ‬السكر‭ ‬المنتج‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬سكر‭ ‬تمويني،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المصنع‭ ‬يضم‭ ‬صناعات‭ ‬تحويلية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إنتاج‭ ‬الكحول‭ ‬الإثيلى‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬المولاس‭ ‬بطاقة‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬لتر‭ ‬يوميا‭.‬

 ‬سوهاج..‭ ‬جرس‭ ‬إنذار
فى‭ ‬الترتيب‭ ‬تحتل‭ ‬محافظة‭ ‬سوهاج‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬بعد‭ ‬محافظة‭ ‬قنا‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭ ‬بالتالى‭ ‬فالمحصول‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬محصول‭ ‬عادى‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬ومنتج‭ ‬استراتيجى‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬أهالى‭ ‬المحافظة‭ ‬خصوصا‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬مثل‭ ‬جرحا‭ ‬والمنشاة‭ ‬ودار‭ ‬السلام‭ ‬والبلينا‭.‬

هؤلاء‭ ‬المزارعون‭ ‬لديهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬والمطالب،‭ ‬وقد‭ ‬فتحوا‭ ‬صدورهم‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬وعبّروا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المطالب‭ ‬التى‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬توريد‭ ‬طن‭ ‬القصب‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬720‭ ‬جنيها‭ ‬للطن‭ ‬إلى‭ ‬1200‭ ‬جنيه‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الزيادات‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬فى‭ ‬الأسمدة‭ ‬والعمالة‭ ‬اليومية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ربح،‭.‬

ويقول‭ ‬محمد‭ ‬حمزة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬دار‭ ‬السلام‭ ‬إن‭ ‬زراعات‭ ‬القصب‭ ‬بدأت‭ ‬تتقلص‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬تهميش‭ ‬الحكومة‭ ‬لمزارع‭ ‬القصب،‭ ‬فالأخير‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬الشاقة‭ ‬والمتعبة‭ ‬فإن‭ ‬العائد‭ ‬أصبح‭ ‬غير‭ ‬مجز‭ ‬للمزارع‭ ‬فيضطر‭ ‬لعدم‭ ‬زراعة‭ ‬القصب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ويقوم‭ ‬بزراعة‭ ‬محاصيل‭ ‬الخضراوات‭ ‬مثل‭ ‬الفلفل‭ ‬والخيار‭ ‬والطماطم‭ ‬وهى‭ ‬مدتها‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬شهور‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬شهور‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬المربحة‭ ‬للمزارع‭.‬

وأشار‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬إنتاج‭ ‬الفدان‭ ‬من‭ ‬محصول‭ ‬القصب‭ ‬يبلغ‭ ‬43‭ ‬طنا‭ ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬بيعه‭ ‬لمصنع‭ ‬السكر‭ ‬يكون‭ ‬بسعر‭ ‬720‭ ‬جنيها،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬بيعه‭ ‬لمحلات‭ ‬العصير‭ ‬الخاصة‭ ‬فيكون‭ ‬سعر‭ ‬الطن‭ ‬حوالى‭ ‬1200‭ ‬جنيه،‭ ‬أى‭ ‬أن‭ ‬المزارع‭ ‬يربح‭ ‬ضعف‭ ‬القيمة‭ ‬التى‭ ‬يمنحها‭ ‬له‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬جرجا‭ ‬بسوهاج‭ ‬وأن‭ ‬سعر‭ ‬الطن‭ ‬720‭ ‬جنيها‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬زراعة‭ ‬القصب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬الجنونى‭ ‬لأجور‭ ‬العمال‭ ‬والأسمدة‭ ‬والنقل‭ ‬إلى‭ ‬المصنع‭ ‬ونطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬برفع‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭.‬

وتابع‭ ‬يوسف‭ ‬محمود‭ ‬مزارع‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬أولاد‭ ‬يحيى،‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬ربح‭ ‬فدان‭ ‬القصب‭ ‬فى‭ ‬العام‭  ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬بعد‭ ‬مصاريفها،‭ ‬لأن‭ ‬المزارع‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬بتأجير‭ ‬الفدان‭ ‬لأى‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬فإنه‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬إيجار‭ ‬قدره‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬العام‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أوضحت‭ ‬أمل‭ ‬إسماعيل‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬بسوهاج،‭ ‬أن‭ ‬المحافظة‭ ‬كانت‭ ‬تزرع‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬قصب‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وتراجعت‭ ‬تلك‭ ‬المساحة‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬فدان‭ ‬وهذه‭ ‬الكمية‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬لاحتياجات‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬جرجا‭ ‬بالمحافظة،‭ ‬فيضطر‭ ‬المصنع‭ ‬بجلب‭ ‬المحصول‭ ‬من‭ ‬محافظات‭ ‬مجاورة‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬وأن‭ ‬سبب‭ ‬التراجع‭ ‬فى‭ ‬المساحات‭ ‬المنزرعة‭ ‬يرجع‭ ‬لعدم‭ ‬ربح‭ ‬المزارع‭ ‬من‭ ‬محصول‭ ‬القصب‭ ‬لأنه‭ ‬يمكث‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬كامل‭.‬

وأضافت‭ ‬أمل‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬ندوات‭ ‬إرشادية‭ ‬لمزارعي‭ ‬القصب‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬جرجا،‭ ‬وذلك‭ ‬لبحث‭ ‬مشاكل‭ ‬المزارعين‭ ‬وايجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭ ‬وتم‭ ‬مناقشة‭ ‬أهم‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المزارعون‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬القصب‭ ‬للخروج‭ ‬بحلول‭ ‬مناسبة‭ ‬لزيادة‭ ‬القدرة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وزيادة‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬بمحصول‭ ‬القصب‭ ‬بالمحافظة‭.‬
 ‮‬البنجر‮‬‭ ‬بديلًا‭ ‬لقصب‭ ‬السكر‮
منذ‭ ‬سنوات‭ ‬يفضل‭ ‬مزارعو‭ ‬محافظة‭ ‬بنى‭ ‬سويف‭ ‬زراعة‭ ‬‮ «‬البنجر‮»‬‭ ‬بديلًا‭ ‬لـ»قصب‭ ‬السكر‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬يعد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المحاصــيل‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تســتهـلك‭ ‬كمـــيات‭ ‬كـبيرة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الرى،‭ ‬ويحتاج‭ ‬لفترة‭ ‬أقل‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬محصول‭ ‬القصب،‭ ‬الذى‭ ‬يحتاج‭ ‬لعام‭ ‬كامل‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭.‬

ويقول‭ ‬سيد‭ ‬عبد‭ ‬السلام،‭ ‬مزارع‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬شاويش‭ ‬بمركز‭ ‬إهناسيا،‭ ‬إن‭ ‬البنجر‭ ‬يختلف‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬توريده‭ ‬عن‭ ‬القصب‭ ‬الذى‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬سعر‭ ‬ثابت‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للزيادة،‭ ‬بخلاف‭ ‬البنجر‭ ‬الذى‭ ‬يزيد‭ ‬سعره‭ ‬حسب‭ ‬درجة‭ ‬حلاوته،‭ ‬وعندما‭ ‬يتعاقد‭ ‬المصنع‭ ‬مع‭ ‬مزارعى‭ ‬البنجر‭ ‬يقوم‭ ‬المهندس‭ ‬الزراعى‭ ‬المسئول‭ ‬بأخذ‭ ‬عينة‭ ‬وتحليلها‭ ‬فى‭ ‬المعمل‭ ‬الكيميائى‭ ‬بالمصنع‭.‬

وأشار‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬عبد‭ ‬العال،‭ ‬مزارع‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬بهبشين‭ ‬بمركز‭ ‬ناصر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الري،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬البنجر‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬أقل‭ ‬استهلاكا‭ ‬للمياه‭ ‬وتصلح‭ ‬زراعته‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الأراضى‭ ‬‮«‬الطينية‭ ‬والرملية‮»‬‭ ‬ويمكث‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر،‭ ‬عكس‭ ‬القصب‭ ‬الذى‭ ‬يظل‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭ ‬طوال‭ ‬العام‭.‬

وعن‭ ‬آلية‭ ‬ومراحل‭ ‬زراعة‭ ‬البنجر،‭ ‬يقول‭ ‬محمود‭ ‬علي،‭ ‬مزارع‭ ‬من‭ ‬قرية‭ ‬قمن‭ ‬العروس‭ ‬بمركز‭ ‬الواسطى،‭ ‬إن‭ ‬المزارع‭ ‬يتعاقد‭ ‬مع‭ ‬المصنع‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬محصول‭ ‬البنجر،‭ ‬لأنه‭ ‬يوفر‭ ‬للمزارعين‭ ‬التقاوى‭ ‬والأسمدة،‭ ‬فمن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬تقاوى‭ ‬البنجر‭ ‬يتم‭ ‬استيرادها‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬ولذا‭ ‬فهى‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالجمعيات‭ ‬الزراعية‭ ‬وأسعارها‭ ‬مرتفعة،‭ ‬والفدان‭ ‬الواحد‭ ‬يحتاج‭ ‬4‭ ‬شكائر،‭ ‬وعند‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المصنع‭ ‬يقدمه‭ ‬للمزارع‭ ‬بخصم‭ ‬50‭% ‬ويكون‭ ‬السداد‭ ‬عند‭ ‬التوريد،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬تزويد‭ ‬الفلاح‭ ‬بالتقاوى‭ ‬مجانًا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬زراعته‭ ‬البنجر‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ»العروة‭ ‬المبكرة‮»‬‭.‬

وطالب‭ ‬مزارعو‭ ‬بنى‭ ‬سويف‭ ‬من‭ ‬مسؤولى‭ ‬مديرية‭ ‬الزراعة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬المُسبق‭ ‬مع‭ ‬مصانع‭ ‬السكر‭ ‬للالتزام‭ ‬ببنود‭ ‬التعاقد،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬المحصول‭ ‬بعد‭ ‬تشوينه‭ ‬بالأرض‭ ‬الزراعية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬تكررت‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬وتسببت‭ ‬فى‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬كبيرة‭ ‬لهم،‭ ‬معربين‭ ‬عن‭ ‬أملهم‭ ‬عدم‭ ‬تكرارها‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

فى‭ ‬أسوان‭: ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬متخصصة‭ ‬لإنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬القصب

وتضم‭ ‬محافظة‭ ‬أسوان‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬مخصصة‭ ‬لإنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬القصب‭ ‬فى‭ ‬كوم‭ ‬أمبو،‭ ‬للنهوض‭ ‬بمحصول‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬زراعته‭ ‬بنظام‭ ‬الشتلات‭ ‬واستخدام‭ ‬أفضل‭ ‬أساليب‭ ‬الرى‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وتخفيض‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬مما‭ ‬يحقق‭ ‬مردودا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬إيجابيا‭ ‬للمزارعين‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشتهم‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭.‬

‏وتعد‭ ‬محطة‭ ‬كوم‭ ‬أمبو‭ ‬لإنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬هى‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬لإنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭ ‬ويتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصنع‭ ‬قادر‭ ‬للصناعات‭ ‬المتطورة‭ ‬التابع‭ ‬للهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للتصنيع،‭ ‬وأن‭ ‬المحطة‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬26‭ ‬فدانا‭ ‬لإنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬القصب‭ ‬بكوم‭ ‬أمبو‭ ‬وبتكلفة‭ ‬120‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬وطاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬شتلة‭/‬موسم‭ (‬غرس‭ ‬ربيعى‭ ‬وخريفي‭) ‬،‭ ‬تكفى‭ ‬لزراعة‭ ‬مساحة‭ ‬4000‭ ‬فدان‭ ‬بالشتل‭ ‬فى‭ ‬الموسمين‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬وهيئة‭ ‬تنمية‭ ‬الصعيد‭.‬

وتعمل‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬محطات‭ ‬إنتاج‭ ‬شتلات‭ ‬القصب‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬جديدة‭ ‬مصرية‭ ‬بالكامل‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وكذلك‭ ‬لتشجيع‭ ‬المزارعين‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬القصب‭ ‬بنظام‭ ‬الشتلات‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬وحدتى‭ ‬الأرض،‭ ‬وأيضا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬تلك‭ ‬السلعة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الهامة‭ ‬وتقليل‭ ‬فاتورة‭ ‬الاستيراد‭.‬

ويستقبل‭ ‬مصنع‭ ‬سكر‭ ‬كوم‭ ‬أمبو‭ ‬محصول‭ ‬القصب‭ ‬يوميا‭ ‬بمعدل‭ ‬15‭ ‬ألفا‭ ‬ونصف‭ ‬طن‭ ‬يوميا‭ ‬بدون‭ ‬توقف،‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ويستمر‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬مايو،‭ ‬فى‭ ‬دورة‭ ‬إنتاج‭ ‬متواصلة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم‭.

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية