زمن الجحود.. أخ يحرم شقيقته من التصرف في أموالها. وأبناء يلجأون للقضاء للسيطرة على أموال أبيهم
عادة ما نسمع عن كلمة «الحجر» فى الحياة العامة والمسلسلات، إلا أن العديد لا يعلم هل بالفعل توجد قصص واقعية لدعاوى الحجر، وهل هى حفاظ على الحقوق أم عقوق للآباء؟!
ملفات القضايا المنظورة أمام المحاكم تشير إلى أن الأمر ليس مجرد “تمثيل”، بل حقيقة، هناك آلاف من هذا النوع من القضايا، جميعها تمتلئ بما يمكن وصفه بـ«وجع القلب»، تمامًا كما عثرت “فيتو” على إحدى القضايا التى رفعها أخ على شقيقته، مدعيًا أنها تعانى من اضطراب نفسى وغير قادرة على الحفاظ على أموالها وإرث عائلتها.
الحجر على الشقيقة
وكشف عن تفاصيل الدعوى، جبريل محمود، محامى المدعي، موضحًا أن م.م يبلغ من العمر 43 عاما رفع دعوى حجر على شقيقته التي تبلغ من العمر 45 عاما، ولم يسبق لها الزواج وليس لديها أطفال، موضحًا أن الأخ استند فى عريضة الدعوى إلى أن شقيقته تعانى من اضطراب نفسي، وبالفعل قدم طلبا للنيابة الحسبية لشئون الأسرة، وبدورها حولته للمحكمة المختصة، وأجرى الطب الشرعى الكشف الطبى على المحجور عليه لبيان صحة المرض من عدمه.
وفى قضية أخرى لابن قرر رفض حرمانه من أموال والده كما تم حرمانه من حنانه، حيث قال: «أواجه انتقادات كتيرة فى كل مكان بعدما قررت رفع دعوى حجر ضد والدي، بس ربنا ميرضاش بالظلم، أنا مش ببهدل أبويا فى المحاكم فى آخر أيامه زى ما الناس بتقول، أنا بحفظ الحقوق اللى ربنا أمر بالحفاظ عليها».
وقال محمد : أبلغ من العمر 32 عاما، متزوج ولدى طفل عمره 3 سنوات، والدى من كبار أعيان محافظة الجيزة، انفصل عن والدتى وعمرى 10 سنوات، وعشت مع والدتي، كرست أمى حياتها كلها لتربيتى وتعليمى حتى تخرجت فى كلية الهندسة، كنت أرى والدى فى المناسبات فقط أعياد أو أفراح لا غير، مضيفًا: عندما وصلت للسن القانونية قررت زيارة والدى باستمرار كصلة رحم، كنت أحتاج أن أكون بجواره رغم أن والدتى لم تجعلنى أحتاج لأحد، وكانت والدتى سعيدة بمحاولة تقربى من والدي، ولم تعترض على كثرة زياراتى له.
السيطرة على الأب
واستكمل حديثه: ابن عمى صديق لى منذ أيام المدرسة حتى دخولى الجامعة، فوجئت به يقول لى إن والدى أخبرهم بأنه قرر كتابة وصية بالميراث، وسيعطى جزءا كبيرا جدا من ميراثه لابن عمتى المتوفاة.
وواصل: واجهت والدى بذلك، وأكد لى أنه ينوى ذلك، وأنه سيكتب جزءا كبيرا من الإرث لابن عمتي، لأنه كان سندا له فى حياته، ووقف بجانبه فى توسيع عمله ومشروعاته، والجزء الآخر سيكتبه لى ولأخواتى الفتيات غير الشقيقات.
وأكمل: والدى يبلغ من العمر 73 عاما، حرمنى عمره كله من حنانه، وقرر حرمانى من عزه أيضا بعد مماته، لذلك قررت رفع دعوى حجر ضده.
ومن بين دعاوى الحجر أيضا التى مازالت قيد التحقيق، قضية شاب قرر هو وأشقاؤه الحجر على والدهم المسن الذى يبلغ من العمر 65 عاما، بسبب دخوله فى علاقة عاطفية مع فتاة صغيرة فى السن، ينفق عليها بسخاء وبذخ وبدون مسؤولية.
يقول الابن: والدى كانت حالته المادية صعبة، وحصل على فرصة عمل خارج مصر وتحسنت أوضاعه، وأصبح لأبى شغل خاص وتجارة رائجة جعلته مغتربا خارج مصر أكثر من 30 عاما، ونجح فى تكوين ثروة وأصبح مطمعًا، تعرف على فتاة من عمر شقيقتى وانجذب لها، وفر لها سكنا، ويشترى لها دائمًا هدايا غالية الثمن، فقرر هو وأشقاؤه رفع دعوى حجر على والده واعتبره سفيها، يسيئ التصرف فى أمواله وأموال أبنائه.
شروط قضايا الحجر
شروط كثيرة يجب توافرها لقبول دعوى الحجر، والتى كانت سببا فى رفض دعوى حجر رفعها موظف يبلغ من العمر 50 عاما على والده الذى يبلغ من العمر 81 عاما، بحجة أن والده صاحب الممتلكات والعقارات والأراضى الزراعية يبيع أراضى كثيرة وبسعر بسيط ومبذر للأموال.
وكشف محمد الجبالى محامى المدعى أن التقرير الطبى اثبت أن حالة الأب الصحية والعقلية جيدة، وبالتالى قضت المحكمة برفض الدعوى، مشيرا إلى أنه خلال دعوى الحجر يتم رفع الأمر إلى المحكمة من أجل لا يطبق الحجر إلا بحكم قضائى ويتم تعيين قيم عليه، وكذلك لا يرفع الحجر عن المحجور عليه إن تم شفاؤه وعاد لحالته الطبيعة إلا بحكم قضائى أيضا.
ومن شروط رفع الدعوى الاصابة بمرض عقلى أو نفسى أو الاصابة بالزهايمر واختلال العقل أو أن يكون الشخص سفيها.
نقلًا عن العدد الورقي..،