ثورة المناخ.. التغيرات الجوية الحادة تهدد المحاصيل الاستراتيجية على مستوى العالم.. واقتراحات بالبحث عن البديل
أطلق مؤتمر المناخ cop 27 الذي استضافته شرم الشيخ مؤخرًا جرس إنذار فيما يتعلق بالتغير المناخي وتأثيره محليًا وعالميًا على الإمدادات الغذائية العالمية، حيث شدد المدير التنفيذي للصندوق الاستئماني العالمي لتنوع المحاصيل ستيفان شميتز، خلال يوم التنوع البيولوجي، على أن التغير المناخي يهدد بشكل كبير الإمدادات الغذائية العالمية، كاشفًا عن أن إخفاق المحاصيل وضعفها هو من بين نتائج التغير المناخي والذي يسهم في التفقير التغذوي وفقر الصحة وزيادة رقعة الفقر كما يؤثر على سبل الرزق للمواطنين الأكثر هشاشة.
وأكد المسؤول الأممي أن التنوع في المحاصيل سوف يساعد في التقليل من بصمتنا البيئية على المستوى الزراعي مع بلوغ أهداف التغذية والصحة وسبل العيش، كما لفت إلى أن تنوع المحاصيل من الأمور الضرورية والملحة للبشرية من الناحية الأخلاقية والاقتصادية.
وحذر من أنه فى حال الوصول إلى تقهقر فى النظم البيئية فإن ذلك سوف يكون كارثيًا، مؤكدا أنه علينا أن نحمى أنفسنا ونحمى الكوكب، وأن نجعل النظم الغذائية ناجعة بالنسبة للجميع، وذلك يحتاج إلى وضع شراكة عالمية، بهدف وضع خطة شاملة متكاملة من أجل صون تنوع المحاصيل الأهم بالنسبة للبشرية وجعلها متاحة بشكل يسير لاولئك الذين يحتاجونها من أجل تغذية العالم.
ولأن مصر جزء من هذا الكوكب الكبير..كان لا بد من طرح هذه القضية على طاولة النقاش؛ بحثًا عن حلول عاجلة وسريعة للتعامل معها، دون الانتظار لسيناريوهات صادمة غير محمودة العواقب.. التفاصيل في الملف التالي..
موقف مصر
الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية ومستشار وزير الزراعة، أكد أن مصر تُصنف ضمن الدول الهشة مناخيا؛ بسبب موقعها الجغرافي، حيث تعرضت لتغيرات مهمة فى المناخ فى مواعيد الفصول وارتباك مواعيد الزراعة التقليدية، وهو ما يجب مواجهته بتغيير كبير في التوصيات الزراعية المختلفة، مؤكدًا أن الوضع الحالى يستلزم ترك الفرصة كاملة لعلماء النبات بمختلف اختصاصاتهم لدراسة عوامل تأثر النبات بالتغيرات المناخية؛ لوضع معايير وتوصيات زراعية جديدة تسهم فى التكيف مع تلك التغيرات لتحقيق إنتاجية من محاصيل الأشجار مثل: المانجو والزيتون؛ بعد تأثرهما بشكل بالغ خلال السنوات الأخيرة.
محاصيل مهددة
ولفت «فهيم» إلى أن تأثير التغيرات المناخية تسبب فى تراجع إنتاجية محصول الزيتون خلال الموسم الماضي؛ حيث إن إنتاج الزيتون يتأثر بالتقلبات المناخية بشكل كبير وتغير المناخ فى مصر بوتيرة أسرع من المتوقع، وهو ما يتسبب فى تهديد عرش إنتاجية زيتون المائدة الذى تربعت على مصر خلال الأعوام الأخيرة قبل تدهور الإنتاجية الموسم الماضي، موضحًا أن الموجات الحارة المتصلة التى يتعرض لها الزيتون في فصل الصيف تؤثر بشكل كبير على الانتاجية وجودة الثمار وخاصة التحجيم ولها تأثير أكبر على نسبة الزيت ودرجة التلوين.
وتابع: عدم استيفاء احتياجات البرودة اللازمة أدى إلى نقص فى المحصول فى موسم 2021 تجاوز 30% للأصناف الأجنبية مثل: مانزانيلو وبيكول (الأسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني)، وتسببت الموجات الحارة المتتالية فى مايو – يونيو –يوليو – أغسطس – سبتمبر إلى نضج مبكر للثمار؛ مما أثر على حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت، خاصة الأصناف الأجنبية التى أدت إلى نقص فى الأوزان النهائية للمحصول، وانخفاض المحصول النهائى بحوالى تقريبا ما بين 20-35% عن المحصول المقدر على الشجر فى بداية الصيف.
محاصيل أساسية سوف تتأثر
فيما كشفت دراسة أعدتها وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ بمعهد بحوث الأراضى والمياه بمركز البحوث الزراعية عن تأثير كبير للتغيرات المناخية على القطاع الزراعى فى مصر وإنتاج الغذاء.
الدراسة التى أعدتها الدكتور سامية المرصفاوى رئيس الوحدة أوضحت أن التأثير المتوقع سيكون على الإنتاجية والاستهلاك المائى للمحاصيل الزراعية، بناء على نتائج التنبؤ بعيد المدى باستخدام نماذج المحاكاة وسيناريوهات تغير المناخ المختلفة أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبيا على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية حيث تسبب نقصا شديدا فى إنتاجية معظم محاصيل الغذاء الرئيسية فى مصر بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المائى لها.
وأشارت الدراسة إلى أكثر المحاصيل الزراعية الهامة التى قد تتأثر بشكل كبير جراء التغيرات المناخية وهي: تراجع إنتاجية محصول القمح حوالى 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة 2°م ، وسوف يصل معدل النقص إلى حوالى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 3.5°م. وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية، وأيضا انخفاض إنتاجية محصول الشعير حوالى 18% (بحلول عام 2050) واستهلاكه المائى سوف ينخفض حوالى 2%..
ووفقا للدراسة.. فسوف تقل إنتاجية محصول الذرة الشامية حوالى 19% بحلول منتصف هذا القرن عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 3.5°م) وذلك بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية ، وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%. أما محصول الذرة الرفيعة فسوف ينخفض حوالى 19%، والاستهلاك المائى له سوف يزداد حوالى 8%، وتتأثر إنتاجية محصول الأرز وتنخفض حوالى 11% ويزداد استهلاكه المائى حوالى 16%، و إنتاجية محصول فول الصويا سوف تتأثر سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى 28% ، واستهلاكه المائى سوف يزداد حوالى 15%.
كما نوهت الدراسة إلى أن محصول عباد الشمس سوف ينخفض حوالى 27% وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%، و محصول الطماطم الذى يعتبر من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيته حوالى 14% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 1.5°م، فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى 50% إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 °م، وقد تشهد إنتاجية السكر من محصول قصب السكر انخفاضا حوالى 25% ،كما أن استهلاكه المائى سوف يزداد 2.5%، وعلى العكس سوف تؤثر التغيرات المناخية تأثيرا ايجابيا على إنتاجية محصول القطن، وسوف تزداد إنتاجيته حوالى 17% عند ارتفاع درجة حرارة الجو حوالي 2°م ، وسوف يرتفع معدل الزيادة فى هذا المحصول الى حوالى 31% عند ارتفاع درجة الحرارة 4°م ومن ناحية أخرى سوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 10% مقارنة باستهلاكه المائي تحت الظروف الجوية الحالية.
تهديد الأمن الغذائي
يقول الدكتور محمد جمال شحاتة، باحث مساعد بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية: إن الأمن الغذائى مهدد؛ بسبب أزمة التغير المناخى الذى سيؤدى بشكل مباشر إلى خسائر كبيرة فى الإنتاج الزراعى والغذائى بالعالم، خاصة مع ظهور مؤشرات التغيرات المناخية مثل: الجفاف الشديد والأعاصير وموجات الحر الشديدة فى الدول ذات الجو البارد والمعتدل، لذلك تغير المناخ أصبح تهديدا خطيرا على التنمية المستدامة والأمن الغذائي في العالم.
أشار الباحث إلى أن كثيرًا من الدراسات التى أجريت عن مستقبل التغييرات المناخية قامت بدراسة اتجاهات الاحتباس الحراري الناتج عن انبعاث الغازات خلال العقد الماضي، مشددا على ضرورة العمل على الحد من تقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من خلال تكاتف الجهود، وتحمل الدول الصناعية ذات البصمة الكربونية الأعلى للمسئولية، خاصة أن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارى سوف يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وحدوث تغييرات مناخية شديدة خلال الفترة المقبلة، كاشفًا عن أن التغيرات المناخية لها عواقب وخيمة على المواقع الجغرافية على المدى البعيد، وعلى كيفية إنتاج الغذاء فى العالم على المدى القريب، وسوف تؤثر على الخصائص الغذائية لبعض المحاصيل؛ مما قد يسبب مجاعات وفقرًا، وأيضا التغييرات المناخية مثل: الجفاف والأعاصير ستؤثر على الإمداد الغذائى العالمى، من خلال التاثير سلبا على التجارة عن طريق تعطيل وسائل النقل، وسلاسل التوريد، والخدمات اللوجستية.
وأوضح «شحاتة» أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» ذكرت أن إقليم الشرق الأوسط من أكثر المناطق المتضررة من التغييرات المناخية خلال الفترة القادمة بسبب نقص المياه، والذى يهدد بفقدان ما يقرب من 30% من الأراضي الصالحة للزراعة، و50% من الثروة الحيوانية نتيجة نقص الإنتاج الزراعي، وأيضا قطاع الثروة السمكية سيواجه مشكلات كبيرة نتيجة ارتفاع منسوب البحار، منوهًا إلى أنه من أهم التحديات التي تواجه الدول المستوردة للغذاء على مستوى العالم: ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب زيادة تكاليف الإنتاج، مما سيؤثر على ارتفاع أسعار الأعلاف، ومن ثم ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، بالإضافة إلى ندرة المياه التي تعتبر تحديا أضافيا أيضا.
وأكد «شحاتة» أن البنك الدولى كون مجموعات عمل لمواجهة تغير المناخ باستخدام التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل الهدر الغذائي، والحد من انبعاثات الغازات المسئولة عن الاحتباس الحرارى، ومساعدة البلدان على مواجهة وإدارة الفيضانات والجفاف، كاشفًا عن أن هناك العديد من الدراسات الحديثة تعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة للتأقلم مع التغير المناخى وتقليل آثاره مثل إنتاج الوقود الحيوى من المخلفات الزراعية كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة، وفى الوقت ذاته تقليل حد الانبعاثات الغازية.
انخفاض إنتاجية القمح والذرة
فى نفس السياق، يقول الدكتور جمال حسام الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن العديد من الدراسات تطرق إلى قياس الآثار الاقتصادية المتوقعة للتغيرات المناخية على إنتاجية عدد من المحاصيل الزراعية، وكان من أهمها: محاصيل القمح والذرة والقطن في ثلاث مناطق أساسية فى مصر، وقد تم استخدام نماذج مختلفة، استنتجت تلك الدراسات أن مصر سوف تعاني من ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة فى منتصف القرن الحادى والعشرين، وتوصلت تلك الدراسات إلى أن التأثيرات المستقبلية للتغيرات المناخية ستؤدي إلى انخفاض إنتاجية كل من: القمح والذرة بشكل كبير، بينما سترتفع إنتاجية القطن مقارنة بالأحوال المناخية الحالية.
وأوضح أن الدراسات تشير إلى استفادة بعض المحاصيل الزراعية كـ القطن والأرز والموز من الزيادة الحرارية، ولكنها ستتأثر سلبًا بزيادة معدلات البخر وزيادة ملوحة التربة والمياه، مما قد يؤدى إلى ارتفاع تكلفة الزراعة، كما أن استخدام المزيد من الأسمدة والمبيدات سيؤدى إلى زيادة تلوث المياه السطحية.
أستاذ الزراعة أوضح أن الدراسات تتوقع خفض إنتاجية الكثير من المحاصيل الزراعية بنحو 11% لمحصول الأرز، ونحو 28% لمحصول فول الصويا بحلول عام 2050 مقارنة بإنتاجيتها تحت الظروف الحالية، في حين يؤدي التغير فى درجات الحرارة إلى ارتفاع إنتاجية القطن بحوالى 29% مقارنة بالوضع الحالي، في نفس الوقت سيصل الاستهلاك المائى المتوقع للمحاصيل الصيفية إلى ما يزيد على 8% لمحصول الذرة، 16% لمحصول الأرز بحلول عام 2050 مقارنة بالمقننات المائية الحالية.
وفيما يخص عباد الشمس..أفاد أستاذ الزراعة بأن عباد الشمس من المحاصيل الحساسة لارتفاع درجة الحرارة، وسوف تنخفض إنتاجيته حوالى 21% فى شمال الدلتا، و27% فى مصر الوسطي، 38% فى مصر العليا بمتوسط نقص على مستوى الجمهورية حوالى 29%، وسوف يزداد استهلاكه المائى فى المتوسط حوالى 6%، الأمر لم يخلف كثيرا بالنسبة لمحصول الطماطم، فهو من المحاصيل الحساسة جدًا لارتفاع درجة الحرارة، وسوف تنخفض إنتاجيته حوالى 14% إذا ارتفعت درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى حوالى 51% إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 درجة مئوية، أما قصب السكر فتشير نتائج دراسات أثر التغيرات المناخية على إنتاجية السكر من محصول قصب السكر – بحسب «حسام» - إلى أن هذه التغيرات سوف تسبب نقص الإنتاجية 24.5% وزيادة في الاستهلاك المائي حوالي 2.3% ونقص فى العائد المحصولى من وحدة المياه حوالى 25.6%
وأشار «حسام» إلى أنه فى دراسة أخرى لتأثير التغيرات المناخية المتوقعة على الاحتياجات المائية للمحاصيل وبالتالي تأثيرها على الإنتاجية الغدانية فى منطقة دلتا الوادى القديم باستخدام عدد من النماذج والاحتمالات والمعادلات، فقد أوضحت نتائج الدراسة الحاجة إلى زيادة المقننات المائية للمحاصيل الرئيسية بمنطقة الدلتا فوق المعدلات الحالية بحلول عام 2050 حيث تزداد الاحتياجات المائية للذرة، القمح، القطن بمعدل 10%، 9%، 12% على الترتيب.
مختتمًا: يمكن القول إن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض انتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر، وزيادة الاستهلاك المائى لها، ويصاحب انخفاض انتاجية هذه المحاصيل خفض العائد المزرعي، لذلك يجب اتباع استراتيجيات التكيف مع التغيرات الجديدة، من خلال استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف، واستنباط اصناف جديدة، موسم نموها قصير؛ لتقليل الاحتياجات المائية اللازمة لها، وتغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية الجديدة، وتقليل مساحات المحاصيل المسرفة فى الاستهلاك المائي، وزراعة محاصيل بديلة تؤدى نفس الغرض ويكون استهلاكها المائى وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر، الرى فى المواعيد المناسبة وبكميات مياه مناسبة.
استنباط سلالات جديدة
النائب هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، يرى أن قطاع الزراعة يأتى فى مقدمة القطاعات المتأثرة سلبيا من ظاهرة التغييرات المناخية، وهو ما يمثل تهديدا واضحا للأمن الغذائى العالمى بسبب ما تسببه تلك التغييرات المناخية من خلل فى الإمدادات الغذائية العالمية، مستشهدًا فى تصريحات خاصة لـ» فيتو» بما شهدته الفترة الأخيرة من تداعيات وآثار للتغييرات المناخية على قطاع الزراعة، مثل: تلف كميات كبيرة من محاصيل الخضر والفاكهة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يتجاوز الحد المناسب لتلك المحاصيل، ما أدى إلى انخفاض انتاجها؛ بسبب الموجة الحارة خلال شهور الصيف، وهو ما تسبب بالتالى فى تعرض المزارعين لخسائر كبيرة، إضافة لتسببه فى موجة غلاء وارتفاع أسعار.
ودعا الحصرى إلى سرعة الاستعداد للتعامل مع تلك التغييرات المناخية التى يزداد تأثيرها عاما بعد عاما، وذلك من خلال تكثيف دور البحوث الزراعية فى استنباط سلالات جديدة من المحاصيل الزراعية تتماشى مع تداعيات تلك التغييرات المناخية سواء من جانب درجات الحرارة أو ملوحة ونقص المياه.
خطط قابلة للتنفيذ
من جانبه أيده فى ذلك المهندس عبد السلام الجبلى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، داعيا إلى الإسراع فى إعداد خطط محددة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، بالإضافة إلى إعداد خريطة زراعية واضحة تتماشى مع تداعيات تلك التغييرات بما يحقق الأمن الغذائي، مؤكدا فى تصريحات خاصة لـ»فيتو» أن تأثير التغيرات المناخية على الإمدادات الغذائية العالمية أمر فى منتهى الخطورة، ولابد من سرعة التعامل معه بشكل علمى، وهو ما يتطلب أيضا مشاركة كبيرة من مختلف الدول فى تبادل الخبرات والأبحاث العلمية فى هذا الشأن.
وأشار الجبلى إلى أهمية الإسراع فى إيجاد حلول لمشكلات التغيرات المناخية، فى قطاع الزراعة، مثل: التوصل إلى أصناف جديدة تكون مقاومة لآثار وتداعيات التغيرات المناخية وقادرة على مواجهة درجات الملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة، وأيضا تقصير مدة الزراعة على سبيل المثال وزيادة إنتاجية الفدان، مشددا على تعظيم الاستفادة من الموارد المائية، فى ظل تهديدات نقص المياه بسبب التغييرات المناخية، وربط ذلك بالخريطة الزراعية للبلاد.
وبدوره أكد النائب أحمد البنا، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب أهمية الاستعداد للتعامل مع تأثير التغييرات المناخية على الزراعة والرى نظرا لأنهما أهم قطاعات متعلقة بغذاء الإنسان، موضحًا فى تصريحات خاصة لـ»فيتو» أن تأثير التغييرات المناخية على قطاع الزراعة أصبح أمرا واضحا وخطيرا، ويزداد أثره كل يوم، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية قد تؤدى لأزمة فى الزراعة بشكل عام؛ بسبب التأثير المباشر على كميات المياه المتوفرة للجميع، موضحا أن تلك التغييرات تؤثر على استهلاك الزراعة للمياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتصحر، وسط توقعات علمية بظهور الجفاف بشكل واضح فى بلاد الشرق الأوسط، حيث بدأت درجات الحرارة تتفاوت، وتتغير عن الطبيعى، بما يؤثر على المحاصيل الزراعية، وكذلك توجد توقعات بوجود سيول بشكل غير مسبوق.
«البنا» شدد على أن قضية التغيرات المناخية قضية أمن قومى تؤثر على الغذاء بشكل مباشر، موضحًا أن التغيرات المناخية تؤثر على زراعة القمح بشكل مباشر، حيث أصبحت موجات الحر غير ثابتة، وتؤثر على نمو المحصول فى ظل عدم القدرة على التنبؤ بالطقس، وإدارته بسبب التغيرات غير المتوقعة والمفاجأة، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمواجهة أثر تلك التغييرات المناخية على الزراعة، وتوجيه التمويلات اللازمة فى هذا الاتجاه لمواجهة تلك الأزمة التى تواجه غذاء العالم.
نقلًا عن العدد الورقي…،