رفع الدرجات في الدنيا والآخرة.. فضل تلاوة القرآن الكريم
رتّب الله -سبحانه وتعالى- الأجر المضاعف على تلاوة كتابه العزيز، حيث قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قراءة كل حرف من كتاب الله بعشر حسنات، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
سبب لنزول السكينة والرحمة
ثبت في الحديث الصحيح أن السكينة والرحمة تتنزلان على قارئ القرآن، فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
تلاوة القرآن كرامة للقارئ
إن الله -سبحانه وتعالى- رفع من شأن قارئ القرآن الكريم، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ)، والأترجة: هو ثمر جامع لطيب الطعم والرائحة، وحُسن اللون، ومنافعه كثيرة.
القرآن يشفع لصاحبه في القبر ويوم القيامة
ثبت في الحديث الصحيح أن القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة، فعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه)، وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصِّيامُ والقرآنُ يشفعان للعبدِ يومَ القيامة).
رفع درجات المؤمن في الدنيا والآخرة
إن الله -سبحانه وتعالى- رفع من قدر قارئ القرآن الكريم، وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ).
وبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن منزلة قارئ القرآن في الجنة عند آخر آية يقرؤها، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأ، وارتَقِ، ورتِّل كَما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا، فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بِها).
استحقاق للغبطة من المؤمنين
والغبطة تعني: تمني مثل ما عند الآخرين من النعم من غير تمني زوالها عنهم، فقارئ القرآن الكريم يستحقّ أن يغبطه الناس، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا حسدَ إلا في اثنتيْنِ رجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو يُنفقُه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ).