زغلول صيام يكتب: الجلابية والعقال في ملاعب المونديال!
حقق مونديال قطر 2022 مكاسب عديدة على كافة المستويات سواء كانت رياضية أو سياسية ونجح في لفت أنظار العالم إلى المنطقة العربية بأمواجها المتلاطمة من خلال استضافة 31 فريقا من مختلف بلدان العالم ومن جميع القارات بثقافتها المختلفة وسلوكها الغريب احيانا.. كل هؤلاء جمعهم الأشقاء في قطر من خلال منظومة عمل استمرت أكثر من عشر سنوات حفلت بالعمل الجاد.
وأهم ما يلفت النظر أو أبرز المكاسب كما أراها هي لفت أنظار العالم للمواطن العربي في داخل المنطقة العربية من خلال تغيير الصورة الذهنية له في كل بقاع الأرض من حيث أنه لم يعد (شوال الفلوس) الذي ينفق أمواله هباءا وعلى توافه الأمور وإنما هو المواطن الذي ترعرع في منطقة مهبط الأديان السماوية وصاحب حضارة عريقة لا تضاهيها حضارة في العالم.
لفت مونديال قطر الأنظار إلى الهوية العربية الإسلامية وهي الهوية التي تحترم جميع الأديان السماوية والكل يعيش في سلام وأمان بعيدا عن الفتن والمؤامرات.
ولم يكن كل هذا يأتي من فراغ لولا إرادة قوية من الدولة المنظمة التي فرضت شروطها على الفيفا وعلى جميع المنتخبات المشاركة من خلال ثوابت واضحة وهي لا خمور ولا دعوات للمثلية الجنسية في المونديال وظهر الجلباب والعقال في كل المباريات من خلال المنظمين وهو الزي الرسمي العربي الذي نفخر به في كل المحافل.
كما أن قطر لم تكتفي بذلك ولكن وجهت الدعوة لكل زعماء العرب والشرق الأوسط وكانت اللفتة الطيبة في اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو مازال حديث العالم ليؤكد أن كرة القدم للتقارب وليست للتباعد، وكانت رسالة واضحة في أن الروح الرياضية هي التي تسود بين البلدان.
استوعبت قطر العالم كله في مكان صغير من حيث المساحة المكانية ولكنه بالطبع كبير المقام ونفخر بأن قطر تنظم المونديال كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وأي إنجاز لقطر أو أي دولة عربية هو إنجاز وفخر لكل العرب.
أتمنى من كل قلبي أن يكون مونديال قطر 2022 هو بداية لتجمع عربي قوي أساسه الحب والاحترام بين الجميع.. منطقة عربية تتفق على كلمة واحدة حتى يفرضوا كلمتهم على العالم كما حدث في المونديال.. فإذا كنا قد فرضنا كلمتنا في المونديال نستطيع أن نفرض كلمتنا في كل المجالات.
وفي النهاية كل الشكر والتقدير لقطر والتهنئة للشعب القطري ومسؤوليه وقيادته على هذا الإنجاز العظيم.