رئيس التحرير
عصام كامل

الجيش يُظهر "العين الحمرة" للإرهابيين.. و"فيتو" ترصد أوكار الإرهاب في المحافظات.. رفح والماسورة ونجع شبانة والضهير وجبل الحلال في سيناء.. والدقهلية وأسيوط والمنيا والفيوم معاقل الجهاديين


دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، القائد العام للقوات المسلحة، لنزول المصريين إلى الشوارع والميادين في كل محافظات مصر بعد غد الجمعة؛ لدعم الجيش في حربه على الإرهاب وجماعات العنف المسلح، جاءت بردا وسلاما على الشعب المصري الراغب في الاستقرار، والمتعطش إلى الأمن، والآمل في التخلص من الإرهاب..


وترصد " فيتو" أوكار الإرهاب التي يمكن مهاجمتها في كل محافظات مصر.

ففي سيناء التي تحولت بعد ثورة 25 يناير إلى مسرح وأرض خصبة لتواجد عدد من الجماعات الجهادية المختلفة لممارسة تدريباتها، خصوصا بالمنطقة «ج» منزوعة السلاح، وظل الدعم الذي يقدم لهذه الجماعات من عدة دول أجنبية، وعلى رأسها الكيان الصهيوني وحركة "حماس"، يسعى إلى زعزعة استقرار هذه المنطقة الحيوية وإبقائها خارج السيطرة الأمنية.

وهناك 8 جماعات جهادية مختلفة في سيناء، إلا أن وصف السلفية يغلب على معظمها، وهم يتواجدون بمنطقة وسط وشرق سيناء، وأماكن تواجدهم تنحصر في مناطق رفح والماسورة ونجع شبانة والضهير والمطلة، وتتراوح أعدادهم من 3000 إلى 3500 فرد.

وفي شمال سيناء حالة اضطرابات مستمرة منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، فقد خرجت الجماعات التكفيرية والجهادية من الجحور، هذه الجماعات تسعى لإعلان إمارة إسلامية في سيناء، كما انتشر فيها عدد من الخارجين على القانون حتى أصيبت القبائل والعواقل بحالة من الخوف بسبب عدم السيطرة الأمنية الكافية في المحافظة.

والجماعات التي تقوم بأعمال العنف تتكون من أفراد من مختلف القبائل الذين اقتنعوا بالفكرة التي تكفّر الجميع من أجل إقامة إمارة إسلامية، لدرجة أنهم كفّروا أقاربهم وأولياء أمورهم، وكان أحدهم لا يمانع في قتل شقيقه أو والده أو أمه لأنه لا يؤمن بفكره، مؤكدا أنه لا توجد قبائل محددة تلجأ لهذا الفكر الجهادي، بل هم مجموعات من شباب القبائل.

أما منطقة جبل الحلال هادئة تماما ولا يوجد بها أية مشاكل، وبعض وسائل الإعلام وصفوها بمستنقع إرهابي ولكن المغارات فارغة تماما، خاصة أنها كانت في الماضي مكانا لتجمع بعض الإرهابيين الهاربين الذين تم ضبطهم.

وفي محافظة الفيوم، التي كانت في الثمانينات وحتى بداية التسعينات من المحافظات الأكثر سخونة لوجود جماعتين متناحرتين تنتميان للتيارات الإسلامية هما الجماعة الإسلامية والجماعة التي خرجت من عباءتها وأطلق عليها "الشوقيين" وكلتا الجماعتين خرجت من عباءة الإخوان المسلمين.

وفى أعقاب ثورة يناير 2011 بدأت جماعة الشوقيين تستعيد عافيتها بعد أن تم القضاء عليها تماما عام 1990 بعد مقتل الزعيم الروحي للجماعة شوقي الشيخ.

وبسقوط مرسي، بدأت مجموعات من الإخوان والجماعة الإسلامية تشكل من بين أنفسها فرقا صغيرة لا يتعدى أفرادها 20 فردا يتلقون تدريبات قتالية بالقرب من طريق مصر أسيوط الغربي في المنطقة ما بين الفيوم الجديدة وقرية قصر الباسل.

وفي الدقهلية تظهر أكبر المناطق المعرضة لتكوين الجماعات الإرهابية كالمنزلة والمطرية وبرمبال والرياض وقرى المنصورة وديمشلت بمركز دكرنس ومثلث الجناين بميت أبو خالد الذي يجمع 3 محافظات القليوبية والدقهلية والشرقية، نظرا لاحتوائها على أكبر نسبة من السلاح وتهريبه، وعدم قدرة الأمن على السيطرة على تلك المناطق لبعدها الجغرافي وإطلالها على أماكن تهريب الأسلحة خاصة بالمنزلة والمطرية، ووجود نسبة كبيرة من السلفيين والمغيبين عن الواقع مما يجعلهم تربة خصبة للاستقطاب المتطرف، فيما سيتخذون من بحيرة المنزلة طريقا لهم في تهريب وتخزين الأسلحة والهروب بعد تنفيذ المخططات الإجرامية.

وبالفعل قامت الجماعات المتطرفة باستخدام شباب من منية النصر وديمشلت والمطرية والمنزلة في وقائع الاشتباكات التي حدثت من جماعة الإخوان والأحداث العنيفة، وتوجه عدد منهم إلى سيناء للمشاركة في الأعمال الإرهابية، لذلك من المتوقع أن تكون لهم فرصة أكبر بعد هدوء الأحداث، خاصة في تفجيرات الكنائس، كما وصلت تهديدات بالانتقام من الأقباط والشرطة بسبب 30 يونيو.

وتسبب خوف أهالي محافظة الدقهلية من انتشار الأعمال الإرهابية والجماعات المتطرفة في مناشدتهم لعودة جهاز أمن الدولة مرة أخرى ليكون على دراية بتلك الكيانات وإلقاء القبض عليها قبل أي أعمال متطرفة، لأنه الكيان الوحيد الذي سيعيد إليهم أمنهم من جديد، خوفا من انتقام المتطرفين منهم لمساعدتهم في نجاح الثورة وإقصائهم من الحكم.

وتعد أسيوط من المحافظات التي تعد من أكبر بؤر التيارات الإسلامية، خاصة الجماعة المتشددة التي لها تاريخ مع الدم والإرهاب، بجانب التيار الجهادي السلفي الذي ينتشر في عدة مناطق بأسيوط منها مراكز ديروط والقوصية وأبنوب وأبو تيج، وأكد عدد من المنتمين للتيار السلفي أن هذه الأسلحة خاصة بالجماعة الإسلامية، حيث تقوم بإعدادها منذ 30 يونيو تحسبا لحدوث حرب شوارع أو الهجوم على الكنائس في حالة عدم رجوع الجيش عن قراره بإسقاط الرئيس محمد مرسي.

كما أفاد السلفيون بأن السلاح الذي بحوزة الجماعة الإسلامية بأسيوط متطور للغاية، وله مخازن عديدة ولا يخلو مركز من مراكز المحافظة إلا وبه قرية أو اثنتان بهما مخزن للسلاح تابع للجماعة الإسلامية ومنها قرى صنبو وكودية الإسلام وبني يحيى والرياض ودشلوط بديروط، وبالنسبة لمركز القوصية يوجد في معظم القرى التابعة عناصر من الجماعة الإسلامية والتيار السلفي الجهادي وجميعهم تابعون لجماعة الإخوان المسلمين.

وفى مركز البداري توجد قرى العقال والكوم الأحمر وتل زايد وتعد البداري مسقط رأس القيادي في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم، الذي كان من أبرز قيادات الجماعة في التسعينات، وتساعد الجبال عناصر الجماعة على تدريباتهم وتجربة الأسلحة، كما أن بساتين الرمان والجزر تساعدهم في تنفيذ عملياتهم.

ويعد جبل أبنوب الملاذ الأساسي لرعاة الإرهاب والتطرف، ومن القرى التي يلجأ إليها الإرهابيون بعد تنفيذ كل عملية، المعابدة والمراونة، وفى أبنوب تنتشر مجموعات كبيرة من جماعة الإخوان، وفى مركز الفتح يوجد عدد كبير من المنتمين إلى التيار السلفي الجهادي وفي قرى عرب مطير وبني مر تنتشر عناصر الجماعة الإسلامية، أما في مركز أبو تيج، الغنايم حيث التضاريس الوعرة والجبال المليئة بالكهوف والمغارات والمخبأ الرئيسي بعد جبال أبنوب وهناك تعج مدينة الغنايم بعدد كبير من المنتمين للتيارات الثلاثة وأكثرهم من الجماعات الإسلامية والسلفيين، وتلك هي بؤر منتجة للجماعة الإسلامية والإخوان والسلفيين.

وفي محافظة المنيا، تسبب إعلان عدد من الجماعات الإسلامية عن نفسها وخطتها القادمة في إرباك المشهد السياسي في المنيا، وكان من بين تلك الجماعات «جماعة الأنصار أو شباب الأنصار» التي يرأسها عاصم عبد الماجد، في ديرمواس خرجت السلفية الجهادية لتعلن عن وجودها ورفضها التعايش بأى حال من الأحوال مع الأقباط، فقرروا العمل على تطفيش الأقباط بقرية دلجا، والتعدي على كنائسهم حيث قاموا بالتعدي على كنيستي مار جرجس والإصلاح الرسولية، فالسلفية الجهادية «مشروع شهيد» و«شباب الأنصار» يثيران الرعب في المنيا.
الجريدة الرسمية