رئيس التحرير
عصام كامل

وهكذا.. سقطت كرمان


لا يمر يوم دون أن تتحفنا الناشطة توكل كرمان اليمنية والمكللة بجائزة نوبل للسلام والمحسوبة على جماعة الإخوان تهاجم فيها ما يحدث في مصر وتبكي مما تسميه انقلابًا عسكريًا وعلى مصير الرئيس المخلوع المنتمي لجماعتها محمد مرسي

مبدئيًا لست من النوع الذي يستخدم عبارات مثل: خليكي في حالك أو هذه ليست بلادك..

فأنا شخصيًا اعبر عن رأيي فيما يحدث في سوريا وفي سياسات الكثير من دول العالم.. ولكن أعتقد أن ردًا ما وجب على الوجه الدبلوماسي لجماعة تدعي السلمية في تغريدات المتحدثين بالانجليزية من حوارييها كجهاد الحداد (علمًا بأنك حين تنبح بالعربية أو الانجليزية فلا يجعل هذا نباحك كلامًا وإنما يظل نباحًا ) بينما ذراعها المسلح يقتل المدنيين والعسكريين في سيناء بأسلحة ثقيلة ورجالها يرتكبون مذابح في المنيل والأقصر ويروعون الاقباط في صعيد مصر معتبرين أنهم عدوهم الأزلي.

مبدئيًا.. دعينا نتذكر يا من حصلتي على جائزة دولية للسلام بعضا من خصال هذا النظام الذي تدافعين عنه ولنرى وجه خلافه عن نظام مبارك:

نظام مبارك الفاسد لسنين كان يلعب على الاقليات كالاقباط الحائزين على اغلبية البطاقات الانتخابية في الصعيد بتخويفهم من أفعال الإخوان والجماعات الإسلامية لكي يقدموا نفسهم كحماية من عنف الجماعات.. خرج الإخوان للنور ليمنعوا الآلاف من اقباط الصعيد من الانتخاب سواء لمجلس الشعب أو الإعلان الدستوري أو انتخابات الرئاسة أو حتى الدستور العاهر الذي فرضوه وبقوة السلاح وميليشياتهم التي أطلقها رئيسهم من السجون بعفو رئاسي لكل من ثبت أنه كان في يوم ارهابيًا من قتلة فرج فودة لجماعات إرهاب التسعينات البغيضة.. ( أليس في هذا خيانة للثورة وللسلام الذي تحملين جائزة باسمه.. ترويع جماعات آمنة بقوة السلاح واستخدام السلطات لإطلاق جماعات مسلحة في الشوارع ؟ ) بل ألم يثبت الإخوان بجدارة كل ما كان يصدره نظام مبارك عنهم من أفكار ؟

خطب الرئيس الذي تدافعين عنه خطبة شبيهة بخطب التيار الإرهابي القاعدي الذي ركب على ثورة أحرار سوريا ضد الفاشية والذي ارتكب فظائع حتى اليوم توازي جرائم النظام السفاح قسوة ضد مدنيين وضد حتى ألوية أخرى مضادة لبشار ولكنها ضد محاولات الجهاديين فرض وجه ديني أو عرقي للثورة.. شجع الرئيس الذي تتحدثين عنه باسم السلام على حرب ضد الشيعة في سوريا ولنصرة السنة.. ( ناهيك عن المذبحة ضد الشيعة التي حدثت بعدها بأيام في مصر كنتيجة لهذا المؤتمر ).

كان نظام مبارك استاذًا في تزوير القوانين لضمان استمراره ولفرض نفوذه بتعديل ما يحلو لهم في الدستور بما أنهم يملكون الرئاسة والبرلمان.. ألم يرتكب مرسي نفس الجرم حين قام بفرض إعلان دستوري رفضه ملايين من الشعب أكبر من عدد من نزلوا يوم ٢٥ يناير؟ واعتقد انني بحكم وجودي في المرتين استطيع المقارنة، كما أن المادة المصورة لمظاهرات ما بعد ٢٢ نوفمبر موجودة كشهادة للتاريخ.. بل ودبر ذراعه الأيمن الهجوم على معتصمي الاتحادية لتحدث المذبحة المشهورة والتي تم اصطياد اشخاص بأعينهم فيها من خلال رجال الجماعة والتيار كالصحفي الحسيني أبو ضيف.

اهذا هو من تدافعين عنه بجائزة السلام ؟
الم يحاول مرسي فرض دستور عاهر عن طريق لجنة قامت كل قوى الشعب لرفضها وفرضها هو بعد وعده بحلها أثناء حملته الانتخابية بعد تحايل جماعته وحزبه على قوانين انتخابات البرلمان والذي تم حله بناء على عدم قانونية الترشح والتي اصروا عليها ليقتنصوا أكبر قطعة ممكنة من التورتة ؟ وبعدها قام بتعيين اغلبية في مجلس شورى رفضه الشعب وحصنه بإعلان دستوري غير دستوري بالمرة يمنح نفسه فيه ما يفوق مبارك من سلطات ؟

اعتقد انك بحصولك على جائزة دولية للسلام تدركين الفارق بين حركة سلمية وحركة مسلحة كحركة الإخوان ( ولا تقولي لي إن جماعات سيناء بالصدفة قامت مع سقوط مرسي وليس بأوامر من قادة الجماعة ) وأعتقد انهم عار حتى على جماعات الكفاح المسلح في تاريخ البشرية.. هناك جبهة قامت منذ سنوات في بلد قريب منك هي سلطنة عمان تدعى جبهة ظفار اقترح أن تقارني بين أهدافها وانتصارها لأهداف الشعب لم تستخدم سلاحها ضد شعبها طمعًا في السلطة.

اعتقد أن ما في النقاط السابقة من خيانة للدستور وللثورة ما يكفي لا للتحفظ على مرسي وإنما لمحاكمته بتهم الخيانة العظمي على ما فعله من ٣٠/٦/٢٠١٢ وحتى ٣٠ /٦/٢٠١٣.

تنوحين على ما فعله الجيش بينما أن ما فعله هو أرقى ألف مرة مما حدث في ١١ فبراير حين رفض مدعو الثورة من الإخوان فكرة المجلس الرئاسي وتسلم العسكر السلطة بينما تلك المرة فعل العسكر ما هو متوافق مع الدستور من تسليم السلطة للشعب ولرئيس المحكمة الدستورية كما ينص..وأن أي عثرة في طريق الديموقراطية نعيشها اليوم هي ببساطة ما كان يفترض أن نتعثر فيه ما بعد ١١ فبراير لولا خيانة جماعة الإخوان والتي كلفتنا سنتين من عمرنا وبضع مئات من الضحايا من جانبنا وجانبهم ستظل دماؤهم على جبين الجماعة.
الجريدة الرسمية