رئيس التحرير
عصام كامل

رغم زيادة الإصابات.. هل تتخلى الصين عن سياسة "صفر كورونا" من أجل الاقتصاد؟

كورونا في الصين
كورونا في الصين

عادت اصابات كورونا في الصين لتتصدر المشهد من جديد خاصة بعد تسجيل إصابات بآلاف خلال الأيام الماضية، حيث سجلت ارتفاعًا قياسيًّا في إصابات كورونا  أمس الأحد بلغ 39791 إصابة جديدة بفيروس كورونا السبت منها 3709 إصابات مصحوبة بأعراض و36082 بلا أعراض.

وتوقع محللو جولدمان ساكس، أن تنهي الصين سياستها "صفر كوفيد"، في وقت أبكر مما كان متوقعًا في السابق، مع تزايد فرص الخروج الفوضوي مع انتشار العدوى واحتجاج السكان على خطط الحكومة للسيطرة على الفيروسات.


تعديل سياسة صفر كوفيد


وقال "جولدمان ساكس" إن هناك فرصة ما "لخروج غير منظم حيث تتمسك بتوقعات باحتمال 30% بأن الصين ستعيد فتح أبوابها قبل الربع الثاني من عام 2023". فيما قالت شركة Teneo Holdings LLC إن الاضطرابات الاجتماعية قد تدفع الحكومة إلى التحرك بشكل أسرع في تعديل سياسة صفر كوفيد لنهج أكثر مرونة في مكافحة العدوى.

وكتبت كبيرة الاقتصاديين الصينيين في بنك جولدمان ساكس، هوي شان، في مذكرة في وقت متأخر يوم الأحد: "قد تحتاج الحكومة المركزية قريبًا إلى الاختيار بين المزيد من عمليات الإغلاق والمزيد من تفشي مرض كوفيد". وقالت إن الحكومات المحلية تكافح من أجل "تحقيق التوازن بسرعة في السيطرة على انتشار الفيروس مع الامتثال للإجراءات الأخيرة التي تفرض نهجًا أكثر استهدافًا".

وعلى الرغم من أن الحكومة كشفت مؤخرًا عن دليل من 20 نقطة يهدف إلى تخفيف بعض أكثر الضوابط صرامة في الصين، استمرت العديد من المدن في إغلاق المجتمعات للسيطرة على الفيروس مع ارتفاع الحالات إلى مستويات قياسية.

وأثارت القيود مظاهرات في المدن الكبرى بما في ذلك شنغهاي وبكين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما ضغط على الرئيس الصيني شي جين بينج وحكومته لتعديل نهجهم.

على الجانب الآخر أنهى مؤشر الأسهم الصيني القياسي CSI 300 يوم الاثنين منخفضًا 1.1%، وهو أكبر انخفاض في شهر، وسط مخاوف المستثمرين من أن الاحتجاجات تخلق مزيدًا من عدم اليقين بشأن مسار البلاد نحو إعادة فتح اقتصادها. كما تراجع اليوان بنسبة 0.44% إلى 7.195 مقابل الدولار اعتبارًا من الساعة 5:36 مساءً، فيما ارتفع العائد على سندات الصين لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 2.865%.

من جانبه، حدد نائب مدير الأبحاث في Gavekal Dragonomics، كريستوفر بيدور، سيناريوهين بديلين للتخلي عن نهج صفر كوفيد. قد يتضمن السيناريو المتفائل الاستخدام المستمر للعديد من قيود كوفيد باستثناء عمليات الإغلاق الممتدة. وقال إن الهدف لن يكون التقليل من الحالات، ولكن تجنب العبء الثقيل على المستشفيات وتقليل الوفيات.

وفي سيناريو غير منظم، تستمر دورة الإغلاق والاحتجاجات المحلية لأسابيع، مع استمرار بعض المدن في محاولة احتواء الفيروس بينما ينتشر خارج نطاق السيطرة في مناطق أخرى.

وقال "في كلتا الحالتين، وصلت الصين إلى بداية نهاية سياسة صفر كوفيد".

فيما ترى "هوي" من بنك غولدمان ساكس أن تدهور وضع الفيروس يفرض مخاطر سلبية على توقعات البنك للنمو في الربع الرابع. إذ تتوقع الشركة أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% هذا العام، وهو أقل بقليل من توقعات الإجماع عند 3.3% في استطلاع أجرته بلومبرج للاقتصاديين، واطلعت عليه "العربية.نت".

ويرى "جولدمان ساكس"، أن الخروج من سياسة صفر كوفيد في الربع الثاني لديه أعلى فرصة للحدوث بنسبة تصل إلى حوالي 60%.

الجريدة الرسمية